الديموقراطية، مصطلح يوناني اغريقي، يتألف من كلمتين، تعنيان: حكم الاكثرية من الشعب. بواسطة ممثلي الشعب، لخدمة الشعب. مع حماية حقوق الاقلية. بضمانة معارضة تراقب، وتتقصى وتفضح.
لنعترف : اننا— كعراقيين — لم نرث الديموقراطية ارثا شرعيا، ابا عن جد، عبر حقب التاريخ.
الديموقراطية نبتة مزاجية في انبوبة اختبار: بذرة. نواة. تربة خصبة، طقس ملائم، جذرها الرئيس نحيل كشعرة في هدب عين، والسويق دقيق كخيط شعاع،اي التواء يعترضه يكسره!
او — ربما — هي مخلوق في رحم : نطفة، فجنين، فطفل، وكل عجالة في ولادته قبل اكتماله، محفوفة بالمخاطر (كائن مشوه الخلقة).
طوال عمر العراق الموغل في القدم لم يرث سكانه الديموقراطية الحقيقية : لم يستنبتها نباتا ولا لقحها نطفة امشاج. انما استعارها استعارة، او استوردها بقضها وقضيضها، بأخطائها وخطاياها. مغلفة بالسيلوفين، معلبة بزاهي العلب. منزوعة عنها افضل سماتها ومزاياها.
اين نحن من حكم الشعب عبر ممثلي الشعب؟ (النواب) اين نحن من تداول السلطة السلس. دون عمليات قيصرية تجرى بالسر او على ملا؟ اين نحن من سطوة معارضة حرة لا تأتمر بامر زيد او عبيد؟ معارضة عصية على البيع او الشراء، سواء بتهديد سلب المنافع او التلويح بتهمة الاجتثاث؟ اين نحن من تقديم الخدمات - خالصة — لوجه الشعب عموما، بغض النظر عمن زكي لطائفة او ممن ركب الموجة، او كان من زمرة المتفرجين. اين نحن من الحرص والحفاظ على ثروات البلد كحرصنا على حر اموالنا من الضياع او السرقة؟.
الديموقراطية المثالية التي وضع ابجديتها الفلاسفة لا وجود لها الا بين طيات الكتب، كل الديموقراطيات مشوبة، بما فيها مهد الديموقراطية. (انجلترا ) ومدعية وحامية الحمى ( اميركا ) مرورا بالدول الاوروبية ناهيك هن دول العالم قاطبة … ولكن : هناك فارق شاسع بين شراء محض قناعة الناخب وبين شراء ولائه المعطوب، المرهون ببطانية او وعد عرقوب، …. ما يميز الديموقراطيات الحقيقية عن المزيفة. ان الاخطاء في الاولى : محدودة، ومفضوحة و احيانا مغتفرة. وان الخطايا في الثانية، جرائم مشهودة، مدعومة ومستترة، متلفعة بعباءة القانون حينا، او مرتدية جبة الدين حينا، او محتمية بمظلة الغرباء في معظم الاحيان.
أسمال رثة للبيع في سوق هرج..؟!
[post-views]
نشر في: 13 إبريل, 2014: 09:01 م