TOP

جريدة المدى > مسرح > المسرح فـي الناصرية..خيبة التغيير فـي مسرحية (الخيبة)

المسرح فـي الناصرية..خيبة التغيير فـي مسرحية (الخيبة)

نشر في: 14 إبريل, 2014: 09:01 م

قدَّم التجمع الثقافي في سوق الشيوخ مسرحية ( الخيبة ) تأليف حسن الشنون وإخراج جميل ماهود على قاعة مركز الشهيد فرقد الحسيني الثقافي في قضاء سوق الشيوخ يوم السبت الموافق 5 نيسان 2014 الساعة الخامسة عصراً ، وجاء العرض المسرحي ضمن فعاليات مهرجان الشاعر مص

قدَّم التجمع الثقافي في سوق الشيوخ مسرحية ( الخيبة ) تأليف حسن الشنون وإخراج جميل ماهود على قاعة مركز الشهيد فرقد الحسيني الثقافي في قضاء سوق الشيوخ يوم السبت الموافق 5 نيسان 2014 الساعة الخامسة عصراً ، وجاء العرض المسرحي ضمن فعاليات مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين السنوي الخامس الذي أقيم بدعم وزارة الثقافة للمدة من 4 - 5 نيسان 2014.
والمسرحية محاولة لقراءة الواقع العراقي الراهن عبر أسلوب الخطاب المباشر مع الجمهور ، وإظهار مدى خيبة المواطن العراقي بالتغيير السياسي الذي حصل بعد عام 2003 الذي لم يحقق له أبسط حقوقه في العيش الكريم ، إذ تُظهر لنا المسرحية كيف قام العراقيون الأوائل بتشييد الحضارات الأولى ( سومر ، وبابل ، وأكد ، وآشور ) عبر مجموعة من الأفعال التعبيرية التي تقوم بها مجموعة من الممثلين ( الجوقة ) في المشهد الافتتاحي من المسرحية التي غلب على بنيتها العامة الشكل المونودرامي عبر اقتصارها على شخصية واحدة هي شخصية ( المواطن العراقي ) حيث يختزل فيه المؤلف أزمنة عديدة لتمثل هذه الشخصية عموم الشعب العراقي على مر الحقب التأريخية ، وكيف أن تلك الحضارات كانت على الدوام محط أنظار وأطماع الغزاة الذين يتم تجسيدهم في المسرحية على هيئة قزم طاغية يتحكم بمصير الناس ومقدراتهم حيث تشغل الأفعال التعبيرية التي غلب عليها الطابع الميكانيكي في التنفيذ مشاهد المسرحية الأولى التي سرعان ما هيمن عليها السرد الحواري عبر الشخصية الرئيسة التي راحت تطرح هموم الوطن والمواطن ، فعلى الرغم من غنى الوطن بثرواته ، إلا أن مواطنه مازال يشحذ قوته اليومي ، فضلاً عن أن شبابه يعيشون حالة من الضياع في مدن الغرب المليئة بتحقيق الرغائب والشهوات ، وبذلك يبدو أفق المستقبل مقفلاً بسبب هيمنة السياسيين الجدد الذين لا يفكرون بمصلحة الوطن والمواطن ، إنما ينشغلون بمصالحهم الشخصية والفئوية ، ما يجعل صورة البرلمانيين في المسرحية صورة شوهاء مجرّدة من الوطنية والإخلاص للبلد وبعيدة عن النزاهة والحفاظ على ثرواته وتوزيعها بشكل عادل على الجميع ، ويجنح المؤلف إلى توجيه نقده إلى الذوق العام المتمثل بشخصية المتفرج الذي يخرج من بين الجمهور ليعتلي خشبة المسرح ويطالب الممثل الرئيس بضرورة تقديم مسرحيات تثير الضحك والمتعة ليكتسب المسرح صورته النمطية الراسخة في عقل مثل هكذا جمهور سطحي لا يجد في المسرح سوى مكان للتسلية واللهو ، ومع أن المسرحية تقتصر على شخصية واحدة ، إلا أن المخرج حاول أن  يوسّع من مساحة الفعل المسرحي عبر إدخاله لعدد آخر من الممثلين الذين شغلوا مساحة الخشبة متخلياً عن الأداء الفردي للممثل الواحد في المونودراما ، ومع ذلك فإن هذه المحاولة لم تنتشل المسرحية من مشكلات عديدة بدأت من النص ومرّت بالمعالجة الإخراجية ، ولم تنتهِ بالمكملات الفنية والتمثيل ، حيث وجدنا فقراً واضحاً في المخيلة ، وتسطيحاً كبيراً في الجانب الحرفي وصل حد التفريط بأبجديات العمل المسرحي ، فضلاً عن تسرّع ظاهر في التعامل مع الزمن في المسرحية سواء زمن العرض الذي لم يتعدَّ الثلاثين دقيقة ، أو زمن الحدث وهندسته مع مساحة الفعل المسرحي ، لكن ما يهم في مثل هكذا عروض تفتقر إلى أبسط التقنيات المسرحية ( الإضاءة ، الديكور ، الصوت ... الخ ) بسبب عدم وجود بنية تحتية للمسرح في مراكز المدن العراقية المهمَّشة خاصة في الجنوب بأقضيته ونواحيه ، هو أنها تفرز طاقات شبابية واعدة يمكنها أن تُسهم في زرع الأمل بديمومة الفعل المسرحي في مثل هكذا مدن منسية ، فقد مثّل الشخصية الرئيسة في المسرحية ( شخصية المواطن العراقي ) الممثل الشاب ميثم محمد الذي أفصح عن تعامل سليم مع اللغة العربية الفصيحة ، فضلاً عن حضور مسرحي لافت على الرغم من محدودية حركته المسرحية ، فيما مثل صبري الخزاعي شخصية المتفرج الذي يفهم المسرح بوصفة وسيلة للتسلية والضحك ، كما جسّد الشخصيات الأخرى التي استحدثها المخرج كل من صلاح حسن الذي مثَّل شخصية البرلماني ومصطفى السعيدي الذي مثَّل شخصية الشاب المغترب ، وأحمد حسين الذي مثَّل شخصية الشحاذ ، وعلي الجبوري الذي مثَّل شخصية الطاغية ، كما ساهم في المسرحية نخبة من طلبة إعدادية كربلاء للبنين في سوق الشيوخ الذين مثَّلوا دور المجموعة أو الجوقة في المسرحية ، وقد أفصح الجميع عن طاقات شبابية مرنة تحتاج إلى التأهيل العملي بشكل مستمر من أجل أن يكونوا نواة لجيل مسرحي قادم ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram