TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بؤس التعليق العراقي

بؤس التعليق العراقي

نشر في: 14 إبريل, 2014: 09:01 م

استبشر الوسط الرياضي خيراً عندما طرق أسماعنا أن قناة رياضية عراقية جديدة ستنبثق من إقليم كردستان وتحديداً من مدينة دهوك خصوصاً أن من تولى إدارتها الإعلامي المعروف الزميل طه أبو رغيف الذي يمتلك من الخبرة في المجال الإعلامي ما تمكنه من اختيار الملاكات الفنية والمهنية التي من شأنها الارتقاء بتلك القناة إلى مصاف القنوات التي تتفوق على قنواتنا بكل شيء، فاليوم وبعد أن استكملت كل مستلزمات القناة الفنية من كاميرات وأجهزة صوت متطورة وفنيين من خارج العراق بعد أن حرص أبو رغيف على انتقائهم حسب السير الذاتية لهم وأنا على علم بكل تفاصيلها من خلاله قبل أن تنبثق.
بدأت تلك القناة الزميلة الرائعة بثها الاعتيادي وفعلاً كانت على قدر المسؤولية والاهتمام اللذين وضعاها بين كبار القنوات الرياضية من خلال النقل الرائع والصورة الجميلة التي جعلتنا حقا نفتخر أن قناة عراقية تعمل بهذه المواصفات العالية والدقة والرصانة والمهنية التي قلّما وجدناها في قناة عراقية من قبل.
ما لفت انتباهي واغلب متابعي قناة وار الرياضية أنها للأسف لا زالت تفتقر إلى الخامات المهنية العالية التي تتلاءم مع اسمها ومع ما وصفته عنها خلال تلك المقدمة التي ذكرتها بحقها، فللأسف لا زالت تلك القناة تعاني قضية مهمة جداً وهي التعليق، فطالما أخذت على عاتقها نقل مباريات الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم الذي يعد هذا الموسم من أفضل المواسم بحكم ما تم تقليصه الى 16 فريقا وكذلك إلى ارتفاع وتيرة أداء تلك الفرق التي استقطبت نخبة جيدة من اللاعبين المحترفين من دول العالم ليتوضح للمتابع انه يتابع دورياً عربياً أو أجنبياً لما يتسم به دورينا من جمالية تجسدت بالكثير من الأمور وأهمها القناة الناقلة، التعليق أهم مميزات نجاح المباراة خصوصا لو تابعنا مباراة من دون صوت المعلق سنرى كيف تفقد جماليتها مهما كانت قوة الفريقين المتباريين، لكن أن نستمع إلى معلق للأسف لا يمكن ان نطلق عليه تلك المفردة فهذا أمر بات يسأمنا كثيراً ، وأنا واحد من الذين دائماً احرص على خفض صوت التلفاز واحرص على متابعة مباريات الدوري من دون سماع صوت المعلق الذي نسي شخصيته واسمه وراح يقلد معلقاً خليجياً متنازلاً عن اسمه إزاء ذلك المعلق ، رب سائل يتساءل لماذا تجعل شخصيتك واسمك يذوب أمام اسم معلق خليجي ولماذا لا تجتهد لتصل لما وصل له ذلك المعلق ، خصوصاً انك ستبقى خلف كواليس هذا المعلق وتلغي اسمك من الوجود لاسيما بعد أن ركز معلقنا الكريم على بعض المصطلحات ليعيدها كل 20 ثانية كـ(ملعب المباراة ) مثلا بات يقولها بمناسبة وبدونها وأنا شخصياً أحصيتها خلال مباراة الميناء وبغداد التي انتهت بالتعادل الايجابي قبل أيام ووصلت للمرة 60 خلال دقائق معدودة فضلاً عن مصطلح آخر للأسف جعلني اخرج عن طوري وأغلق التلفاز وهو دائما ما يقول (كرته) بضم الكاف وتسكين الراء ، وهنا تعني تلك المفردة (الدابة) أجلّكم الله، وللأسف فمعلقنا يتمادى بها ويعيدها على مسامعنا ونحن لا حول ولا قوة مجبرين لسماعها ، فيما يؤكد المعلق الآخر عندما يتحدث عن مدينة العمارة أنها عاصمة ميسان!!  
كلام مضحك بحق ولم يعد المتلقي إنساناً ساذجاً لكثرة قنوات الاتصال لاسيما نحن نعيش عصر العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة والمعلومة تنتشر خلال ثوانٍ معدودات إلى جميع أنحاء المعمورة.
لا أريد أن اقلل من شأن الزملاء الذين يتمتعون بمهنية عالية ، بل اشد على أزرهم في مواصلة عملهم في الزميلة وار التي أتمنى لها كل النجاح لأنها تصدح باسم العراق متمنياً للجميع التوفيق والى مزيد من التألق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram