سكّان المدن منزعجون ومتذمرون للغاية من الحملات الانتخابية والقائمين عليها والمرشحين اليها بأغلبهم.. انهم يُفصحون عن انزعاجهم وتذمرهم عبر الملاحظات والتعليقات العلنية في المقاهي والأسواق ووسائل النقل العام، كما في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحفل بالسخرية المرة.
يرجع هذا الموقف الى ان الحملة الانتخابية الحالية تبدو أكثر بذخاً من سابقاتها، فكل شيء يشير الى انفاق الكيانات المتنافسة والمرشحين، وبخاصة كيانات ومرشحي القوى النافذة في السلطة وعلى رأسها دولة القانون، أموالاً طائلة على الإعلانات في الشوارع وعبر وسائل الاعلام المختلفة. التكاليف تقدر بمئات ملايين الدولارات، وهذه المبالغ التي يمكن ان يكون بعضها قد "شُفط" من المال العام، غير قليلة بالمقارنة مع النقص الفادح في عموم الخدمات العامة كالصحة والتعليم والنظافة والصرف الصحي والمساكن والنقل والحصة التموينية.
ويرجع الموقف أيضاً الى ان الشعارات الطنانة الرنانة المتداولة في الحملة سبق أن واجهها الناخبون غير مرة في السابق، ولم يتحقق لهم شيء منها، بل ان الحال تمضي من سيئ الى أسوأ. الناس يدركون ان الذين جاءوا الى الحكم بهذه الشعارات نفسها وتولوا السلطة ثماني سنوات ولم يفعلوا شيئاً لا خير فيهم هذه المرة كذلك. انهم في نظر الناس كذابون وحرامية لا تهمهم غير مصالحهم الشخصية والحزبية، أما الوطن والمواطن فالى الجحيم! وهما في الواقع متروكان الآن في جحيم الإرهاب والفساد والفقر والبطالة.
ومن أسباب الانزعاج والتذمر بين عامة الناس حيال الحملة الانتخابية وأصحابها ان الكيانات المتنافسة والمرشحين نشروا اعلاناتهم الانتخابية بطريقة عشوائية شوهت المدن المشوهة أصلاً بسبب الاهمال والفساد، ولا تعكس أي احترام للمواطن وأي انتماء للمدن. لم تراع هذه الكيانات والمرشحون حرمة لشيء .. احتلت اعلاناتهم، المُبالغ في أحجامها وأعدادها، الساحات والارصفة والاعمدة والجدران، في انتهاك صارخ وصريح لنظام الحملات الانتخابية والتعليمات ذات العلاقة. ولو كان الأمر في أيديهم لربما تدفقوا على غرف المعيشة والنوم أيضاً.
أمس اجتاحت بغداد عاصفة مطرية قوية نجم عنها تحطيم معظم الإعلانات الانتخابية.. بالطبع هذا خبر جيد للمطابع وعمال نصب اللافتات، فمكائن الطباعة ستدور من جديد والعمال سيجدون فرص عمل أخرى في بلد يضجّ بالفقراء والعاطلين عن العمل برغم عومه على بحر من النفط، والسبب هذه الطبقة السياسية الفاشلة الفاسدة التي تصرّ على إعادة إنتاج فشلها وفسادها.
العاصفة الطبيعية وما نجم عنها أثارت عاصفة من التعليقات الساخرة والمتشفية عبر الإنترنت، عكست الشعور بالانزعاج والتذمر حيال المرشحين وكياناتهم، فقد تهاوت الصور الكبيرة وتمزقت الشعارات، فتمنى الكثير من معلقي فيسبوك وتويتر أن تعصف الانتخابات الوشيكة بالنواب والكيانات التي كانت وراء ما يعيشه العراقيون الآن من محنة يُراد استنساخها في انتخابات نهاية الشهر.
بالطبع عاصفة كهذه ممكنة الحدوث اذا ما عزم الناخبون على التغيير بحجب أصواتهم عن الفاشلين والفاسدين ومنحها الى الشرفاء المتطلعين الى دولة المواطنة والعدالة والحريات.
العاصفة المنتظرة
[post-views]
نشر في: 14 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
أبو سعد
طبع عاصفة كهذه ممكنة الحدوث اذا ما عزم الناخبون على التغيير بحجب أصواتهم عن الفاشلين والفاسدين ومنحها الى الشرفاء المتطلعين الى دولة المواطنة والعدالة الاجتماعيه . (سنسميها ثورة الصندوق الانتخابي)
رمزي الحيدر
باريت عاصفة ( تكرف ) هذه الزبالة ، ولكن كل ما حدث في تأريخ العراق الحديث كان عكس الأمنيات.!!
الشمري فاروق
صديقي العزيز لا تنزعج مما ترى مk فوضى الاعلاانات الانتخابيه والتي من اجلها اهدرت اكثر من ملياري دولار... مهنالك من ينتظر وبفرح لا حدود له يوم(1) ايار ليس احتفالا بيوم العمال العالمي ... ففي يوم ال30 من نيسان ستتم الانتخابات البرلمانيه وينتهي مفعول كل ال
ابو اثير
أستاذنا الفاضل,,, من مهزلة الوضع العام أن أحد الكيانات السياسية قد حضر الى أحدى ساحات حي السلام في البيع متمثلا بمركبة حمل طنين محمل عليها فلكسات شعارات الحملة ألأنتخابية للكتلة وبمعية مركبة الحمل مركبة فور ويل سوداء اللون ومظللةالزجاج وتحمل على القمارة أ