اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مرض شلل الأطفال.. قاتل يعود إلى الأذهان بعد غياب دام 14 عاماً

مرض شلل الأطفال.. قاتل يعود إلى الأذهان بعد غياب دام 14 عاماً

نشر في: 15 إبريل, 2014: 09:01 م

خوفي على طفلتي جعلني أطوف اغلب المراكز الصحية من اجل فحصها والتأكد من عدم إصابتها بالمرض، بهذه الكلمات المرتجفة المرعوبة أوضحت حنان عبد الله ربة بيت لـ"المدى" إن الإعلان عن انتشار المرض بين الأطفال احدث لي حالة من الهستيريا لخوفي على طفلتي التي قد يت

خوفي على طفلتي جعلني أطوف اغلب المراكز الصحية من اجل فحصها والتأكد من عدم إصابتها بالمرض، بهذه الكلمات المرتجفة المرعوبة أوضحت حنان عبد الله ربة بيت لـ"المدى" إن الإعلان عن انتشار المرض بين الأطفال احدث لي حالة من الهستيريا لخوفي على طفلتي التي قد يتمكن منها المرض لكوننا نسكن بالقرب من الحالات التي ذكرتها وزارة الصحة، فوجود اسر جاءت من دول مجاورة قد تكون حاملة للمرض زاد من هاجسي، الا إنني تمكنت من تلقيح طفلتي من قبل احد المتطوعين المتواجدين بالقرب من المراكز الصحية الأمر الذي بعث في نفسي الاستقرار والطمأنينة، لكون الفايروس يتسبب بأذى كبير طيلة حياة الإنسان فالقضاء عليه ومنذ البداية أمر ضروري وحتمي  من اجل أطفالنا فلذات أكبادنا.
دخول النازحين ومن دول مجاورة للعراق لاسيما الأسر التي جاءت عبر الأراضي السورية وإقامتها في المدن والأزقة وبمختلف أنحاء البلاد، جعل من السهولة نقل المرض، لكونهم لم يتم تلقيح أطفالهم بحسب مراقبين وناشطين منذ ما يقارب الـ3 سنوات، الامر الذي ينذر بخطر كبير على اطفالنا، وبرغم الجهود التي تبذل الا ان الدعوات والمطالبات مستمرة بإنشاء فرق من قبل وزارة الصحة والكوادر التابعة لها لإحصاء الاطفال المقيمين وتلقيحهم للحد من انتشار هذا الفايروس الخطير. "المدى" تحدثت مع عوائل عراقية ومن مختلف المناطق واستمعت الى وجهات نظرهم وحلولهم التي صب معظمها بضرورة حجر الفايروس والقضاء عليه.
الانتظام في التلقيح يعطي الأطفال مستقبلا افضل
نبراس الأمير ، ربة بيت اكدت لـ"المدى":"ان الانتظام في تلقيح طفلتي وبشكل سنوي بواقع حملتين لكل سنة جعلني لا اشعر بالخوف وبشكل كبير، الا ان هناك بعض العوائل قد لا تكون منتظمة في تلقيح اطفالها الامر الذي يجعلهم يتخوفون من الامور السلبية والعكسية التي قد تحدث نتيجة شعورهم بقدوم وانتشار المرض، لذا فالأجدر ان تكون هناك حملات من قبل المواطنين انفسهم للقضاء على هذا الفايروس الذي يهدد حياة الاطفال ويبعث في نفوس اهاليهم الشك والخوف والقلق من مستقبل قد يكون مضنيا، نحن في بلاد تتعرض وبشكل دوري الى ازمات وامراض قد تكون مؤذية الا انها قد تعطينا الامل بضرورة متابعة اطفالنا وحماياتهم من اي خطر قد يحدق، وهذه المتابعة لا تأتي الا بالحرص والفحص الدائم".
للأسف .. بعض المناطق لا تتعاون مع اللجان
سمير شعبان رب اسرة وموظف حكومي دعا من خلال لـ"المدى" الجهات الحكومية الى بذل المزيد من الجهود للحد من تفشي المرض لاسيما في المناطق الفقيرة والشعبية التي تمتاز بأنها جو رطب لانتشار مثل هكذا امراض، وايضا يفترض بجميع المواطنين ان يتعاونوا كل التعاون مع الفرق الطبية ا وان يذهبوا بأنفسهم الى المركز الصحي القريب من اجل المسارعة بتلقيح اطفالهم، فأهمية الحد من انتشار المرض تكمن في التنسيق المشترك لان الجهاز الصحي في البلاد لا يستطيع العمل لوحده اذا ماكانت هناك مشاركة وتعاون حقيقي ملموس من قبل الأسر التي لديها اطفال وبالسن التي تفرض عليهم التلقيح لمنع المرض، شاهدت الكثير من الحالات ومن قبل مواطنين نأسف ان يكونوا بهذا العقل والاسلوب ففي منطقة من مناطق العاصمة قام احد المواطنين بالاعتداء على اللجنة الطبية الخاصة والمكلفة بتلقيح الاطفال الامر الذي احدث حالة من الخوف والذعر لدى اللجنة المكلفة بهذا العمل".
إجراء إحصاء لجميع الأطفال لمعرفة أعدادهم
ودعت رنا فاضل، مدرسة مادة اللغة العربية من خلال لـ"المدى" لتشكيل لجان متخصصة من قبل وزارة الصحة والتجارة لإيضاح الاعداد الرسمية للعوائل المتواجدة في اغلب المناطق ولمعرفة الاطفال لدى كل عائلة، بعدها يكون من السهولة على هذه اللجان ان تقوم بزيارات ميدانية الى البيوت التي يتواجد فيها اطفال والعمل على توعية ابائهم وامهاتهم من خطورة الوقاية الفورية من هذا الفايروس المنتقل الينا من الدول المجاورة، وبهذه الحالة سنحد وبشكل كبير من تغلغل المرض في مجتمعنا، وانا بدوري كمدرسة قمت بالعديد من الزيارات لعوائل اطفال وحثهم على مراجعة اقرب مركز صحي لغرض الفحص والوقاية من هذا المرض، لان المرحلة مهمة فأما الوقاية والحذر منه من خلال التلقيح او إهماله والاصابة به وهذه هي الكارثة".
الظروف الأمنية تؤثر سلبا على بعض المناطق
ولفت ابراهيم عادل، سائق اجرة لـ" المدى" ان الظروف الامنية قد تقف عائقا امام وصول اللجان الطبية الى بعض مناطق البلاد، لاسيما وان هناك الكثير من الأطفال والولادات الحديثة تسجلها يوميا وزارة الصحة، فضرورة متابعة امر وصول هذه اللجان لاسيما في محافظات الموصل وديالى والانبار وغيرها من المناطق بات حاجة ملحة للقضاء على تفشي المرض، فلا يمكن ان تكون المناعة من طرف واحد، لذا فمن الأجدر على الجهات الحكومية ان تعي ان عدم مقدرة اللجان الطبية من الوصول الى هكذا مناطق ينذر بأزمة مخيفة تهدد اسر وعوائل بأكملها، فأنا لدي طفلان قمت على الفور حال سماعي الخبر من احدى وسائل الإعلام باصطحابهما الى مركز صحي قريب تتوفر فيه هذه اللقاحات وانتهى الامر، الا انني افكر بباقي الأسر التي لم تستطع الى تلك اللحظة ان تحظى بتلقيح لاطفالها".
نتائج المرض تكون سلبية على حامله
وحذرت الباحثة الاجتماعية زهراء طارق في حديثها لـ"المدى" كل العوائل ومن كل مناطق العراق من شمالها الى جنوبها من التخاذل عن تلقيح اطفالهم لانهم سيكونون السبب الرئيس بتدمير مستقبلهم وحالتهم الصحية والنفسية التي ستترجم لا سمح الله اذا ما استفحل المرض على نشاط يومهم وعملهم وبنياهم الجسماني الذي سيكون للاهل دور كبير في تعزيزه وانجاحه وبعكسه سيكون المرض والحرمان والأنين الدائم منه اذا ما اصاب الطفل هذا الفايروس الذي لا يرحم ولا ينفع الندم او الحسرة بعد فوات الاوان".
بعض العوائل بادرت بالتعاون وآخرون رفضوا استقبالنا
المتطوع ياسر سلمان، من الكرادة أضاف لـ"المدى" اننا ومنذ اليوم الاول قمنا بالتجوال في اغلب الأحياء والأزقة التي وضعت لنا من قبل الجهات المختصة، الا اننا لم نجد التعاون المرغوب الذي نطمح اليه ولا يمكنني ان انكر ان بعض العوائل بادرت وقدمت لنا الكثير من الامور من ضمنها الكلام الطيب الذي يشعر الانسان انه ذو فائدة على المجتمع بينما البعض الاخر وجه لنا اقسى الكلمات، الا اننا لن نجلس ونكتفي بل سنكون عند حسن الظن وتطوعي للعمل جاء خدمة للانسانية ولاطفال العراق كافة حرصا منا على حمايتهم من وباء قد يكون مؤذيا ومرافقا لهم في سنوات العمر المقبلة".
قطرتان بالفم كفيلتان بمستقبل واعد وصحي
في المقابل طالبت المعاونة الطبية سهير ماهر من خلال حديث لـ"المدى" الاسر التي لم تفتح الابواب لاغلب اللجان الطبية عند زيارة منازلهم الى التعاون من اجل القضاء على الفايروس فوجود المتطوعين والكوادر الطبية رغم حرارة الطقس جاء لخدمة الأطفال والحفاظ على حياتهم، فكيف نستطيع ان نقضي على هذا الوباء وفينا من لا يفتح لنا حتى باب بيته، وأخاطب اغلب الأسر التي مازال أطفالها قيد التلقيح إلى الإسراع وبشكل فوري لتطعيمهم بقطرتين قد تغنيهم من الشلل بقية الحياة، وأيضا ان تكون هناك تسهيلات اكبر من قبل كل الأهالي مع الفرق الطبية لأننا تعرضنا ولأكثر من مرة إلى مضايقة واعتداء من قبل مواطنين لم نذنب بحقهم سوى إننا قمنا بطرق أبوابهم في ساعات نومهم الأمر الذي أحدث ضجة وإزعاجا كما وصفها احد المعتدين علينا".
طبيب.. اغلب اللقاحات متوفرة وفي جميع المراكز الصحية
ويرى الطبيب خالد بلال من وزارة الصحة في حديثه لـ"المدى" ان الوزارة تعمل وبشكل جدي ودؤوب من اجل القضاء على هذا الفايروس، الذي اختفى لما يقارب الـ14 عاما، الا انه عاد بهذه الفترة مع ظهور اولى حالاته في مناطق إطراف العاصمة الأمر الذي دعا الوزارة إلى التأهب والقيام وبكل إمكانياتها للسيطرة عليه باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره لاسيما وان كل اللقاحات الخاصة بهذا الفايروس موجودة، واللقاح يشمل كل الأطفال دون سن الخامسة بقطرتين في الفم للوقاية وبشكل نهائي من خطر الإصابة الذي يهدد أطفال العالم لاسيما مناطق الصراع والنزاع".
وزارة الصحة.. نستهدف تلقيح خمسة ملايين وستمائة الف طفل عراقي وثلاثة وستين طفلا سوريا 
المتحدث الرسمي لوزارة الصحة العراقية زياد طارق شدد لـ"المدى" انه لا داعي للخوف والقلق الذي ينتاب بعض المواطنين، الذين تأثروا بالإشاعات وأيضا اطمئن الجميع إن الوزارة وضعت في خطتها حملة تستهدف تلقيح اكثر من خمسة ملايين وستمائة الف طفل دون الخامسة واننا نمتلك أجهزة رصد دقيقة وحساسة لأنها تمكنت من اكتشاف الحالة الواحدة التي أصيبت من بين أكثر من خمسة ملايين طفل وستمائة إلف طفل، وظهورها لا يترجم على انه خلل بالنظام الصحي العراقي لكون الفايروس لايمسك بالحدود أو من خلال جواز السفر، ومصدره الدول المجاورة وبالتحديد سوريا التي تعيش حالة من عدم استقرار، ونحن أطلقنا تحذيرات كثيرة لكون الأسر النازحة إلى البلاد من الجارة سوريا كان من المتوقع ان تكون مصابة بعدة أمراض نتيجة تدهور الوضع الصحي لدى اغلب الأسر السورية والذي سيلقي بضلاله وتأثيراته على العراقيين، إلا ان حملاتنا بتلقيح الأطفال أينما كانوا مستمرة إلا إننا نحتاج إلى تعاون حقيقي وملموس من قبل المواطنين مع كوادر وزارة الصحة التي قامت بجلب اللقاحات وبملايين الدولارات من مناشئ عالمية رصينة ومعتمدة من اغلب الدول العالمية".
التوعية واجب وطني لتثقيف حول خطر المرض
وأضاف طارق" ان لجان التلقيح التابعة للوزارة استطاعت الوصول الى اكثر من ثلاثة وستين الف طفل سوري يعيشون داخل العراق وفي المخيمات الا اننا نواجه صعوبة لكونها في بعض المناطق يسمح لهم بالتنقل والعمل وهذا خطر كبير كونه غير مجاز صحيا، وفي الوقت نفسه نحتاج إلى توعية حقيقية لتعريف بأخطار وسلبيات المرض حتى يعلم الجميع مساوئ هذا الفايروس، وحتى المناطق الساخنة تعد التحدي الكبير لدينا، الا اننا قمنا بالتعامل معها بطرق أمنية لايمكن الإفصاح عنها خوفا على حياة اللجان الصحية من اجل الوصول الى اغلب الأسر والعوائل التي تتواجد في الأماكن غير المستقرة امنيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram