في يوم من أيام دراستي الجامعية عرض علينا أستاذ مادة "غسل الدماغ"، نسخة من كتاب "التربية الدينية" الذي كانت الحكومة الإسرائيلية تعده لطلبة الضفة الغربية المسلمين. جاء فيه ذكر آية من القرآن كالآتي: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد". وجه الأستاذ انتباهنا إلى ما ألحق بالآية من إضافة. علق احد الطلبة: اني لا اجد في "أو أزيد" أي فائدة تجنيها إسرائيل. ضحك الأستاذ بألم ورد عليه: هكذا هو غسل الدماغ يا ولدي. إبرة رفيعة مسمومة قد لا تحس بوخزها لكنها تمهد لضربة أقوى لعقلك في ما بعد.وحتى الذي يعترض عليها قد يبدو اعتراضه تافها أو ساذجا لأنها لن تؤثر في المضمون. الهدف هو ان الطالب الفلسطيني سيسمع شيئا بالمدرسة ويجد نقيضه في البيت فيدخل في صراع. ومع التكرار تفوز السلطة لأنها تمتلك ما لا يمتلكه البيت. ثم أضاف: ضع ببالك ان إسرائيل تحذف وتضيف بحساب،لديها كل شيء محسوب وأنها لا تضيع فلسا على طبع كلمة أو إضافة غير مفيدة.
منذ أربع سنوات أو أكثر، أصر دولة القانون على حذف كلمة "مجلس" واكتفى بالـ "الوزراء" حين يتحدث عن "دولته". افتحوا موقع المالكي الإلكتروني وستجدونه يصر على تسميته" رئيس الوزراء" وليس "رئيس مجلس الوزراء". الأخيرة هي التسمية الرسمية التي جاءت بالدستور. إسرائيل أضافت "او أزيد" لنص قرآني، ودولة القانون حذفت عن قصد "مجلس" من نص دستوري صوت عليه الشعب.
كثيرون مثل زميلي الطالب يعتبرون حذف كلمة "مجلس" لا يقدم ولا يؤخر. بصراحة انه يؤخر كثيرا وانه إبرة رفيعة ومسمومة أيضا شقت طريقها بنجاح. هي التي جعلت اغلب أبناء شعبنا يصدقون دعاية "الحاجة" لحكومة أغلبية رغم أنها فعليا حكومة أغلبية في ظل دولة القانون على مدى سنوات طويلة.
مجلس الوزراء عدد أعضائه 38. ودولة القانون وحدها تمتلك صلاحيات ما يعادل ١٨ وزيرا. أضف لها أحباب المالكي من الكتل الأخرى واحسبها على راحتك. أغلبية لو مو أغلبية؟
والعراق يحتل الأتعس امنيا وإداريا وحضاريا بين دول العالم. فان صاروا الكل بالكل، ما الذي سيحل بنا بحق السماء؟ والله ان كان عدد قتلانا قد ناهز 150 ألفا خلال حكمه فاضربوها بعشرة لو صارت بيده من الباب للمحراب.
لو كان لدينا قضاء يعتد به لأرغمه على الالتزام بعنوان وظيفته طبقا للدستور. ولو ان لدينا مفوضية انتخابات تتخذ من "حسن السلوك" معيارا لألغت ترشيح كل من يبكي على حكومة الأغلبية من دولة القانون كذبا وفي مقدمتهم مختار البكائين.
ملاحظة: إني مدين بالفضل لكاتب عراقي عصي على الغسل الدماغي نبهني لذلك وفق جدول أعده بنفسه. لم يذكر اسمه كي أشكره بالاسم، لكني أرفق لكم رابط ما نشره اعترافا مني بجميله وبحقه أيضا:
http://sumernews.3abber.com/post/231788
لعبـة "الأغلبيـة"
[post-views]
نشر في: 15 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
اأبو سعد
والعراق يحتل الأتعس امنيا وإداريا وحضاريا بين دول العالم.....العالم يتسابق باجود الاحصنه المهجنه والعراقيون العراقيين يشتركون بالبغال معتقدين ان السباق سيتجه الى هضبة التاريخ!(مثل الطنبوره)