اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سعيد عبد الهادي والوحش "سوات"

سعيد عبد الهادي والوحش "سوات"

نشر في: 15 إبريل, 2014: 09:01 م

حفلة اعتقال الأستاذ الجامعي الدكتور سعيد عبد الهادي  التي جرت أمام بوابة جامعة بغداد  ليست حدثا فريدا.. فالوحش "سوات" من حقه ان يعتقل من يختارهم وببساطة.. وهذا يسمونه في أعراف دولة الأمن "عملاً بطولياً وطنياً"... في كل مخالفة قانونية  ترتكبها قوات"سوات" نجد من يخرج علينا ليوجه برقيات الشكر لهذه القوات الباسلة التي تحفظ الأمن وتنشر الأمان بين الناس.
ولكي نفهم ما جرى في حادثة جامعة بغداد امس علينا أن نعرف ان مفوضية الانتخابات رضخت لمطالب القائد العام للقوات المسلحة  وأعادت مشعان الجبوري الى السباق الانتخابي ظافراً منتصراً ، وانها واعني المفوضية  " المبجلة  " ،  سجلت اعترضها على " الإساءة " التي وجهتها النائبة مها الدوري للزعيمة حنان الفتلاوي  ، فيما لم نسمع ولو همساً من أعضاء المفوضية  يدين تصريح حنان الفتلاوي عن الموازنة بالقتل ، هل تريدون أخباراً أخرى ؟ السيد فاضل الدباس بطل فضيحة " أجهزة كشف المتفجرات " قرر من خلال خلط التجارة بالسياسة إنقاذ العراق من محنته.... هل نسيت أحداً؟ بالتأكيد فقد أصدرت وزارة العدل كتبياً بالوان قوس قزح بعنوان "حصاد الانجازات" ابرز ما فيه الإجابة على سؤال يحير العراقيين جميعا : من يُهرّب عتاة الإرهابيين من السجون.. راجعوا الكتاب " الفاخر " وستعرفون حل اللغز .
والان ماذا يعني أن يُضرب أستاذ جامعي  من قبل قوات "سوات" ويُسحل أمام طلبته .. هذا أمر طبيعي في بلد لا تهتز ضمائر مسؤوليه لمقتل العشرات كل يوم.. فلا محاسبة لمن تحميه السلطة، ولا وجود لشيء اسمه عدالة واحترام للقضاء، وشعور بسيادة القانون..
 حفلة السَّحل  تفسر جنون السلطة في الدفاع عن الفشل، فنحن في ظل جماعة تريد الحكم ، لكنها لاتملك غير الاستبداد.. وهي في الوقت الذي تخوض فيه معركتها "المظفرة" ضد كل من يختلف مع ائتلاف دولة القانون .. نجدها عاجزة عن حماية بهرز وقبلها طوزخرماتو  التي ذبحت  من الوريد إلى الوريد.. وسط غفلة أمنية وصمت حكومي مخجل.. ضحايا أبرياء ذنبهم أنهم صدقوا ان المعركة الأمنية حسمتها قوات "سوات" البطلة، وان السيد المالكي اكتشف من هم الأعداء، وسوف يقضي عليهم، فإذا بالمفخخات والمسلحين يتربصون بهم وفي وضح النهار وبمسمع ومرأى من سوات "البطلة".
طبعا سأكون ساذجاً لو أني سألت عن الأموال التي أهدرت في تدريب قوات سوات "الشجاعة"، فالأرقام أكثر من قدرتي على الحساب، بالمقابل لم نر لهذه القوات سجلا حافلا في الملف الأمني، بل إن العديد من قادتها كانوا جزءا من منظومة أطلق عليها "جماعة كل شيء تحت السيطرة" ، فيما العبوات الناسفة وكواتم الصوت والمفخخات تطارد العراقيين في المدن والقرى والأقضية.
أجهزتنا الأمنية تكشف كل يوم عن وحشية بدائية تقابلها، هشاشة وضعف، ونراها تعتمد على نشر الرعب، لا الكفاءة في الأداء، ربما لأن مفهوم الأمن لدينا تغير من حماية أمن المواطن الى المحافظة على كرسي المسؤول.. حين يصبح ترويض الشعب هو الهدف، والرأي جريمة يستلزم الأمر إنشاء قوات "سوات" خاصة.. فمسؤولونا يعتقدون ان تقدم البلدان لا يتم عبر بناء مؤسسات للدولة تحمي أمن البسطاء، وتسعى لتوفير الخدمات لهم، وإنما في إنشاء أجهزة ترفع شعار "نحن الوطن".. ترافقها جمل وعبارات كوميدية من عينة: "قواتنا تؤدي مهمة مقدسة"..
مشهد اعتقال وسحل سعيد عبد الهادي  يخبرنا بوضوح انّ كل الكلام الكبير عن دولة القانون والعدالة الاجتماعية إنما يعني ، بالنسبة لهذه النوعية من الاجهزة الامنية مجرد نكتة، فنحن نعيش في دولة التي يتحول فيها كلام المسؤول إلى "دستور إلهي" ومن يختلف مع أفكار الحاكم لا يختلف مع بشر من لحم ودم ولكنه يختلف مع كلام الله. ولهذا نراهم يتسابقون في الخديعة بدءاً من دولة "ما ننطيها" في بغداد ومروراً بإمارة "أهلي وعشيرتي" التي روج لها المعزول مرسي، وانتهاء بنشيد بشار الأسد "لبيك ياعلم العروبة" حيث  اكتشف "القائد المؤمن" صالح المطلك مؤخرا ان إذلال قائمته "العربية" وعدم انتخابها هو إذلال للإسلام والترويج للكفر والالحاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. خليلو...

    دعوهم يصعدوا عاليا عاليا في ساديتهم واقتراف جرائمهملكي يكون سقوطهم مدويا يفوق دويه دوي سلفهم فحينئذ لن يجدي ندم اي فرد منهم نفعا فان ذلك الوعد ات لا شك في مجيئه اذا حزم كل عراقي امره ليقرر مصير هذه الطغمة التي لم تاخذ من تاريخ العراق بعيده وقريبه. عب

  2. أبو سعد

    مشهد اعتقال وسحل سعيد عبد الهادي يخبرنا بوضوح انّ كل الكلام الكبير عن دولة القانون والعدالة الاجتماعية إنما يعني ، بالنسبة لهذه النوعية من الاجهزة الامنية مجرد نكتة......لاهم ولا قادتهم وصلوا الى مستوى الاستاذ سعيد عبد الهادي لاولم يكونوا من تلامذته في ك

  3. روح الله

    من هو سعيد عبد الهادي هل استيقظ اليالي على حب الوطن والمواطنين تعرفون قادة سوات هل هم سوات ام قوه مكافحه الارهاب لما لاترون الحقيقه للناس لماذا اعتقل من قبل مكافحه الارهب تعرفون من هم وكم خسرو من ارواح ومن قادتهم الذين جاهدو ضد النظام وطغاة مكان سعيد يعم

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram