TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بكائية "البنى التحتية"

بكائية "البنى التحتية"

نشر في: 16 إبريل, 2014: 09:01 م

كما في لعبة "الأغلبية"، أكثر دولة القانون من اللعب على حبل "قانون البنى التحتية" الذي رفض مجلس النواب إقراره. كانت اللعبة ان يناشد مجلس النواب السماح له بان يقترض المبلغ على طريقة "حدّث العاقل بما لا يليق". ولأن اللعبة ما نجحت بكى المالكي وتباكى الذين من حوله على الظلم الذي ألحق به. يبكي وهو يعرف ان البنى التحتية تشترى. وان كان يريدها فعلا فتحت يد حكومته 150 مليار دولار كافية ان تنافس ما تحت دبي وطوكيو من بنى ولا يحتاج لذلك قانونا. ما ادري ليش العنده فلوس خير من الله يحب يتداين؟ هسه لو ما عنده لقلنا "منين يجيب يا خلك الله؟"
مع جل احترامي للقراء أقول، ان الغبي فقط هو من يقدّم البنى التحتية على البنى الفوقية. وما من أمة تقدمت في هذا الكون ان لم تكن قد اهتمت أولا ببناها الفوقية. يقول الأكاديمي الصديق سيّار الجميل في واحدة من محاضراته الرصينة "من الذي يخلق البنية التحتية في البلاد؟ انه ذاك الذي امتلك البنية الفوقية. والأخيرة اصعب في تحقيقها من الأولى، لأنها غير قابلة للشراء والاستيراد أو للاستهلاك الرخيص. إنها باختصار: صناعة للقوى البشرية الفاعلة بما تمتلكه من خبرات وثقافة وتكوينات وتجارب وذهنيات وأفكار وإبداعات ومنتجات في كل ميادين الحياة العربية وحقولها".
وباختصار شديد ومبسط أيضا: ان من يمثل البنى الفوقية هو الإنسان .أما التحتية فتمثلها المشاريع الخدمية من المجاري إلى وسائط النقل وما شابهها من المنشآت الخدمية. فان كانت حياة الإنسان أرخص من التراب عند حكومة مثل حكومتنا فبماذا نفسر بكاء مختارها على "التحتية"؟
أفضل الإحصاءات تفاؤلا تقول باننا نفقد بالشهر 1000 قتيل بفعل جهل وعدم كفاءة من يدير الملف الأمني. فهل مثل هذا يصدق في دعواه بانه يسعى لخدمة الإنسان العراقي؟ عندما يُقتل ألف عراقي بشهر واحد والمسؤول لا يفتح فمه ولا يعتذر ولا يستقيل فما النفع الذي نرتجيه منه حتى لو فتح ألف بوري مجاري وبنى ألف مطار أو صلى ألف ركعة باليوم؟
قال الكبير عبد الحسين أبو شبع:
صار الربيع ومشت ناس بغنمها تحت
وأنت على الماي تبحث وبصخرتك تحت
تزعم خبير وتدير أمرك وفرصة تحت
ما أنتجت خير والقايش ابراسك ركب
عالركب تحبي كمت ما وصّلنك ركب
لا انته كاعد وساكت لا تساير ركب
كل خير ما بيك شفتك فوك شفتك تحت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ياسين عبد الحافظ

    شكرا للمقال وللتوضيح المهم بين الفوقية والتحتية,وللتاكيد على ماتفضلت ان صدام قاد حمله لاءعادة البناء التحتانى وتجاهل تماما,ما خلفته اثار الحروب على الانسان

  2. احمد الهاشم

    اتصور دكتور انك انسقت عاطفيابالتحليل , إلا أّذا قررت مع نفسك الاخذ بالرأي الراسمالي , فالتحليل الماركسي وكذلك اللينيني يؤكد ان المجتمع كي يتطور عليه ان يخطط وينفذ بناه التحتية وهذه بالنتيجة ستنتج البنى الفوقية, والتاريخ يقول ذلك فالحضارة بدأت بخلق بناها ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram