TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج مازن شيرابياني لـ "المدى":..أصنع من الأفكار البسيطة عالماً معقداً ومتشابكاً

المخرج مازن شيرابياني لـ "المدى":..أصنع من الأفكار البسيطة عالماً معقداً ومتشابكاً

نشر في: 16 إبريل, 2014: 09:01 م

  لا تقتصر موهبة مازن مهدي شيرابياني على الإخراج السينمائي حسب، وإنما تتعداها إلى كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج. فلقد سبق له أن حصل على تكريم من قبل جمعية المصورين السينمائيين في المملكة المتحدة. كما نال الجائزة الأولى لمسابقة السيناريو في

 

لا تقتصر موهبة مازن مهدي شيرابياني على الإخراج السينمائي حسب، وإنما تتعداها إلى كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج. فلقد سبق له أن حصل على تكريم من قبل جمعية المصورين السينمائيين في المملكة المتحدة. كما نال الجائزة الأولى لمسابقة السيناريو في الدورة الثامنة لمهرجان لندن للفيلم الكردي "لأن قصته السينمائية مليئة بالأمل" كما ذكرت لجنة التحكيم في قرارها. ولابد من الإشارة إلى أن فكرة مسابقة السيناريو تعود للمخرج الكردي هونر سليم غير أن داعمها الأساسي هو خالد صالح، عميد جامعة كردستان بأربيل حيث قرر رصد خمسة آلاف دولار أميركي سنوياً للفائز الأول في هذه المسابقة. ونظراً لأهمية السيناريو الفائز من جهة، وأهمية المخرج الذي نال جائزة جمعية المصورين السينمائيين في المملكة من جهة أخرى حيث أخرج ثمانية أفلام قصيرة ووثائقية ارتأينا أن نلتقيه ونسلّط الضوء على تجربته الإبداعية في بعض حقول تخصصه المتعددة، وفي الآتي نص الحوار:
كاتب محترف
* أنتَ مخرج ومصوّر ومونتير لكنك فاجأتنا بفوزك في مسابقة السيناريو  في الدورة الثامنة لمهرجان لندن للفيلم الكردي. هل لكَ أن تحدثنا عن تجربتك في كتابة السيناريو، وهل تعتبر نفسك كاتب سيناريو محترفا أم أنك مازلت في طور الهواية؟
- لقد كتبت ستة سيناريوهات طويلة لذلك أعتبر نفسي كاتب سيناريو محترفا. لقد قرأت الكثير من المصادر التي تتعلق بكتابة السيناريو وتعمّقت فيها ومنها ،بينها كتاب سيدفيلد، وأصبحت متمكناً منها لأنني في حقيقة الأمر  أمارس كتابة السيناريو يومياً وأحاول أن أصنع من الأفكار البسيطة عالماً معقداً ومتشابكا.

فتاة المونديال
* هل لكَ أن تعطي القارئ الكريم نبذة مختصرة عن السيناريو الذي فزت به أواخر العام الماضي في مهرجان لندن للفيلم الكردي؟
- كان اسم السيناريو الذي فزت به بجائزة المهرجان هو "فتاة المونديال". تقوم فكرة هذا السيناريو على قصة خيالية مفادها أن هناك فتاة كردية مراهقة عمرها خمس عشرة سنة تحلم بأن تمثِّل كردستان في سباق المُراوحة أو  "البريد" في المونديال، لذلك درستْ تاريخ هذه الرياضة منذ العصور اليونانية القديمة وحتى الوقت الراهن. وقد أسميتُ هذه الفتاة بـ "لانا" وهو اسم كردي معروف كما يسهل لفظه من قِبل الأجانب.

قصة مليئة بالأمل
* كيف تلقيتَ رأي لجنة تحكيم مسابقة السيناريو التي كانت تتألف من شخصيات سينمائية مهمة مثل المخرج هونر سليم وجوليا ساكو وشوكت أمين كوركي ومهمت أكتاش ونيكولا غالاني؟
- هم قالوا إن قصة السيناريو جميلة وهي تتمحور حول فتاة كردية شابة من مدينة أربيل "هولير" تريد أن تمثل كردستان في المونديال القادم. وقد وجدوا في معالجة هذه القصة ما يستحق الفوز لأنها مبنية بناءً فنياً رصيناً. وقد التقيت بعضوة التحكيم المخرجة والممثلة المسرحية جوليا ساكو بعد توزيع الجوائز وأخبرتني عن إعجابها بالسيناريو وقالت إن قصته مليئة بالأمل لأن الفتاة تريد أن تحقق حلمها الذي قد يبدو صعب التحقيق. وللمناسبة فإن هذا الحلم الذي يدور في رأس الفتاة هو حلمي الشخصي أيضاً، فأنا شخصياً أنتظر كل أربع سنوات لأرى فعاليات المونديال ووقائعه الجميلة وأتمنى أن أرى علم كردستان في هذه المناسبة الرياضية العالمية. أنا شخصياً أحب الرياضة فهي مفيدة ذهنياً وجسدياً ،إضافة إلى المتعة الكبيرة الموجودة فيها. لقد تعمّدت في أن تكون البطلة فتاة لأن المرأة في كردستان خاصة والشرق الأوسط عموماً غير مُمثلَة في هذه المناسبات الكبيرة، فالنساء هنّ بالنتيجة أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا وحبيباتنا وعليهن أن يمثلن أنفسهن في كل المحافل الدولية، ويجب أن نبيّن لهن أنهنّ مساويات للرجال في الحقوق والواجبات. وأنا شخصياً أعتقد بأن النساء قد يؤدين الكثير من الأشياء بطريقة دقيقة ومتقنة أفضل من الرجال. وربما يأتي هذا الرأي لأنني منحدر من عائلة سياسية ذات مستوى ثقافي جيد بحيث كانت والدتي تشجعنا على ممارسة الرياضة، والذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام ،لذلك أعتبر أمي مثلي الأعلى في الحياة فلا تستغرب أن تأخذ المرأة حيزاً كبيراً في كل سيناريوهاتي تقريبا.
الكاميرا العمياء
* ما هي أبرز السيناريوهات التي تخطر ببالك الآن؟
- كل السيناريوهات التي كتبتها حاضرة في ذهني لكن دعني أتوقف عند سيناريو "الفتاة الوحشية" الذي كتبته عام 2001، وقد قرأه الأستاذ ناصر حسن وأُعجب به جداً،علماً بأنه كان أول سيناريو أكتبه في أثناء دراستي في معهد الفيلم بلندن، لكنني أحب أن أحوِّل سيناريوهاتي إلى أفلام بنفسي ولا أعطيها للمخرجين الآخرين ليس لعدم ثقتي بهم ولكن لأنني أحب أن أتأمل نمو الشخصيات التي خلقتها، وأفهمها وهي تنضج وتتطور. كان موضوع هذا السيناريو عن امرأة كبيرة سناً لكنها تريد أن تصبح راقصة وهذا هو حلمها الذي يبدو صعباً هو الآخر مثل الصعوبة التي تواجهها "فتاة المونديال" لكنني أعوّل على الأحلام وأعتقد أن الكثير منها يتحقق على الرغم من صعوبته. ثمة سيناريو آخر اسمه "الكاميرا العمياء" وقد أنجزته ولا أريد الحديث عنه قبل أن أحصل على الدعم المالي من حكومة إقليم كردستان.

مسحة فلسفية
* كيف ستنفِّذ سيناريو "فتاة المونديال"، هل بصيغة روائية أم وثائقية؟
- هذا سؤال مهم جداً بالنسبة لي ،لأن السيناريو مكتوب لفيلم روائي لكنني سأصوره بطريقة واقعية، أي ستكون الصيغة وثائقية. كما أريد أن أضفي على الفيلم مسحة فلسفية فيها جوانب فكرية واضحة. أريد لأفكاري أن تتجسّد ليس في الفيلم فقط وإنما في الأفلام الأخرى التي كتبت سيناريوهاتها. لدي فكرة عن شخص يتيم في قرية بكردستان يتربى في ظل رعاية رئيس العشيرة لأن هذا الطفل قد تيتّم بسبب الأنفال غير أنه الآن متهم بقتل ثلاث نساء هن زوجات الآغا. الفيلم يتمحور على حقوق النساء من جهة، كما أن هذا الشخص اليتيم يقع في الحب حينما كان موظفاً اجتماعياً ،فالفيلم ينتهي نهاية كوميدية وتراجيدية في نفس الوقت.

أفلام عراقية
* كم عدد الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة التي أنجزتها لحد الآن؟
- لدي أربعة أفلام روائية قصيرة وهي "الأطفال والدراجة"، "حب في لندن"، "الصندوق السحري"، و"حلم المقص". كما أنجزت أربعة أفلام وثائقية أذكر منها "نوروز" ، "المجهول"، وفيلم "سنور" حيث يتناول الأخير كيفية صناعة الفيلم في إقليم كردستان وما هي الصعوبات التي تواجه الجميع مخرجين وفنانين وتقنيين. بالمناسبة كنت أذهب مع والدي إلى السينما كثيراً وأشاهد الأفلام العراقية التي كانت تُعرض آنذاك مثل "حب في بغداد" و "الحدود الملتهبة" وقد بقيت هذه العناوين في ذهني لمدة زمنية طويلة وربما يكون عنوان فيلمي "حب في بغداد" هو صدى لذلك الفيلم العراقي القديم لكن فكرة فيلمي مختلفة في القصة والمعالجة والرؤية الإخراجية.
* هل تأثرت ببعض المخرجين الكرد مثل هونر سليم  وشوكت أمين كوركي وغيرهم كما تأثرت ببعض المخرجين العراقيين العرب أو من قوميات أخرى؟
- في ما يتعلق بالمخرج شوكت أمين كوركي ،فهو صديقي شخصياً كما عملت معه مخرجاً مساعداً في فيلم "ذكريات على الحجر". وقد أنجزت عنه فيلماً وثائقياً لأنني أعتبره مخرجاً موهوباً وذكياً في كتابة السيناريو  والإخراج. أما هونر سليم فأنا أعتبره صانعاً لأفلام عالمية وهو مخرج موهوب أيضاً وقد حقق شهرة عالمية كبيرة. لقد تأثرت حقاً بالمخرج الكردي يلماز غوناي وقد شاهدت فيلم "الطريق" حينما كنت صبياً صغيراً حيث كان هذا الفيلم ممنوعاً في زمن صدام حسين وقد جلب والدي هذا الفيلم بطريقة غير قانونية ولم يدعني أرى الفيلم لكنني تمارضت ودخلت غرفة والدي وشاهدت الفيلم تحت الغطاء. أحببت مخرجين كرد آخرين أمثال مانو خليل وسالم صلواتي وجميل رستمي وسهيم عمر خليفة.

سينما كردية
* ما الذي قدّمه لك مهرجان لندن للفيلم الكردي خلال السنوات الثماني التي مرت؟
- يجب أن أعترف بأنني فخور جداً بمهرجان لندن للفيلم الكردي الذي وصل إلى مستوىً عالمي ولديه جمهور كبير من جنسيات مختلفة. أتذكر أنني حضرت اجتماعهم الأول في الدورة الأولى لأنني كنت ضمن قائمة المتطوعين وقد رأيت في حينه كيف كانت قصص الأفلام تروى من جانب واحد حيث تتناول قضايا صغيرة في المجتمع الكردي. أما الآن وقد بلغ المهرجان سنته الثامنة فلا أستطيع سوى أن أقف بإعجاب ودهشة أمام هذا التنظيم، والأفلام المتطورة، وصالات العرض والندوات التي تُقام بعد العروض، فهي أروع ما في المهرجان، والأهم من ذلك كله هو هذا الجمهور النوعي الذي يناقش المخرجين والممثلين بعد العروض . لقد قام الأخ عطا مفتي بجهود رائعة وهو لم ينم إلاّ ساعات قليلة في أثناء المهرجان ومعه فريق كبير من المتطوعين الذين يبذلون جهوداً كبيرة هي محط اهتمام وتقدير الكثيرين. نحن فخورون بهذا المهرجان وببقية المهرجانات الكردية التي تقام في ستوكهولم وكوبنهاغن وغيرها من العواصم الأوروبية. حينما أمضيت في كردستان بعض الوقت التقيت بهونر سليم وشوكت أمين كوركي ومهمت أكتاش تناقشنا كثيراً في السبل المؤدية لصناعة الفيلم الكردي وطرق تطويره. فمن المعروف أننا نصنع أفلاماً جيدة لكن سيناريوهاتها ضعيفة. أنا شخصياً قرأت العديد من الكتب عن السيناريو ويمكن أن أشير هنا إلى كتاب سيد فيلد وقد أفدت منه كثيراً وأعتقد أننا ككتاب سيناريو كردي تمسكنا كثيراً بالبناء القديم لكتابة السيارنو، بينما يتطور السيناريو كل يوم شأنه شأن الكومبيوتر والهواتف النقالة وبقية الأجهزة التكنولوجية ،لذلك أعتقد أن مبادرة جامعة كردستان في أربيل قد جاءت في محلها في ما يخص دعم مسابقة السيناريو في مهرجان لندن للفيلم الكردي. يجب أن تكون سيناريوهاتنا مختلفة عن سيناريوهات هوليوود لأن لدينا صوتنا الخاص وحياتنا الخاصة بنا لكن مع الأسف أن البعض من أصدقائنا يصنعون أفلامهم على الطريقة الأميركية. وبما أنني متأثر بالموجة السينمائية الفرنسية الجديدة الذين يريدون لجمهورهم أن يرى أفلاماً فرنسية أنا كذلك أريد لجمهورنا الكردي أن يرى سينما كردية فيها تجليات الحضارات القديمة لبلاد ما بين النهرين. إن مبادرة جامعة كردستان هي مبادرة مهمة بالتأكيد ليس لأني فزت في المسابقة ولكن لأن هذه المسابقة قد أصبحت جزءاً من تاريخ المهرجان الذي يروي قصصاً كردية ذات طابع إنساني مؤثر. وبعد فوزي بالجائزة اتصل بي العديد من الشباب والفتيات وطلبوا مني أن أتعاون معهم في كتابة السيناريو أو أن البعض منهم يريد أن يصبح كاتباً للسيناريو لأنه قاص ويريد أن يُسمع صوته للآخرين. خلاصة القول إني أعتبر مبادرة جامعة كردستان حجر الأساس لكتابة السيناريو في كردستان.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram