لا أدري إن كانت اتحاداتنا الرياضية تعلم أن خمسة اشهر فقط هي كل ما بات يفصلنا اليوم عن دورة الألعاب الآسيوية الجديدة في نسختها 17 التي تحتضنها مدينة أنجون الكورية الجنوبية خلال المدة من 19 أيلول وحتى 4 تشرين الأول المقبلين.
ولا أعرف بالضبط إن كانت هذه الاتحادات أو لنقل أغلبها لكي لا نظلم أحداً ، قد أعدّت عدّتها وهيأت رياضييها للمشاركة الفعلية وليست الرمزية في هذه الألعاب.
وفي الحقيقة فإنني لم اسمع عن برامج إعداد خاصة يمكن ان تُحضِّر رياضيينا لولوج منافسات هذا "الأسياد" بالمستوى الذي يلبي ولو جزءاً محدوداً جداً من الطموح .. كل ما سمعناه هي تلك الضجة التي أعقبت النسخة السابقة من هذه الألعاب ، يوم عاد رياضيونا من غوانزو في الصين عام 2010 بتلك النتائج المتواضعة، وهي تتحدث، كما في كل مرة ، عن ضرورة الاستفادة من أخطاء الماضي والعمل مبكراً على رسم وإعداد برامج تدريبية طويلة الأمد يمكن ان تعـد رياضيينا بمختلف ألعابهم لمشاركة أفضل في الدورة المقبلة !
كلام مكرر نسمعه دائما مع انتهاء كل دورة سواء على مستوى الاولمبياد العالمي أو الأسياد حيث تنطلق التصريحات ومعها التبريرات الى جانب "التطمينات" التخديرية بشأن إمكانية التعويض من خلال النسخة التالية !
لا نتحدث هنا عن ميداليات الذهب او منصات التتويج ، بل صرنا نبحث فقط عما يحفظ للرياضة العراقية ماء الوجه بحيث لا تخرج من مثل هكذا مناسبات كما تخرج وفود بلدان متأخرة مثل الصومال وجيبوتي وجزر القُمر ، مع الاعتذار طبعا لهذه البلدان التي يمكن أن تكون قد خرجت بنتائج أفضل من نتائجنا في هذه اللعبة او تلك وفقاً لإمكانياتها ولما هو متوفر لرياضييها الذين يعيشون ضنك الحياة وضيقها.
أقول: لقد مللنا الوعود وصرنا ننظر الى أصحابها على أنهم "كذابون" من الطراز الأول لأن كل ما يقولونه هو كذب في كذب كما أثبتت الوقائع والأيام خصوصاً وان "أكاذيب" كهذه صارت مفضوحة وعارية ولم تعُــد تنطلي حتى على السذج ونحن ولله الحمد قوم "نقرأ الممحي" مثلما يصفنا الآخرون!
في الماضي كنا نعلق إخفاقاتنا وتراجع نتائجنا على شماعة الظروف وشحة الأموال والحصار وغيرها من المسوغات الجاهزة ، على الرغم من أن الأمر يومها لم يكن بمثل هذا الشح القاتل في النتائج.. ففي الظروف تلك كنا نخرج من الدورات الآسيوية بحصيلة لا بأس بها من الميداليات والنتائج، كنا نتباهي ببعض الانجازات المهمة في العاب القوى مثلاً أو بعض النتائج المقبولة في الملاكمة والمصارعة ورفع الاثقال وربما في كرة القدم كما حدث في أسياد عام 1982 يوم توجنا بذهبية هذه المسابقة.. لكننا ومنذ زمن طويل لم نعد حتى نحلم مجرد حلم في أن يكون لنا نصيب من الميداليات أياً كان معدنها !
أصبحنا نذهب إلى هذه الدورات لمجرد المشاركة في طوابير الافتتاح أما غير ذلك فإن الأمر لم يعـُد أكثر من نزهة واستجمام لان وفودنا غالبا ما تنشغل هناك بالاستمتاع بتلك الرحلات "الترفيهية" فذلك أصبح هو الهدف بالنسبة إلى الكثيرين من أولئك الذين يتصارعون "انتخابيا "على مواقع المسؤولية في هذا الاتحاد أو ذاك.
لا أريد أن أستبق الأحداث ، ولن أتحدث بنبرة التشاؤم لكنني اجزم أمامكم من الآن بأن وفدنا الذي سيتوجه إلى أنجون في أيلول المقبل لن يعود بأفضل مما عاد به مَن سبقوه، لان ليس في الأفق أية مؤشرات تتحدث عن استعداد جاد وحقيقي يرتقي إلى حجم المهمة، اللهم إلا باستثناء محدود جداً يمكن أن يحصل في رفع الأثقال ومن خلال رباع واحد لا غيـر، والأيام بيننا.
نائمون والأسياد على الأبواب!
[post-views]
نشر في: 16 إبريل, 2014: 09:01 م