اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كيف تتخلص من "مرشح مشعوذ" في ثلاث خطوات؟

كيف تتخلص من "مرشح مشعوذ" في ثلاث خطوات؟

نشر في: 16 إبريل, 2014: 09:01 م

تزدهر على ارض الرافدين هذه الأيام ، صناعة الشعوذة ، وتنتشر برامج ممارسة فنون الدجل والانتهازية على شاشات التلفزيون وفي الصحف ووكالات الأنباء.. ويظهر على الملأ مقاومو الأمريكان، ومحررو الأرض العراقية شبراً شبراً، يختلفون في الأسلوب ويلتقون في رفع عدد الكوارث التي تعرض لها الشعب العراقي بسببهم.
بطولات من نوع مضحك أو من نوع أكثر إضحاكاً..فهناك السياسي الذي افلس في تقديم خدمة لناخبيه فراح يهاجم الصهيونية والإمبريالية العالمية التي تآمرت عليه وجندت مخابراتها لإسقاط مشروعه النهضوي..وهناك من يخبرنا بأن اردوغان خطط لاغتياله لأنه رفض ان يساوم على أرث العراق وتاريخه، مجموعة احاديث وقفشات يمضي معها العراقيون لياليهم ويحصون كل يوم، ما تحقق من وعود السياسيين، وما لم يتحقق، وكانت النتيجة بحدود صفرعلى صفر.. مَن مِن الناس سوف يتذكر ان احد النواب او المسؤولين قدم مشروعاً وطنياً خالصاً.. لكنهم يتذكرون حتما ان سياسيينا يتقاتلون من اجل مصالحهم بدليل ان العديد منهم يسعى اليوم الى تحويل الانتخابات البرلمانية الى دكاكين عائلية ، فوجدنا النائب الذي يضع صورة ابنه اوزوجته اوشقيقه إلى جانبه ويطالب الناس ان تنتخبهم عملا بالمثل الشعبي القائل "الشين اللي تعرفه احسن من الزين اللي متعرفه" وبما أننا نعرف نوابنا الأفاضل جيدا وجربنا "مرّهم" وتجرعنا "علقمهم"، فما الذي يدفعنا أن نجرب "علقما" جديدا ممن لم تختبره حناجرنا.
لا يعترف السياسي "الفاشل" بالخطأ ويعتقد ان "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بالفشل، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب" وحين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام.. فان الأمر يدخل أيضا في قائمة " تجارب الهواة"، فلا مشكلة ان يتدرب " الأميون " لإدارة مؤسسات الدولة؟ وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لم يدخلوا يوما مكتبة عامة، ولا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب الاقتصاد، ويعتبرون التمثيل حراماً والغناء رجساً من عمل الشيطان، والفارابي مارقاً لأنه كرَّس حياته لكتابة موسوعة عن " الموسيقى " بدلا من ان يكرسها لشرح أحكام لبس النقاب ، والبحث عن الأسانيد التي تجيز تزويج الفتاة بعمر تسع سنوات .
يكتب ستيفان زفايج في كتابة "عنف الدكتاتورية" ان الاعتبارات السياسية تنتصر دائماً على الأخلاق، ويروي لنا ، كيف ان مؤسسات الدولة تتحول إلى حواضن للتخلف، حين يتولى أمورها أناس يرفعون شعارات وحناجر الظلام.. حين صدر كتاب زفايج عام 1936 في قمة صعود النازية، خشي من بطش هتلر فكتب حكاية دارت أحداثها قبل نصف قرن عن المستبد الجاهلي الذي يريد ان يؤسس لدولة "الهواة"، فنجد كيف ان المؤسسة السياسية ومن خلال شعاراتها المتخلفة تريد ان تتحكم بعقول الناس، وتسعى لأن تجعل من الجماهير وقوداً في حروب السلطة، ألم يخبرنا المالكي ان الساحات يمكن ان تمتلئ بشيوخ العشائر الذين سيعيدون حتماً هتاف: " نموت، ونموت ليحيا المختار"، فيما الشباب بلا عمل، والناس لا تجد سوى المفخخات ترافقها صباح مساء، لتجبرها على ان تحمل أكفانها أينما ذهبت؟!
ولأننا أيها السادة المشعوذون لا نملك غير أصواتنا، وانتم تملكون الحظوة والمال، فإننا نرفض هذه المرة ان نساق الى مهرجان أبطاله مزيفو الوطنية، ولهذا فالحل الوحيد للوقوف أمام هذه النماذج هو ان نفرض كلمة “لا” وان نبدأ بحملة مقاطعة لمهرجاناتهم، وان نتوقف عن التعامل معهم، وان نجعلهم يدركون جيدا أننا لسنا بحاجة الى بضاعتهم الفاسدة.
الحل ان نجعلهم يدركون أننا بدأنا بناء عالمنا من جديد، وأننا لن نلقى عليهم التحية الانتخابية، أننا سنرفض كل شعاراتهم المزيفة، وأننا لن نقترب من دكاكينهم الانتخابية، وسنقاطع كل مؤتمراتهم،، وكل تصريحاتهم، وقبل كل شيء خطبهم وصرخاتهم.
سنصر على ان نقول لا، مرة ومرتين وثلاث ر، لكل المرشحين الذين يصرون على تحويل مؤسسات الدولة الى إقطاعيات خاصة يتحكم بها ابن العم وزوج البنت وابن الخالة ..
أيها السادة يا من تريدون الاستمرار في مهرجان الشعوذة السياسية، لقد مللنا منكم، فلنحيا نحن، ولتعودوا انتم الى كهوفكم المظلمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. nabil

    الفرد العربي في حالة فقدان وعي نسي وطنه وامته وشعبه وهناك اصطفاف طائفي اعمى بارك الله في امثالك نتمنى انشاء تكتل عربي ضد الطائفية من اي جهة ها هم في مصر قام الجيش لقتل الطائفية نتمنى ذالك ان يحصل بالعراق ولبنان وسوريا الخ

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram