اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > كتاب عن منجز معمار مئوي

كتاب عن منجز معمار مئوي

نشر في: 18 إبريل, 2014: 09:01 م

يبلغ المعمار العراقي الدكتور محمد مكية، في هذه السنة (1914)، المئة عام من عمره المديد ولد (1914). إنها مناسبة بقدر ما تكون رائعة ومدهشة، فهي نادرة في تاريخ المسار المعماري المحلي والإقليمي. كما أنها، أيضاً، مناسبة لافته، ان كان ذلك لجهة نوعية المنجز

يبلغ المعمار العراقي الدكتور محمد مكية، في هذه السنة (1914)، المئة عام من عمره المديد ولد (1914). إنها مناسبة بقدر ما تكون رائعة ومدهشة، فهي نادرة في تاريخ المسار المعماري المحلي والإقليمي. كما أنها، أيضاً، مناسبة لافته، ان كان ذلك لجهة نوعية المنجز الإبداعي الذي يمثله الرجل، أم لناحية العمر المديد الذي عاشه المعمار والذي تجاوز القرن من الزمان! ثمة كتاب صدر حديثا (2014)‘ بعنوان: (محمد مكية: قرن من العمارة والحياة)، ألفه الدكتور خالد السلطاني وطبع في مطبعة الأديب، عمان/ الأردن، ليكون إيماءة احترام وتقدير للمعمار المئوي ولمنجزه الثرّ، الذي أغنى به المشهد المعماري المحلي والإقليمي. نقرأ في كلمات إهداء الكتاب ما يأتي:
"إلى جميع المعماريين العراقيين الرواد،
الذين نفتخر بعمارتهم الرائدة،ويفتخر بهم الوطن"
قد يجادل البعض، في طبيعة وأهمية عمارة محمد مكيه واتجاهها الأسلوبي. لكن الثابت أن تلك العمارة شكلت بمقاربتها المميزة، أحد أهم تجليات المنجز المعماري العراقي المرموق، واحتلت موقعا مؤثرا في الخطاب المعماري الإقليمي. لقد ارتبطت مقاربة محمد مكية المعمارية بالاهتمام والتأكيد على خصوصية المكان، وثقافته، و"روحه"؛ كمفردة أساسية في عملية الخلق التكويني المؤسسة لعمارة جديدة، كان من ضمن مقوماتها تأويل وإعادة قراءة المنجز المعماري المحلي، ذلك المنجز، الذي تشكل عبر أزمنة طويلة، وإضافات مبدعة، تعاقب معماريون وبناة مبدعون على إثرائه وديمومته. إن فعالية التأويل، التي تبنتها تلك المقاربة الخلاقة، وإعادة القراءة للموروث المعماري التي وسمت نشاط محمد مكيه التصميمي، كانا يجريان ضمن مستلزمات وقيم عمارة الحداثة، وهي التي ما فتئت أن أصبحت عنوان الممارسة المعمارية العالمية السائدة، ومرجعيتها النظرية. ولعل هذا الأمر، هو الذي يجعل من مقاربة محمد مكية المعمارية أن ترتقي، لتكون حدثا مهماً، ومؤثراً، واستثنائياً بأهميته، في الخطاب المعماري الإقليمي والعالمي.
على امتداد نشاطه الإبداعي الحافل، أغنى محمد مكية البيئة المحلية والإقليمية بشواهد مبنية، تعد الآن صروحاً معمارية، و"أيقونات" بصرية لتلك المدن التي تقع فيها تلك الشواهد. ومثلما أثرى بيئتنا المبنية، فإنه أضاف، أيضاً، الشيء الكثير للمنجز المهني والأكاديمي (وخصوصاً الأكاديمي، الذي به ارتبط اسم مكيه كونه مؤسس وعميد أول مدرسة معمارية بالعراق )، كما للمنجز الثقافي العراقي المتنوع. من هنا، تعد عمارة مكيه، الآن، ملكاً للناس وللثقافة التي أنتجتها، وللمجتمع الذي صمّمت له تلك العمارة.
يتناول الكتاب، إذاً، منتج المعمار العراقي المعروف؛ المنتج، المهم والرائد في العمارة العراقية. ويسعى الكتاب وراء تعقب وتوثيق وتحليل المشاريع والتصاميم التي أعدها مكيه عبر مسار عمره الطويل. يتوقف الكتاب ، بشكل أساس، عند الأهمية القصوى التي من خلالها، عبّر محمد مكيه عن حسه المهني للمكان، وتأثير هذا المكان وثقافته على مجمل التصاميم التي أنجزها المعمار، مثل "مسجد الخلفاء" (1963)، وكلية التربية في باب المعظم (1966)، ومكتبة ديوان الأوقاف (1967) ببغداد، ومبنيي مصرف الرافدين في الكوفة (1968)، وفي كربلاء (1968)، ومسجد الشيخ حمد (1974) في البحرين. وبالطبع، يتناول الكتاب مسجد الكويت الكبير (1982)، ومسجد الصديق (1978)، ومسجد الدولة الكبير في بغداد (1982)، وجامعة الرشيد (1981) في ضواحي بغداد، ومشروع الجامعة العربية في تونس (1983) وغيرها من المشاريع ذات اللغة التصميمية الميزة التي أكسبت تلك العمارة أهميتها، ومنحتها فرادتها.
يوظف المؤلف في نصه الكتابي، أدوات النقد الحديث، لجهة رؤية المنجز المعماري المتحقق لمحمد مكية، بصورة موضوعية وشاملة. كما ينشر كثيرا من الصور التي التقطها "شخصيا" عن مباني محمد مكية، وخصوصا مبانيه "العراقية". كما استعار المؤلف صورا ومخططات عديدة من مؤلفات، تعاطت مع منجز محمد مكيه المعماري. ويود المؤلف، ان يعبر، هنا، عن خالص تقديره وشكره إلى مؤلفي تلك الكتب، وخصوصا مؤلف كتاب "كلاسيكية ما بعد إسلامية" الدكتور كنعان مكيه، وكذلك كتاب "محمد مكية والعمران المعاصر" للدكتور حسين الهنداوي، على كرمهم ولطفهم في السماح لاستخدام الصور والمخططات التي تضمنتها كتبهم القيمة عن عمارة محمد مكية.
يطمح المؤلف إلى أن يكون كتابه عن عمارة مكية، مدار اهتمام كثر من القراء المعماريين وغير المعماريين المهتمين بالإبداع العراقي والإقليمي، كما يطمح إلى أن يكون كتابه مرجعا لدراسة هذه العمارة المميزة. يأمل المؤلف، أيضاً، ان يلتمس قراء الكتاب له العذر في النقص الذي قد حصل في شأن تغطيته لعمارة محمد مكية المرموقة والذكية، بسبب الوقت القصير المتاح لتأليف الكتاب.
جاء الكتاب بـ 272 صفحة من القطع الكبير وبغلاف فني سميك. صمم الغلاف الفنان العراقي المعروف ضياء العزاوي، في حين كان الإخراج والتصميم الداخلي للكتاب من عمل المؤلف.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عبد الكريم البدري

    مع دعائي له بطولة العمر والصحة الدائمة. الا انني لم الحظ اثره في بغداد اكثر منه في دول الخليج. على عكس الأستاذ رفعة الجادرجي فلمساته واضحة للعيان. وهذا لا ينفي براعته المعمارية ووالوطنية.

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram