عبدالله السكوتييحكى ان رجلا قتل افعى صغيرة في بيته ، فامتلأ فخرا وطغى غرورا ، جلس في المقهى يحدث اصحابه بما فعل ومعه ولده الصغير.. سأله احدهم (اشطولها الحيّه اللي كتلتها ؟) فقال: (طولها يجي بيه عشر اشبار)، وبعد فترة قصّ حكايته مرة ثانية فسأله احدهم نفس السؤال
فأجاب:( طولها يطلع بيه اثنعش شبر). وفي اليوم التالي ذهب الولد الى بيت عمه وكان خبر (الحيّة) قد وصل قبله فسأله عمه (ابني اشطولها الحيّه اللي كتلها ابوك البارحه) فقال الولد:(والله عمو هاي سالفة الحيّه كلما تنحجي تطول جان طولها شبرين وابويه كلما يحجي القصة يزيد طول الحيه شبر حتى صار طولها عشرين شبر). لانستطيع ان نقول ان الاستفاضة في النقاشات في مجلس النواب هو امر سلبي بقدر ماهو اطالة ربما تكون مبررة او غير مبررة وربما تكون هناك نيات مبيتة للتمديد للحكومة الحالية على اعتبار اذا لم يتم التوافق على المادة الاولى الخاصة بالمهجرين لاسامح الله ربما يلوح في الافق اعلان الاحكام العرفية وكذلك التمديد على اعتبار ان نصوصا دستورية تتيح للحكومة اعلان الاحكام في حالة اضطراب الوضع ، هذا الامر سيدخل البلاد في نفق مظلم لاضوء في نهايته. ان النواب استقبلوا تعديل المادة الاولى وفقرة المهجرين بالذات بتوتر واضح ومازاد من تعقيد الامر ان التعديل اصبح نقضا وبدأت التصريحات والتلميحات حتى طالت الافعى واصبحت تهدد بالخطر، في هكذا معضلات يلجأ الكثيرون الى نظام بديل ومتوفر هو نظام التوافق لحين استطاعة القائمين على العملية الديمقراطية تبويب الامر تحت مادة دستورية والانتهاء منه. المهم ان لاندع الافعى تطول وتقصر على ألسنة البعض مايؤدي الى تأزيم الموقف ، هناك تصريحات غير مسؤولة يجب ان يتوقف عندها مجلس النواب ليبحث في النظام الداخلي له هل من الممكن ان يكون مجلس النواب اداة للاختلاف والتناحر، مانراه الان ان جميع المشاكل تبدأ من مجلس النواب ولاتنتهي عنده ، ويجب ان نضع نصب اعيننا ان الفوضى غير الديمقراطية ومن الممكن ان يصرح النائب بما يريد داخل كتلته او حزبه اما حين يدخل تحت قبة المجلس فهو ملك لناخبيه ولايمتلك الحق في ان يكون معولا موجها لتهديم العملية الديمقراطية. هذا الامر لم يصله نوابنا حتى الان وهم يشعرون بالمسؤولية اضف الى ذلك انهم سياسيون يمتلكون من الخبرة والتجربة الطويلة الكثير الكثير ولذا نأمل ان يضعوا التصريحات النارية جانباً ويتحفون الشعب بالتوافق على تعديل فقرة المهجرين وبالتالي تجرى الانتخابات في وقتها المحدد واكيد ان السنين الاربع الاتية ستكون من النضج والمعرفة مايجعل منها قوة لديمقراطيتنا الفتية وتثبيتا لتجربة العراق المهمة. لايمكن ان تكون مسألة المهجرين من الصعوبة كي تصبح القشة التي تقصم ظهر الجمل، خصوصا وان السياسيين قد تجاوزوا الكثير من المعضلات الصعبة وهذه التجربة اذا تكللت بالنجاح ستضاف الى نجاحاتهم الكثيرة، علما ان الافعى اذا طالت ستمتد الى جميع الحدود ولاتستثني مكونا ولاتقف عند حد معين.
هواء في شبك: (سالفة الحيّه)
نشر في: 21 نوفمبر, 2009: 07:10 م