TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حامي ثروة العراق!

حامي ثروة العراق!

نشر في: 18 إبريل, 2014: 09:01 م

الحامي هو الدكتور حسين الشهرستاني، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة ومرشح دولة القانون الى الانتخابات البرلمانية الوشيكة.. وهذه ليست شهادة مني، فالدكتور الشهرستاني لم أتعرّف عليه عن قرب ولا التقيته يوماً في مهمة صحفية ولا في محفل عام إن هنا في بغداد أو في المنفى.
 "حامي ثروة العراق" هو الشعار الذي اختاره الدكتور الشهرستاني في حملته الانتخابية فوضعه الى جانب صورته وتحت اسمه. والشعار فيه إيحاء ذو دلالة على نوع من مناكفة للكرد ... الذين قرأوا الشعار، أو بعضهم، فهموا انه يحيل الى موقف الشهرستاني تجاه قضية النفط في إقليم كردستان. أي ان الرسالة الكامنة خلف الشعار تقول ان سلطات إقليم كردستان مفرّطة بثروة النفط وان الدكتور الشهرستاني واقف في وجه هذا التفريط باتخاذه مواقف متشددة لم تساعد في التوصل الى حل للمشكلة القائمة منذ سنوات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن إنتاج النفط في الإقليم وتصديره.
معنى آخر يمكن أن يكون الدكتور الشهرستاني أودعه شعاره الانتخابي، هو ان تراخيص إنتاج النفط التي أشرف نائب رئيس الوزراء والمرشح الانتخابي على عدة جولات منها قد أمّنت استثماراً جيداً لثروة العراق التي لم تزل الوحيدة، ولا حياة لشعب العراق من دونها ( الواقع أنها كانت نقمة على العراق والشعب والعراقي، ولم تزل نقمتها قائمة حتى اليوم فكل الحروب التي زُجّ فيها الشعب العراقي رغم انفه كانت بسبب النفط، وكل الصراعات الضارية الجارية على السلطة الآن أساسها النفط أيضاً الذي تتدفق ملياراته على جيوب الفَسَدة أكثر مما تُستثمر في التنمية). لكن هناك العديد من الخبراء الاقتصاديين العراقيين، وبعضهم أكثر كفاءة واختصاصاً وخبرة من الدكتور الشهرستاني في الاقتصاد عموماً وفي الاقتصاد النفطي خصوصاً، يرون انه كان هناك تفريط كبير في مصالح العراق من جراء التراخيص النفطية التي جرت في السنوات الأخيرة، وهذه آراء منشورة ومُقالة علناً في ندوات عامة وعبر وسائل الإعلام.
على أية حال ان عبقرية الدكتور الشهرستاني الحمائية المعلن عنها في الملصقات واللافتات الانتخابية، لم نرَ لها أثراً في قضية النفط المتسرب الى نهر دجلة في الأيام الأخيرة. فقد عمدت السلطات الى إشعال النار في بقع النفط للخلاص منها ، بحسب ما أكده الناطق باسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد الليلة الماضية . وهذا العمل كانت له آثار وخيمة في الواقع، فالنفط الخام قد احترق، وكان يمكن العمل على شفطه وخزنه في صهاريج وإعادة ضخه في أنابيب تصدير النفط الخام الى الخارج لبيعه أو الى المصافي المحلية لتكريره. كما ان الحرائق النفطية وسُحبها الدخانية الكثيفة تسببت في الإضرار بالبيئة وبصحة الناس في مناطق عديدة من محافظة صلاح الدين وبينها مركزها مدينة تكريت، كما أفادت به تقارير صحفية عديدة.
كيف تحمي ثروة العراق، د. الشهرستاني؟ .. نوّرنا، لو سمحت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. امير عبد علي

    يكشف الغباء والسطحية التي يتمتع بها من خلال الثغور التي يدخل منها الشهرستاني لعرض عضلاته متناسيأ الكم من الخسائر الذي سببه لثروة العراق وعجزه في تأهيل الطاقة ليكشف مدى الغل التي يتمتع بها كان من المفروض ان يخجل في الحديث في مجال الثروة والحرص

  2. الماس كريم

    ذكر تقرير للامم المتحدة ان عدد القتلى في العراق لعام 2013 هو 8000 قتيل وفي هذه السنة قتل 2000 لغاية اذار اية قيادة وحكمة هذه التي يتحدث عنها المالكي , اين الامن , من يريد استمرار القتل ينتخب الكبابجي من قائمة المالكي عبد الرحمن الاى بكي تسلسل 14 قائمة 2

  3. Salim ahmad

    حرامي ثروة العراق وليس حااميها واقرب دليل على ذلك هو مصفاة ميسان التي اعطاها الشهرستاني ورئيس وزرائه المالكي لمالك قناة فضائية لبناني هو شفيق ثابت قناة السومرية التي كافئت الشهرستاني ببرنامج دعائي مجاني هذا غير الخلل الكبير في جولات التراخيص التي اضرت بال

  4. ابو سجاد

    بسبب عمالته وولائه لاولياء امره حامي ثروت العراق جعل العراق يخسر سنويا 40 مليار دولار بحرق الغاز المصاحب وعدم الاستفادة منه وذلك بسبب تامره مع اسياده في طهران وتوقيع عقد لمدة 25 سنة لاستيراد الغاز لعمل محطات توليد الطاقة هل انت حامي للثروة ام حرامي محترف

  5. أحمد عبدالوهاب

    بسم الله الرحمن الرحيم...السلام عليكم استاذ عدنان المحترم في دول العالم المتقدمة توجد شروط لتعيين الموظف الحكومي بما فيهم الوزراء ونواب رئيس الوزراء ومنها ان تكون شهادة المسؤول متوافقة مع وظيفته فلا توجد علاقة بين الفيزياء النووية(وهي الشهادة التي يحملها

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram