في ظل تسارع الوقت المتبقي قبيل انبلاج فجر اليوم الأحد العشرين من نيسان لم يعد الحديث مُجدياً في البحث عن الرصاصة التي هُدّد بها ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم د.شامل كامل إن كانت في جيب مجهول أم معلوم ، الآن يجب أن ينتفض أعضاء اتحاد كرة القدم فرداً فرداً ويتساموا فوق العتاب والتجريح والتسقيط ويضعوا مصير كرة العراق فوق رؤوسهم ويهرولوا إلى قاعة الانتخاب أياً كان موقعها حتى لو على ارض ملعب الشعب الدولي ، لتأكيد وحدتهم والتفافهم على هدف المضي بالانتخابات إلى حيث يريد (فيفا) بحسب مذكرته الأخيرة التي رفض فيها مقترح تأجيلها ويفوتوا الفرصة على من يتربّص بالوطن ويسقطوا حجة الاتحادين الآسيوي والدولي بفرض عقوبات محتملة على الاتحاد في الساعات القليلة المقبلة.
صراحة ليس لي مصلحة بدعوتي هذه ، ولا أرجّح كفة مسعود على غريمه حمود أو العكس في لعبة الانتخابات، لكنني نقلت مقترحي أعلاه إلى الرجل الأول في رياضة الإنجاز رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي عبر اتصال هاتفي معه ظهر أمس السبت تعليقاً على عبارته التي وردت في المؤتمر المشترك مع وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر " علينا أن نهدأ ونعرف كيف نحمي العراق من أية عقوبة، فالكرة ليست في ملعبنا ، بل في ملعب خارجي" ؟
نعم علينا بالهدوء والتفكير ملياً في الخطوات اللاحقة، ولكن الرهان لا يتوقف على مساعي حمودي وحده التي رفض الكشف عنها حتى تنجلي الأزمة كلياً، بل في تحمّل الكتلتين المسؤولية التضامنية وإعلانهما الالتزام الكامل بتعليمات (فيفا) سواء بحضور العدد نفسه 75 إلى المؤتمر الانتخابي أم (50+1) لسببين:
أولهما - أن أسرة اللعبة ليست معنية بتصرّف شخص لا تُعرف هويته حتى الآن قام بتهديد الممثل الدولي وما ترتب على هذا الفعل الشنيع صدور أمر من الأمين العام للاتحاد الآسيوي ألكس سوساي لشامل بترك بغداد فوراً وركوبه أول طائرة متوجهة إلى ماليزيا صباح الخميس الماضي حفاظاً على حياته.
وثانيهما - حضور أعضاء الهيئة العامة في الزمان والمكان المحددين بإشراف اللجنة العليا المنظمة للانتخابات ، وتتم اتصالات عاجلة مع الاتحاد الآسيوي للعبة للتنسيق بشأن مدى إمكانية اللجنة ذاتها الإشراف والمراقبة وتدعم عملها بشريط فيديو لمجريات المؤتمر ، وفي حال تعذر ذلك تتلو اللجنة بياناً مفصلاً موجهاً إلى الاتحاد الآسيوي تؤكد فيه مصداقية الهيئة العامة في إجراء الانتخابات وتوافر جميع الضمانات الحكومية بإنجاحها لولا غياب الممثل الدولي لأسباب طارئة، متضمنة مقترحاً بتنسيب ممثل احد المكتبين الإقليميين (القاري في البحرين أوالدولي في الأردن ) لحضور الانتخابات التي من الممكن تأجيلها في ضوء الرد الايجابي 48 ساعة.
إن ملامح التفاؤل التي بدت في خطاب الكابتن رعد حمودي عن إمكانية إنقاذ العراق من عقوبات لا تحمد عقباها كانت بليغة جداً وهو ينفي بشدة حصول تقاطعات عميقة في الوسط الرياضي يُهدد الرياضة إلى منزلق خطير من خلال تكاتف أعضاء المكتب التنفيذي ورغبتهم الجادة في وَأد أية فتنة أو محاولة جرّ الرياضة إلى صراعات فرعية ورئيسة تُدخلها أنفاقاً هالكة تقتل حلم الرياضيين بإعادة زهوهم وانتصاراتهم والألقاب الضائعة في جميع الألعاب، وهو رهان أقف له بكل احترام وأشاطره التفاؤل طالما انه يجرّد منهج التنفيذي الجديد من الشخصنة والمنافع الفردية، وهذا ما تمنيناه أن يكون لصوت الأولمبية صداه القوي لتحمّل تبعات تخبطات سابقة ومراهقات إداريين في اتحادات لا تناسب ضآلة خبراتهم عندما جنت هيئاتهم العامة عليهم في اختيارهم لمهام أكبر من قدراتهم فاندفعوا لارتكاب الأخطاء بوقاحة وتهوّر.
فعلاً.. إنها مرحلة التصحيح التي لمّح عنها حمودي أثناء حديثه عن غياب التنسيق بين المؤسسات الرياضية ، فاتحاد الكرة المقبل يجب أن يندمج مع الوضع الرياضي العام ولا ينفرد بتوجهاته وقراراته إذا ما أراد أن يحظى بعلاقات طبيعية غير متواترة مع الأولمبية والوزارة وغيرهما، فمن غير المعقول أن يتواجد د.شامل كامل في بغداد ويتجوّل في شوارعها ويرتاد المقاهي مع الأصدقاء ويتلذذ الكرم البغدادي في أشهر مطاعمها من دون أن يبادر اتحاد الكرة للتنسيق مع الوزارة والأولمبية والعلم بأجندته ضمن إطارها العام بعيداً عن التفاصيل.
من الخطأ بقاء د.شامل كامل في الاتحاد يومياً وكأنه موظف عادي في مقرّه ،كان يفترض بذل أقصى درجات الحرص وإبلاغه بحدود تحركه داخل الفندق المخصص لإجراء الانتخابات فقط وعدم اختلاط أي مرشح أو عضو هيئة عامة به ، ويكون لقاؤه حصرياً بأعضاء اللجنة العليا المنظمة للانتخابات حتى يفضّ المؤتمر الانتخابي عملية التصويت ويعود الرجل آمناً إلى ماليزيا كما زارنا بأمان.
اللهم اشهد أني بلغت ، فهل من مُجيب لما سألت ؟!
الرصاصة في رأس الكرة
[post-views]
نشر في: 19 إبريل, 2014: 09:01 م