بغداد ، بعد سنتين وبحسب تقارير هيئة الاستثمار، ستشهد افتتاح عشرات المولات في أحياء متفرقة من العاصمة ، وستحتوي المراكز التجارية على مطاعم وصالات العاب للأطفال ، وقاعات عرض سينمائي ، فضلا عن المحال المتخصصة بعرض أنواع البضائع ، وعلى القاعدة السائدة في العراق في منح المتنفذين تسهيلات استثمارية ، لتسخير جهودهم في تنمية الاقتصاد الوطني ، وتقديم افضل الخدمات لأبناء شعبهم ،سيمتلك المراكز التجارية أشخاص مرتبطون بجهات حزبية قريبة من صانع القرار ،والمطعم العائم بنهر دجلة في منطقة الجادرية سجل باسم برلماني سابق ، يبدو انه ترك العمل السياسي وتوجه الى الاستثمار ، عسى ان يكون واحدا من كبار رجال الأعمال في العراق .
حركة بناء المولات مستمرة ، وبغداد التي كانت معروفة سابقا بكثرة مقاهيها ، وروادها من العاطلين عن العمل ، او الموظفين المفصولين من وظائفهم لأسباب سياسية ، ستكون على موعد لاستقبال مظهر حضاري جديد بفضل جهود الخيرين المستثمرين الجدد أصحاب القدرة في الحصول على العقود والتسهيلات من الجهات المختصة ، فيما رجال الأعمال العراقيون المقيمون في الخارج ،يواجهون جملة عقبات تعرقل رغبتهم في إقامة مشاريع استثمارية في وطنهم على الرغم من إعلان المسؤولين في اكثر من مناسبة حرصهم على استقطاب رؤوس الأموال العراقية المودعة في الخارج ، ولكن واقع الحال المتمثل بالإجراءات الروتينية ، والتشريعات السابقة ، لم تشجع مستثمرا واحدا على خوض المغامرة ، في ظل أوضاع أمنية مضطربة في اكثر من مدينة عراقية .
رجال أعمال عراقيون مقيمون في الإمارات ، وصلوا الى مدينتهم الناصرية في نهاية العام 2007 للاتصال بالمسؤولين المحليين وبحث إمكانية إقامة مشاريع استثمارية في المدينة ذات طابع خدمي ، وفي يوم اللقاء ، بمنزل شخص معروف بالمدينة ، أغلقت الشوارع وانتشرت عناصر الحماية ، فابدى الضيوف استغرابهم من الإجراءات المشددة ، فاخبرهم مسؤول محلي ان الأمر طبيعي ويأتي في اطار اتخاذ التحوطات الأمنية لإحباط اية محاولة اعتداء ضد أعضاء مجلس المحافظة ، ولم يسفر اللقاء عن اي اتفاق لتنفيذ مشاريع خدمية ، لان رجال الأعمال ، عندما شاهدوا الأعداد الكبيرة من عناصر الحماية ، ادركوا بان الوضع الأمني لا يوفر بيئة استثمارية.
في سوق شعبي بجانب الكرخ ، اتخذت السيدة المعروفة باسم "زعيلة" من الرصيف مكانا لبيع السمك ، زوجها مصاب بعوق اثر حادث تفجير ، وابناؤها الثلاثة عمال بناء ، تتعرض يوميا لتهديد موظفي البلدية ، تقدمت بطلب للحصول على "كشك " كغيرها من الباعة ، ومازالت تنتظر الموافقة الرسمية ، لترويج معاملتها منذ اكثر من سنتين ،ونصحها احد الباعة بتقديم طلب "استرحام" يكتبه "عرضحالجي" صاحب موهبة كبيرة في إثارة مشاعر وعواطف المسؤول ليمنح بائعة السمك جناحا في احد مولات بغداد ، وليس من المستبعد ان يطلق صاحب المركز التجاري اسم "مول زعيلة" على مشروعه الاستثماري الجديد ، بوصفه اسما شعبيا يستقطب اهتمام الزبائن .
مول زعيلة
[post-views]
نشر في: 19 إبريل, 2014: 09:01 م