اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > المياه السوداء.. قصة لا تصدق لكنها حقيقية

المياه السوداء.. قصة لا تصدق لكنها حقيقية

نشر في: 20 إبريل, 2014: 09:01 م

القسم الأول   منذ سنوات طويلة كتبت عن الجن والأشباح والبيوت المسكونة وغيرها من الأمور الغيبية التي تعجز الحواس عن إدراكها. وأنا بصراحة لا آخذ الكثير من هذه القصص على محمل الجد , هي بالنسبة لي لا تعدو عن كونها ضربا من ضروب التسلية والترفيه. غير

القسم الأول

 

منذ سنوات طويلة كتبت عن الجن والأشباح والبيوت المسكونة وغيرها من الأمور الغيبية التي تعجز الحواس عن إدراكها. وأنا بصراحة لا آخذ الكثير من هذه القصص على محمل الجد , هي بالنسبة لي لا تعدو عن كونها ضربا من ضروب التسلية والترفيه. غير أني ومن باب احترام الذات , أحاول دوما أن أذيل هذه القصص بتفسير منطقي للقضايا التي أكتب عنها , أو أن أعرض آراء المشككين , تاركا القرار النهائي في تصديق وتكذيب القصة لحصافة وحكمة القارئ الكريم. لكني وعلى غير العادة أجد نفسي في حيرة كبيرة من أمري في ما يخص القصة التي أروم الكتابة عنها الآن , لأنها ببساطة لا تخضع لأي منطق. هي من نوع القصص التي تزيد من حيرتك وإرباكك كلما تعمقت في تفاصيلها أكثر. ولعلني اليوم أحوج ما أكون إلى رأيك عزيزي القارئ.. لعلنا معا نتوصل لرأي معقول يفسر ملابسات قصتنا الغريبة التي تنطلق أحداثها من غرف النزلاء في فندق ضخم وقديم ينتصب كديناصور محتضر على جانب أحد الشوارع العريضة في لوس أنجلوس الأمريكية. اسمه فندق سيسل , ويمكن تمييزه بسهولة من خلال إعلان أحمر عملاق يعلو جانبه الأيسر. كان يعد واحدا من أرقى وأجمل فنادق المدينة في غابر الأيام , لكن تعاقب الملمات والسنين , وتراكم المشاكل المالية , وزيادة المنافسين , كل ذلك حول الفندق ذو الواجهة الكلاسيكية إلى مبنى منسي يؤجر غرفه السبعمئة لأولئك الباحثين عن سكن رخيص لا يخلو من بعض الأبهة.
المياه السوداء 
في شهر شباط 2013 , لاحظ بعض نزلاء فندق سيسل بأن مياه الحنفيات في غرفهم أصبحت ذات لون أسود وطعم غريب ورائحة نفاذة. أحد النزلاء وصف تلك المياه قائلا:"كان طعمها في غاية الغرابة.. طعم تعجز الكلمات عن وصفه". فيما قالت نزيلة أخرى:"الاستحمام كان تجربة مروعة , عند فتح الصنبور كانت المياه تأتي سوداء لحوالي ثانيتين ثم تعود بالتدريج إلى لونها الطبيعي".
الغريب في الأمر , أن هؤلاء النزلاء لم يشتكوا فورا لإدارة الفندق واستمروا باستعمال تلك المياه السوداء لحوالي أسبوعين ظنا منهم بأن الأمر طبيعي. لكن أخيرا في 21 شباط / فبراير اتصل أحدهم بإدارة الفندق وتذمر من طعم المياه الذي أصبح لا يطاق , فأرسلت الإدارة أحد عمالها لتحري المشكلة , وقاد هذا الأمر سريعا إلى اكتشاف مروع جعل النزلاء يتقيأون ما في بطونهم من شدة التقزز , ففي أحد خزانات المياه الأربعة الضخمة التي تعلو سطح الفندق تم اكتشاف جثة متحللة تعود لنزيلة شابة تدعى إليسا لام – 21 عاما – كانت قد اختفت عن الأنظار منذ حوالي ثلاثة أسابيع. 
 
رجال الإطفاء واجهوا صعوبة كبيرة في إخراج الجثة..
تصور عزيزي القارئ.. ثلاثة أسابيع والنزلاء يشربون ويغسلون وجوههم وأسنانهم ويستحمون بـ"حساء"جثة متحللة بالخزان!.. أحد هؤلاء النزلاء تحدث عن صدمته قائلا:"في اللحظة التي اكتشفنا فيها الأمر شعرنا فورا بالغثيان وبعدم راحة في المعدة , خصوصا ونحن كنا قد شربنا من ذلك الماء. حاليا نحن نمر بحالة نفسية سيئة".
القصة أثارت استغراب الناس عندما نشرت الصحف تفاصيلها لأول مرة , وراح الجميع يتساءلون: ما الذي تفعله جثة هذه الفتاة الشابة في خزان المياه بحق السماء؟! 
محققو الشرطة وضعوا فرضيتين للإجابة على هذا السؤال , الأولى ترى أن إليسا لام تعرضت للقتل في مكان ما من الفندق ثم حملت جثتها للسطح وألقيت في الخزان. أما الفرضية الثانية فتميل إلى كون إليسا ماتت منتحرة , وهي الفرضية التي رجحت كفتها بالنهاية خصوصا وأن تقرير الطبيب الشرعي لم يظهر وجود أي آثار للعنف على الجثة. وساهم تاريخ إليسا الطبي في تقبل فرضية الانتحار , فهي بحسب السجلات كانت تعاني مما يعرف باختلال ثنائي القطب , وهو مرض نفسي يتميز بفترات من الكآبة الشديدة تتخللها نوبات من الابتهاج غير الطبيعي الذي يمكن أن يؤدي بالمريض للقيام بأعمال تتسم بالتهور والطيش والخطورة. 
 
إليسا لام مع والدتها وشقيقتها في كندا..
لكن فرضية الشرطة حول انتحار إليسا لام أثارت امتعاض الكثيرين لأن هناك العديد من العيوب والثغرات التي تشوبها. فمن أجل الوصول لسطح الفندق كان على إليسا أن تجتاز بابا مزودا بجرس ونظام إنذار , وحتى لو افترضنا بأنها تجاوزت ذلك الباب من دون أن ينتبه لها أحد فإن الوصول إلى الخزانات بحد ذاته ليس بالأمر السهل , فهي تقع في مكان قصي من السطح , يتطلب التسلق نزولا وصعودا , وفوق هذا كله يوجد قفل على غطاء كل واحد من تلك الخزانات الأربعة الضخمة. كما إن الجثة كانت عارية ساعة العثور عليها , ولم يتم العثور على أية ملابس بالقرب من الخزانات , فهل صعدت إليسا إلى السطح وهي عارية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أحمد الهاشم

    إستاذي الفاضل يوم كانت الحياة لا تخلو من الجن والاشباح , كان الناس عموما يتحلون بالإنسانية , وحين تعبقر الجن البشري في الشيطنة والحيلةوالمكر, تركت الجن والاشباح مهمتها للجن الجديد , وحين يكتشف العلم السبب في موت اليسايبطل العجب .

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram