تروي هذه التقارير بضعة فصول من تاريخ العائلة الهاشمية المالكة في العراق. التقرير الاول، يتحدث عن آخر احتفال بعيد ميلاد الملك غازي، قبل مقتله بوقت قصير. يشير التقرير الى تصرف اقدم عليه غازي في جملة تلك التصرفات التي جعلته شخصية محبوبة لدى الجماهير العراقية خصوصا والعربية عموما. التقرير الثاني، يتحدث عن غازي وفيصل، وعبد الاله.
يشير هذا التقرير الى بعض الثغرات في حياة غازي: فصل غازي من مدرسة "هارو" البريطانية. وان تجنب التقرير توضيح ذلك بصورة صريحة، تعاطيه المشروب بكثرة وغير ذلك من الم سالك التي اضعفت مكانته في الاوساط الشعبية، والسياسية، في العراق على الرغم من الاعجاب بشجاعته ونزعته القومية الصريحة. ولم يكن البريطانيون وحدهم يهتمون بسلوك الملك الشاب ويتابعون تصرفاته... بل كانت هذه المسألة ايضا موضع اهتمام قادة حركة القومية العربية في العراق. فالعقيد الركن صلاح الدين الصباغ، يقول في كتابه "فرسان العروبة في العراق": "تذكرت كيف انصرف غازي الى اللهو لما اعتلى العرش وكيف مقت ياسين الهاشمي لانه كان يرشده الى الخير، ثم تذكرت كيف ثاب غازي لرشده في الاشهر الاخيرة، فاذا بالملك الشاب يتعطش لما فيه خير العرب ويطمح لتحقيق الوحدة العربية". ولم يمهل الزمن "غازي" فقتل في حادث السيارة، وقيل انه ذهب ضحية مؤامرة بريطانية بسبب عناده السياسي. ولم يكن من مجال للتحقق من الامر، خصوصا وان الفئة الحاكمة، انتقلت الى مواجهة مهمات تثبيت ولاية فيصل الثاني على العرش واختيار الوصي. فالحكومة قررت اختيار عبد الاله، ولكن بعض رجال السياسة مالوا الى انتخاب الامير زيد. ويبدو ان الامر حسم لما مال الجيش الى "تعيين عبد الاله وصيا"، كما قال العميد طه الهاشمي في مذكراته، "لانه خال الملك واخو الملكة وميله الى الرياضة والصدق والفقه، ووقاره ورزانته، وعدم شيوع ما يمس بسمعته". الاحتفالات بمناسبة عيد ميلاد الملك غازي اضافة الى العرض العسكري الذي جرى في "الادهمية" اقيمت احتفالات شعبية في جميع انحاء البلاد، وافخم الاحتفالات تلك التي اقيمت في البصرة. وفي بغداد اقيم في قاعة الامانة العامة احتفال اعد بعناية واتقان حضره الوزراء ورجال السلك الدبلوماسي، وعدد من اعيان العراق ومن الزوار الاجانب. بهذه المناسبة، اذاع الملك رسالة شخصية الى شعبه، قال فيها ان الوطن اجتاز مرحلة دقيقة، ولكنه واثق من تأييد الشعب، والجيش، له وللحكومة لكي تتمكن من الاضطلاع بتنفيذ الاصلاحات الواسعة المرجوة في المستقبل. انهى الملك خطابه باشارة الى احوال "الاشقاء العرب في الاقطار الاخرى"، مستشهدا باوضاع فلسطين، الكويت، وسوريا كاقطار تناضل من اجل تحقيق اهدافها القومية وتحتاج الى دعم العراق (غير المحدد). وعلى الرغم من ان هذه الاشارة الاخيرة جاءت في حديث الملك الاذاعي، وعلى ان الملك اضاف هذا المقطع الى خطابه مع انه لم يكن موجودا في نص الرسالة الاصلي. من استخبارات سلاح الجو الملكي البريطاني التاريخ: نيسان (ابريل) 1939 الرقم: FO371/23213 بضع معلومات وملاحظات حول سيرة العائلة المالكة (الهاشمية في العراق) جلالة الملك الراحل غازي الاول ولد الملك غازي، نجل فيصل الاول ملك العراق، في مكة في الخميس من 21 اذار (مارس) 1912، (2 ربيع الثاني 1330هـ)، وخلال ايام الولادة كان والده الامير فيصل غائبا في عسير يقمع حركة مسلحة قامت هناك، وتيمنا بنجاح ابيه في هذه المهمة، سمي المولود الجديد "غازي". نشأ غازي في كنف جده الملك الراحل حسين في الحجاز، ولكن وفقا لتقاليد العائلة الهاشمية ارسل اثناء حداثته لكي يقيم فترة من الزمن عند احدى القبائل العربية حتى يتعلم في اجوائها العربية السليمة، ولكي يتعود على العادات والتقاليد العربية وحتى "يخشوشن" ويتعود على الحياة الصعبة. ترك الحجاز لكي ينضم الى والده في العراق في نهاية عام 1924، واقيم له استقبال حافل عند وصوله الى بغداد. ارسل عام 1927 الى انكلترا حتى يتعلم الانكليزية على يد مدرس خاص قبل ان يلتحق بمدرسة هارولكي يتلقى علومه العامة. قضى في هارو زمنا قصيرا. كان غازي كبيرا في السن بالمقارنة مع زملائه الطلاب الاخرين، وكان مشبعا بحب العربي للحرية، ولذلك لم يألف الانضباط المدرسي المتبع عادة في المدارس الانكليزية العامة... وهكذا ترك المدرسة بعد فترة قصيرة. عند عودته الى العراق ادخل الكلية العسكرية العراقية كطالب فيها... في مطلع عام 1932، اعطي رتبة ملازم ثان في الجيش العراقي، وعين برفقة والده. عندما زار الملك فيصل الاول بريطانيا في صيف 1933، عين غازي وليا للعهد. خلال هذه الفترة في شهر آب (اغسطس) وقعت مجزرة الاشوريين، حيث اظهر الامير غازي مزيجا من الضعف ومن الرغبة في اكتساب الشعبية. طيشه اثار استياء والده، ولكنه اكسبه تعاطف القوميين العرب ومهد الطريق لانقلاب بكر صدقي في 1936. عندما توفي والده في وقت دقيق وبشكل مفاجئ في ايلول (سبتمبر) 1933 خلفه غازي على العرش واتخذ لنفسه لقب غازي الاول. في كانون الاول (ديسمبر) من العام نفسه اقترن بابنه علي ملك الحجاز الاميرة "عالية". رزق الاثنان بطفل في 20 ايا
ملحق ذاكرة عراقيةفي وثيقة لاستخبارات الطيران البريطاني عن الهاشميين في العراق: غازي خيب أمل الرعية وم
في وثيقة لاستخبارات الطيران البريطاني عن الهاشميين في العراق: غازي خيب أمل الرعية وم
نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:23 م