TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من تاريخ الحركة الاشتراكية في العراق: كامل الجادرجي ..والمذكرة الاشتراكية

من تاريخ الحركة الاشتراكية في العراق: كامل الجادرجي ..والمذكرة الاشتراكية

نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:25 م

عبد الرزاق مطلك فهد المعروف أن حركة الأهالي بدأت بتكتل بعض الشباب العراقي الذين يدرسون في بيروت ثم طوروا الفكرة في العراق فكونوا جماعة الأهالي التي كانت تتكون من : عبد الفتاح ابراهيم – عبد القادر اسماعيل - حسين جميل- محمد حديد- خليل كنه... ومنحوا صحيفة عام 1930 سموها (الأهالي)
 ثم أنضم لهم كامل الجادرجي عام 1933. ولابد من العودة قليلاً لتفصيل تاريخ حياة الجادرجي قبل هذه الفترة كي تتكون لنا صورة واضحة عن تاريخ الحزب. ولد الجادرجي في بغداد عام 1897 من أسرة عراقية غنية ذات أصل تركي وقد كان والده أميناً للعاصمة. اكمل الجادرجي مراحل الدراسة النهائية الثانوية في بغداد. ثم درس الطب في تركيا ولكنه قطع دراسته وعاد الى بغداد عام 1922 ودخل مدرسة الحقوق( ). وفي اثناء دراسته عين موظفاً في ديوان محافظة بغداد التي يرأسها عديله ناجي شوكة، ثم نقل الى مدينة الحلة ولكنه رفض وأستقال لمواصلة دراسته –ثم أختاره الهاشمي وزير المالية سكرتيراً خاصاً له أكراماً لوالده رفعة الجادرجي وتقديراً لأخيه رؤوف الجادرجي وزير العدلية. وكان الهاشمي يحاول تجميع الشباب حوله أذ كان يقود المعارضة في البرلمان، فشجع الجادرجي على ترشيح نفسه للأنتخابات لمنطقة محافظة الدليم –وساند وزير الداخلية (رشيد عالي) هذا الترشيح بأن سافر بنفسه الى المحافظة المذكورة لأسناد هذا الترشيح –وأصبح الجادرجي نائباً- الا ان المجلس حل في خلال شهر ونصف. وعندما ألف الهاشمي (ياسين) حزب الأخاء أنضم الجادرجي أليه فأختاره عضواً في اللجنة العليا للحزب التي تضم: رشيد عالي الكيلاني- حكمت سليمان- علي جودة- محمد رضا الشبيبي( ). وتولى الجادرجي مسؤولية جريدة (الأخاء الوطني)، وأصبح المدير المسؤول لها. وقد تميزت هذه الفترة من حياة الجريدة بعنف الحملات الصحفية التي شنتها جريدة الأخاء على وزارة نوري السعيد الأولى بعد ان صدقت المعاهدة وأجرت الأنتخابات النيابية لجمع مجلس يبرهما، فهاجمت سياستها، وقد كتب الجادرجي في 28/8/1931 مقالاً بعنوان (معنى السيادة في عصر الديمقراطية) تحدث عن النظام الملكي منذ ان كانت الملكية تمارس استبدادا باسم نظرية الحق الألهي، حتى اضطرت بعد قيام الثورات الدامية والأنقلابات العنيفة الى التنازل عن تلك الأمتيازات. وقد أقيمت على الجادرجي ثلاث دعاوى بسبب مقالات صحيفة الأخاء وقدم الى المحاكم . وحينما عين عضو اللجنة العليا لحزب الأخاء –رشيد عالي الكيلاني رئيساً للديوان الملكي عارض الجادرجي باعتبار ان ذلك يخالف قرارات الحزب بهذا الخصوص، وقد أستقال من مسؤولية الصحيفة ومن عضوية اللجنة العليا- وأن بقي عضواً في الحزب- وحينما لم يرشحه الحزب في قائمته الأنتخابية في عهد وزارة ناجي شوكة أسرع الجادرجي وقدم أستقالته من عضوية الحزب في 7/12/1933 وأشتغل محامياً وفتح له مكتباً قريباً من مكتب أدارة جريدة الأهالي –وكان الجادرجي يرى في الأهالي ما يقارب آراءه فانضم للجماعة عام 1933. وقد سعت هذه الجماعة لتكوين هيئة غير سياسية سميت (جمعية السعي لمكافحة الأمية) وأنضم لهذه الجمعية جعفر ابو التمن بعد أن ترك الحزب الوطني وأعتزل السياسة- ثم بدأت جماعة الأهالي بالتفاوض مع ابي التمن لتكوين جمعية سرية سياسية على أساس الشعبية. وقد كانت هذه الجماعة قد اتفقت قبل مدة من تكوين جمعية (السعي لمكافحة الأمية) على مبادئ معينة تثبت كرؤوس أقلام ثم وزعت بصورة سرية على كثير من الشباب، الى ان أصبحت فيما بعد أساساً لبرنامج (جمعية الأصلاح الشعبي) وقد أطلع ابو التمن سراً على تلك النقاط ودرسها فقبل تأليف الجمعية على أسس (الشعبية)، وأدخل الجادرجي جماعة من الشخصيات البارزة للجمعية منهم حكمت سليمان ونصرة الفارسي( ). وقد أصدرت الجمعية برنامجاً لها كتبه عبد الفتاح ابراهيم سمي " بالشعبية" وقد عرف البرنامج مفهوم الشعبية بأنه "وجهة نظر معينة تجاه المشاكل التي تجابه المجتمع في نواحي حياته المختلفة" ومن مبادئ هذه الشعبية : 1. وجود دولة ذات سيادة وان تكون دستورية ديمقراطية. 2. أن تكون لهذه الدولة خطة أقتصادية معينة تضمن سير الحياة الأقتصادية. 3. أن تؤمن الدولة سيطرتها الأقتصادية على الصناعات المهمة –وترك للأفراد حرية القيام بالصناعات الصغيرة والمهن الحرة. 4. تمتلك الدولة كافة المصالح العامة : السكك الحديد- البواخر- مشاريع الكهرباء- والترامواي. 5. توزع الدولة الأراضي الأميرية على الفلاحين –وضريبة الأرض تصاعدية. 6. تهيئ الدولة الأعمال للأفراد – دون الضرر بجسم العامل ومعنوياته. 7. تقوم الدولة بتأسيس البنوك. 8. في التعليم: الأبتدائي مجاناً- ومكافحة الأمية – تأسيس مكتبات عامة- تأسيس دور سينما وتمثيل – تنمية الروح الرياضية. 9. تأسيس المستشفيات ودور الولادة والحضانة. 10. أيجاد سكن صحي . 11. السعي لتحرير المرأة مع الأحتفاظ بالنظام العائلي( ). أن ادخال حكمت سليمان للجمعية والذي أدخل معه بكر صدقي بعد ذلك قد أثار استياء عبد الفتاح ابراهيم (وقد فصلت ذلك في الفصل الرابع). بالأضافة الى اختلاف عبد الفتاح ابراهيم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram