فاخر الداغري تحتفظ الذاكرة العراقية السياسية والاجتماعية والمهنية منها ألموثقه تأليفا في كتب من كتاب عراقيين أو المنشورة في صحف ومجلات يومية وشهرية والمحتفظ بها كأرشيف شخصي تحتفظ بصفحات مشرقة سجلتها المرأة العراقية وبحضور مبكر في الوجود إلى جنب الرجل وقد تبلورت المشاعر الوطنية عندها الأمر الذي أدى بها لتمارس دورها في بناء الحياة كحق مشروع لها ممارسته
كفلته القيم الحضارية التي أمنت بها ... فهي معنية بالرد على التخلف الذي نال منها كثيرا وأقعدها ردحا من الزمن بين الجدران الأربعة وكأنها أسوار سجن تمنعها من الحياة العامة وقد تحمل الرجال وزرا كبيرا من خلال موقفه السلبي تجاهها وإصرارها على أن تبقى حبيسة بين أربع جدران فهي معنية بالإنجاب وتقديم الخدمات لعائلتها في المطبخ وإدارة البيت ليس إلا من وجهة نظره ومن اللافت للنظر أن العراقية ظهرت على صعيد الشارع السياسي مقدامة تشترك في تظاهره وطنية كبرى وكان ظهورها من الناحية التاريخية مبكرا جدا حين شاركت امرأة بغدادية لم تذكر أدبيات ثورة العشرين في بغداد اسمها بل ذكرتها بصنفها الأنثوي مشاركة في تظاهرة وطنية اجتازت شارع الرشيد عند تشييع الشهيد ( حسن النجار ) المعروف ( بحسن الأخرس ) الذي قتله الانكليز الذين كانوا يحاصرون جامع الحيدر خانة بمصفحتين محملتين بالجنود والمهيأتين لضرب الجماهير المحتشدة في جامع الحيدر خانة لإحياء ذكرى مولد النبوي الشريف إبان فترة الغليان السياسي حيث كانت نهايات المولد النبوي تتحول إلى تظاهرة صاخبة تطالب بالاستقلال الوطني وكان المرحوم الملا عثمان الموصلي يسهم في أحياء هذا المولد ويدعو في ختامها إلى الثورة ضد الانكليز والمطالبة بالاستقلال مع القصائد الحماسية للشاعر محمد مهدي البصير . لقد تحول تشيع حسن الأخرس إلى تظاهرة وطنية كبرى وبحماس لاهب واستقطاب جماهيري منقطع النظير حيث استثمر هذا التشييع استثماراً وطنياً كان للجراوية البغدادية حضورها المتميز وحضور المرأة لأول مرة وهي تهتف مع المشيعين بسقوط الاستعمار البريطاني ملوحة بعباءتها كبيرق يخفق فوق أعلى سارية في 24/5/1920 . وعلى الصعيد المهني ومن باب شدازر الرجل والوقوف إلى جانبه في توفير دخل يومي للعائلة كانت السيدة زوجة المصور الأهلي الثانية هي أول مصورة فوتوغرافية محترفة تلتقط الصور للنساء في استديو زوجها المصور عبد الرحمن خلال عامي 1931 – 1932 . وكانت الآنسة صبيحة الشيخ احمد الداود أول طالبة عراقية دخلت كلية الحقوق التي تأسست سنة 1908 كبديل لمكتب الحقوق العثمانية . وكان ذلك عام 1936 وتخرجت كأول عراقية تحمل اسم الخريجة الأولى مارست بعدها المحاماة كأول محامية في تاريخ القضاء العراقي . وفي قيادة السيارات كانت السيدة أمينة علي صائب أول سيدة عراقية تحصل على إجازة قيادة المركبات عام 1936 حيث بدأت قيادة سيارتها الـ B.B فورد في شوارع بغداد . اما أول سيدة سافرة فهي السيدة ماجدة الحيدري عقيلة السيد رؤوف الجادرجي التي دخلت المستشفى عام 1933 لإجراء عملية استئصال الزائدة الدودية وكانت خائفة من إجراء العملية فنذرت ان تسفر عن وجهها أذا نجحت العملية وان تخرج من المستشفى وهي سافرة وتكللت العملية بالنجاح فاعتبرت أول سيدة عراقية مسلمة تعلن السفور كظاهرة حضارية . وأول صيدلانية مارست العمل الحر في بيع الأدوية لطالبيها هي الصيدلانية جوزفين برجوني التي تخرجت في كلية الصيدلة عام 1940 والى جانبها زميلتها رحيمة يوسف فهما أولى عراقيتين دخلتا كلية الصيدلة و الكيمياء . و في كلية الهندسة كانت الآنسة جوزفين غزالة عام 1950 أول خريجة عراقية بهذه الشهادة التي كانت حكراً على الرجال فقط وأول مذيعة عراقية هي الآنسة فكتوريا نعمان عام 1943 وفي عام 1947 كانت الآنسة لطيفة صالح أول مأمورة تلفون في بدالة بغداد . وتحمل الفنانة ازادوهي صموئيل صفة أول فتاة تتخرج في قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة وأول عنصر نسائي ينتمي إلى فرقة المسرح الفني الحديث وختاماً تبقى المرأة النصف الثاني الذي يكمل مسيرة الحياة دائماً .
العراقيات الأوائل
نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:28 م