TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اللهم ارفع هذه "الچدمة"

اللهم ارفع هذه "الچدمة"

نشر في: 22 إبريل, 2014: 09:01 م

"الچدمة"، هي كتلة أيضا تضم جمعا من الحصى والإسمنت اليابس وقد يضاف لها اشياش او أسياخ حديد. وتختلف "الچدم" عن بعضها من حيث الحجم والشكل والوزن. بعض يمكن التخلص منه بسهولة اذ يمكن إزاحتها بجرة "كرك"، ونوع تحتاج الى "قزمة" لتكسيرها. وقد تأتيك "چدمة" يصعب حتى على "الطخماخ" تفتيتها. واشدها تلك التي تحتاج الى "شفل" يناطحها او الى "كرين" مستورد ليحركها من مكانها. حتى صغار "الچدم" فيها من هي "مشندخة" تدميك حال لمسها وأخرى ناعمة لا تحس بها الا حين تعثر بها.
لم اكره شيئا بحياتي مثلما اكره "الچدمة". لي معها ذكريات مرة منذ الطفولة. اذكر اننا كنا نتسابق في أيام الابتدائية بعد انتهاء الدوام كي نصل بيوتنا بأسرع وقت، وكنت، يومها، ألبس حذاء من نوع "باتا" الأبيض. حظّي التعس أتى بها في طريقي فاصطدمت بها لتمزق الحذاء وتكسر إبهام قدمي لتحولني الى "عروجة تيتي" بين الأطفال. أبچي والجهال تضحك.
ثم كرهتها اكثر واكثر يوم كنت، في أيام طفولتي أيضا، احضر مجلس ملا عباس في عاشوراء. كان يتحدث عن بطولة الإمام العباس وكيف انه فكر بحفر بئر ليستخرج منه الماء ليسقي عيال أخيه الحسين. ما زلت أتذكر الملا ودموعه تمثل أمامي وهو يقول: وبينما كان الإمام يحفر البئر ولم يبق أمامه الا القليل كي يصل الى الماء، طلعتله "چدمة"! لم اسكب دمعا على فقدان ولدي أو ابي أو امي مثل ذلك الذي سكبته بسبب تلك "الچدمة" التي أعاقت أبا الفضل عن أداء مهمته.
بس يا جماعة كلها تهون. لكن ان تأتيك "چدمة" من النوع الثقيل جدا وتجثم على صدرك ثماني سنوات عجاف، وصاحبها يصيح "ما أنطيها"، شلون تهوّنها يبنادم؟ ما يحلها غير الحلاّل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. اأبو سعد

    لكن ان تأتيك چدمة من النوع الثقيل جدا وتجثم على صدرك ثماني سنوات عجاف....وجان اللي كبلها جدمه عمرها 40عام وصارت حياتنا كلها جدم مثل شوارعنا..!

  2. زياد

    رقم 8 صار رقم نحس العراق والعراقيين بدون منازع فالحرب العراقية الايرانية استمرت 8 سنوات وحرب دولة اللاقانون والعراقيين استمرت 8 سنوات متمنين انتهاءها كما تلك الحرب ولم يجني العراقيين في هذه الحربين سوى الموت والدمار ولماذا نحارب ولماذا نموت لانعرف.

  3. ابو سجاد

    بس اكو جدم صحيح ضلت بمكانها وماكدرنا نزيحه من طريقنا لكن صدقني كانت جدمة بالساحة التي نلعب بها طوبة يوميا نتبول عليها قبل اللعب وبعد اللعب وابحت لنا مرحاض ثابت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram