تحية وبعد؛
أنا على يقين بأنكما تعلمان، أكثر مني ومن غيري، بان هناك عرفا او اتفاقا بان يكون رئيس وزراء العراق من الكتلة الشيعية الإسلامية، وان لم يرد ذلك صراحة في الدستور.
وان كنا ننتقد أداء ائتلاف دولة القانون بإدارة شؤون الحكم ولدينا في ذلك أسباب مسهبة في الطول، لكن هذا لا يمنع من ان نؤشر بان الطريقة التي يخوض بها حزب الدعوة، قائد ائتلاف دولة القانون، حملته الانتخابية اليوم هي أكثر وضوحا من غيرها. الوضوح اقصد به بالتحديد انه الائتلاف الوحيد الذي من الآن حدد من سيكون مرشحه لرئاسة الوزراء وهو السيد نوري المالكي. أما أنتما فلا الشعب ولا نحن ندري من هو مرشحكما، او مرشحيكما، لذلك المنصب.
في اغلب الدول الديمقراطية، ولنأخذ منها بريطانيا مثلا، يعرف الشعب مقدما حين يختار حزبا معينا في الانتخابات من سيكون مرشحه لرئاسة الوزراء.وشخصية رئيس الوزراء ومقدار فهمه يحددان مصير البلد بأكمله. بكل ود أحيلكما لمقالة مهمة للقاضي والخبير القانوني رحيم حسن العكيلي تؤيد أهمية هذا المنصب للعراق بالذات. هذا رابط: http://thejusticenews.com/?p=26544
الصراحة لا بد منها في هذه الأيام الانتخابية المصيرية. ومن هذا المنطلق أصارحكما بان تجنبكما الإعلان عمن ترونه صالحا لرئاسة الوزراء من كتلتيكما، قد يوحي للناس بأنكما عاجزان عن إيجاد بديل للمالكي. وان كان هناك من استهجن او سخر بترديد الناس للمثل الشائع "شين التعرفه احسن من زين الما تعرفه" فاني شخصيا أجده صحيحا وموضوعيا. وهذا ما سيزيد من حظوظ ائتلاف دولة القانون بالفوز. يا سادة يا كرام ان الناس "لا تشتري سمج بالشط" ولا تراهن على المجهول.
ان من اهم أسباب حصول القائمة العراقية على اعلى المقاعد في الانتخابات الماضية هو ان الناس كانت تعرف ان مرشحها لرئاسة الوزراء هو السيد إياد علاوي. عجبي أنكما لم تضعا تلك النتيجة أمام أعينكما اليوم. وحقا استغرب من تجنبكما ذكر من ترشحانه لرئاسة الوزراء.
الفرصة ما زالت متاحة والانتخابات لم تبدأ بعد. وليس صعبا عليكما اليوم تدارك هذه الثغرة وإعلان من ستقدمانه لقيادة البلد في حالة نجاحكما في تشكيل التحالف او الكتلة الأكبر. محزن ان أجدكما تخوضان المعركة الانتخابية وأنتما أعزلان من سلاح نجح منافسكما او لنقل خصمكما السياسي، بتجهيزه وحمله بنجاح.
أيها الفاضلان: أتمنى ان لا أغيظكما بقولي ان كل الكتل التي تدخل السباق الانتخابي اليوم تضم الطالح والصالح. واعتبارات الاختيار نعرف انها لم تسلم من اعتبارات وحسابات وأهواء شخصية، ونحن ولد الكريّة. أسماء كثيرة اختيرت بسبب امتلاك صاحبها لفضائية او أموال او انه ابن عم او ابن خالة فلان او فلانة. أقول للسيد عمار الحكيم بالذات، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ان في إحدى قوائمكم عشرة مرشحين لا اعتراض لي عليهم كمواطن،لكن فيهم واحدا اعرفه مزورا ومحتالا دوليا بالدليل، فهل سأنتخبكم بفعل العشرة الخيرين ام أعزف عن انتخابكم بسبب ذلك المزور؟ ومن يدري، فقد ترشحونه بعد فوزكم لرئاسة الوزراء؟
اختم قولي بان غياب مرشحكما لرئاسة الوزراء، مهما كانت أسبابه، سيضعف كثيرا من فرص التغيير التي تطمحان ونطمح لتحقيقها. الأمر لا يحتمل الباطنية. كيف يحتمل الناخب ان يظل اسم من سيكون مصير البلد بيده "حزورة"؟
تحياتي.
إلى السيدين مقتدى وعمّار: عـاجـل وهـامّ
[post-views]
نشر في: 23 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
سمية عامر
الكل يتذكر في الانتخابات البرلمانية السابقة اختلفوا مع بعضهم قبل الانتخابات وعندما فازت كتلة أياد علاوي أئتلفوا ثانية ليكونوا الكتلة الأكبر حتى ما ينطوها فهم أعداء متآلفين وسترى في الانتخابات القادمة سيأتلفون ثانية نيتهم مبيتة وسترى صدق ما أقول
أبو سعد
أحييك أبا أممجد لابد ان نعرف المرشح طالما البرنامج الانتخابي وطني شامل يحتاج الى استاذ في الاقتصاذ قبل السياسيه.
خليل النعيمي
التفاته وملاحة منطقية جدا فتوكلو على الله واختاروا باسرع وقت
جهاد
ما شاء الله شنو هل التحليل العجيب. بعد كل هذا الفساد وسقوط الدولة العراقية طيلة الثمان سنوات الماضية وضياع البلد والخدمات وإرجاع البعثيين وفدائيي صدام اللعين وتعويضهم بأثر رجعي بينما يتم أبعاد المجاهدين والمستضعفين ممن خاضوا غمار الجهاد طوال حكم الطاغية.
ابو سجاد
شكرا استاذ هاشم على تلك الملاحظات التي طالما تحدثنا بها مع مؤيدي المجلس والتيار ولكنهم لم يصدقوا مانقول بان مرشحين من قوائمكم نعرف عنهم كثيرا انهم مزورين ونصابين وارباب سوابق ومحترفين وليسوا هوات
حارث السعد
رحم الله والديك جبتهه من الاخير الجماعه ما كدروي يجيبون رئيس وزراء لحد الان