TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن الحرب في الأنبار

عن الحرب في الأنبار

نشر في: 23 إبريل, 2014: 09:01 م

14 مليون قذيفة و7 الاف نوع من الاسلحة جهزتنا بها الولايات المتحدة في غضون الاشهر الثلاثة الاخيرة لمساعدتنا في مواجهة تنظيم "داعش" وسواه من المنظمات الارهابية التي لم تزل مع ذلك تحتل مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى في محافظة الانبار، وتقاتل على مشارف العاصمة بغداد.
هذه الأرقام أفاد بها رئيس مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الاميركية في بغداد الميجور جنرال مايكل بدناريك في تصريحات صحفية أدلى بها أمس الاول (المدى برس). وتدرجت الذخائر في انواعها من اطلاقات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة الى قذائف دبابات وصواريخ هيل فاير، اما قطع السلاح السبعة الاف نوع من الاسلحة فاشتملت على بنادق ورشاشات وقاذفات صواريخ وقناصات.
الميجور جنرال بدناريك كشف أيضاً عن ان 140 دبابة ابرامز قد سُلمت الينا و68% منها، أي 95 دبابة، أصبحت جاهزة للعمل.
الولايات المتحدة ليست مصدرنا الوحيد للتسليح، فنحن – أقصد حكومتنا – نشتري الاسلحة والذخائر والمعدات الحربية من روسيا وبريطانيا والمانيا ودول اوروبية عدة اخرى، بل حتى من الجارة ايران، ولابدّ اننا تسلمنا في غضون الفترة نفسها من هذه الدول مجتمعة ما يعادل كمية الاسلحة والذخائر الاميركية.
طيب ما نتيجة هذا التسليح ولدينا قوات مسلحة يزيد تعدادها عن المليون؟.. موازنة الدفاع والداخلية فلكية .. لماذا لا نلمس أثراً لهذا كله؟.. كيف، مع كل هذه الموازنة وكل هذا الحجم والنوعية من التسليح، لا نستطيع أن نغلب تنظيماً إرهابياً لا يزيد تعداد عناصره عن بضعة آلاف؟
من أين لداعش هذه القوة الخرافية؟
من المفترض ان حكومتنا لديها الاجوبة على هذه الأسئلة الحارقة التي تدور على الالسنة. وشخصيا لا اعتقد ان داعش قوي. داعش يبدو قوياً لأننا ضعفاء.. هذا ما اعتقده أيضاً. الحرب، أية حرب، ليست سلاحاً وذخيرة وعديداً من الناس يتنكبون السلاح والذخيرة، فالحرب استمرار للسياسة بالوسائل العسكرية. من دون استراتيجية سياسية لا تكون الحرب حرباً وانما مغامرة.
الحرب الجارية في الانبار الآن ضد تنظيم داعش وغيره يبدو موقفنا فيها ضعيفاً، أو غير قوي، لانها ليست مسنودة باستراتيجية سياسية واضحة ومحددة تجعلنا جميعاً نعي تماماً أبعادها واهدافها ونتائجها.
منذ بدئها حتى الآن، لم تُصدر القيادة العامة للقوات المسلحة أو وزارة الدفاع أو سواهما بلاغات عسكرية عن سير العمليات الحربية الجارية .. ليس هناك سوى تصريحات المسؤولين العسكريين والأمنيين التي لا يبدو انها صحيحة وحقيقية تماماً، والدليل اننا لا نحقق الانتصارات بالمستوى الطيب الذي توحي به هذه التصريحات.
الحرب ضد داعش وسواه من التنظيمات الارهابية حرب وطنية يتطلع شعبنا الى كسبها وتحقيق النصر المؤزر فيها من أجل امنه واستقراه ومستقبله، لكن هذا لا يتحقق من دون استراتيجية سياسية، ولا بالتعمية واخفاء الحقائق والوقائع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. مواطن عراقي

    داعش وما ادراك ما داعش المسرحية الهزلية لتهريب قرابة الف وخمسمائة سجين من سجن ابو غريب والتي بطلها ابن الحجي نوري الذي اقال القائد المسؤول عن منطقة ابي غريب عشية عملية التهريب وعدم ارسال اية قوة من الجيش لاسعاف قوة حماية السجن الا بعد ستة ساعات من المواجه

  2. علي العراقي

    المهم استاذ علاء اننا نقاتل عراقيين من ابناء شعبنا وهؤلاء الذين لم يسمعهمالمالكي طيلة عام او اكثر هم الذين يواجهون هذا العنف وهذه القسوة من حكومة طائفية بأمتياز ولا احد يسمع الى قول العقل ونحنامام معضلة داعش وغيره والفسادالحكومي وعدم قناعة الجندي بقتاله ل

  3. حنا السكران

    الحرب في الانبار تفرخ اعداء بتزايد وناقمين حتى من اللذين ليسوا على قدرة قتاليه , انها حرب غير واضحة ولا نعلم ماذا يدور فيها مواطنون عاديون يظلمون ينسبون لداعش ويحاربهم الجيش ليظطروا لان يكونوا مع داعش.

  4. ستار العراقي

    في الحقيقة هناك ستراتيجية تطبق وهي ببساطة سحق أي موقف سياسي مستقل لسنة العراق ، نظامك يا عدنان حسين هو نظام طائفي ، حكومتك طائفية ، جيشك طائفي ، العقيدة العسكرية لنظامكم هو إزالة سنة العراق من المعادلة العراقية جسديا إن أقتضى الأمر وسنة العراق يعرفون ذلك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram