TOP

جريدة المدى > تحقيقات > لجنة الثقافة والإعلام النيابية من أقلّ اللجان فعاليةً تحت قبّة البرلمان

لجنة الثقافة والإعلام النيابية من أقلّ اللجان فعاليةً تحت قبّة البرلمان

نشر في: 25 إبريل, 2014: 09:01 م

في شارع المتنبي وتحديدا في مقهى الشاهبندر ذلك المقهى الذي يعدّ واحداً من أبرز معالم بغداد التراثية يتردد عدد من المثقفين والشعراء والكتاب والصحفيين وكل من خفق قلبه بحب الثقافة, وأنا كعادتي أتردد على هذا المقهى مع كوكبة من محبي هذا المجلس, وفي أثناء ج

في شارع المتنبي وتحديدا في مقهى الشاهبندر ذلك المقهى الذي يعدّ واحداً من أبرز معالم بغداد التراثية يتردد عدد من المثقفين والشعراء والكتاب والصحفيين وكل من خفق قلبه بحب الثقافة, وأنا كعادتي أتردد على هذا المقهى مع كوكبة من محبي هذا المجلس, وفي أثناء جلوسنا سرعان ما اندلع نقاش حول تراث بغداد وضرورة المحافظة عليه وما يعانيه من تدهور وقلة اهتمام, فالمثقفون يرون ان الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق لجنة الثقافة والإعلام النيابية لكونها الجهة الرئيسية الأولى المعنية بالقوانين التي تشرع لدعم الثقافة في البلاد.

"المدى" أجرت تحقيقا لرؤية مدى فاعلية لجنة الثقافة والإعلام النيابية خلال الدورة السابقة التي ضمت الأعضاء: علي فاضل شلاه, ميسون سالم فاروق الدملوجي,مؤيد طيب أحمد محمد, بتول فاروق محمد علي حسون, سامان فوزي عمرمحمد وما قدمته خلال الأربع سنوات الماضية, من خلال مقابلات تمت مع المواطنين والمثقفين وأصحاب الشأن.

ضعف تشريع القوانين والعمل الرقابي هما أبرز ما اتسم به أداء اللجنة
يقول الكاتب والفيلسوف جان جاك روسو إن ثقافة المرء هي التي تحدد سلوكه, فالثقافة تعد من أبرز وأهم الدعامات التي يستند إليها المجتمع لكونها تكسبه شخصيته الخاصة وتضفي عليه لون التميز, فكيف كان أداء لجنة الثقافة النيابية خلال الأربع سنوات الماضية؟
تصف المواطنة آلاء سعد "حركة الثقافة بالـ"بطيئة" مؤكدة "عدم وجود اعتناء كاف بالثقافة وخصوصا المناطق الأثرية والتراثية منها".
وتضيف سعد :ان "لجنة الثقافة النيابية لا تشدد رقابتها على التدهور الحاصل في مجال الموسيقى والغناء الذي يعاني أغلبه من تدهور في الذوق العام, وخصوصا الأغاني التي لا تتلاءم مع حرمة المجتمع".
بدوره يبين المواطن أحمد خضر, أن "العديد من مهرجانات الموسيقى تمنع لأسباب مجهولة كما حدث في محافظة البصرة وفي داخل الجامعة التكنولوجية في بغداد".
ويلفت إلى "عدم وجود إنصاف للطبقة المثقفة وخصوصا الأدباء والشعراء والفنانين, وعدم إقرار قوانين تدعم هؤلاء". من جانبه يقول رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر في تصريح لـ"المدى",ان " لجنة الثقافة والإعلام النيابية من اللجان المهمة في البرلمان, ومن واجبها ان ترعى النشاط الثقافي الرسمي والشعبي وأن تتحول إلى سلطة رقابة على المؤسسات وفي مقدمتها وزارة الثقافة".
ويضيف ثامر, إن"هذه اللجنة بشكل عام من أقل اللجان فعالية في البرلمان",مبينا ان "أسبابا تقف خلف هذا الأمر, وأهمها وجود توجهات معينة لدى أغلبية أعضاء مجلس النواب, وكذلك المسؤولين في الحكومة, من خلال عدم الاهتمام بالثقافة أو كراهيتها بشكل صريح أو مبطن".
ويشير إلى "وجود تعاون بين اتحاد الأدباء وبين لجنة الثقافة والإعلام, حيث وجد ان اللجنة السابقة كانت تكره الثقافة",مؤكدا ان "اللجنة الحالية برئاسة الشلاه أكثر تفهما وانسجاما بالقضايا الثقافية".
ويكشف عن "تخصيص اللجنة مبلغ10 مليارات دينار ,كميزانية لاتحاد الأدباء ونقابة الفنانين ضمن الموازنة العامة", مستطردا بالقول"لكن هذه المبالغ ذهبت إلى وزارة الثقافة بطريق الخطأ أو ربما بطريقة مقصودة".
ويلفت رئيس اتحاد الأدباء النظر إلى ان "اللجنة لم تبذل جهودا كبيرة لإيصال هذه المبالغ إلينا مما أدى بذهابها أدراج الرياح",واصفا "اللجنة "بالمسالمة اكثر ما ينبغي" لكونها لا تود ان تصطدم برئاسة البرلمان والكتل المختلفة".
ويتابع "لم يسمح لهذه اللجنة ان تمارس دورها الرقابي كما ينبغي, لأنها حاولت التدخل أكثر من مرة بمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ولكن لم يكترث لها أحد".
العَلَم يمثل سيادة الدولة فوق أراضيها..والنشيد الوطني هوية الوطن
بعد مرور أربع سنوات على تشكيل البرلمان الحالي, وبعد عدد من المحاولات والدراسات لم تقر لجنة الثقافة والإعلام النيابية قانونا موحدا يلزم الحكومة تطبيق نشيد وطني موحد وعلم يمثل سيادة العراق.
يقول الصحفي سعد عدنان ,ان " أربع سنوات مرت على لجنة الثقافة والإعلام ولم تقر قانون لتعيين نشيد وطني موحد ولا قانون للعلم الموحد",مبينا ان" هذا الأمر يدل على ضعف عمل اللجنة وابتعادها عن عملها الأساسي والانجرار وراء الخلافات السياسية".
في نفس السياق يبين المواطن علاء محسن ان " قانوني النشيد الوطني والعلم لم يوضعا لأنهما لا يمثلان أهمية كبيرة تستحق الأهتمام من قبل النواب, لذلك اصبح هذا الموضوع موضوعا ثانويا".
يعاود رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر حديثه حيث يذكر ,إن"لجنة الثقافة والإعلام النيابية كلفت الأكاديميين بوضع صياغة لإقرار قانون نشيد وطني للبلاد".
ويوضح أن " الاتفاق تم على اختيار قصيدة الجواهري المعروفة, ولكن عدم جدية أعضاء مجلس النواب في التعامل مع التشريعات الثقافية أضاع إقرار هذا القانون ".
ويتابع "هذا الأمر دفع بنا قبل شهر بتنظيم تظاهرة في شارع المتنبي ببغداد لغرض التعجيل بالمصادقة على التشريعات الثقافية الموجودة في مجلس النواب",لافتا إلى أن"هذه القوانين تعرضت للقراءة الأولى والثانية ولم يبق عليها سوى التصويت,ولكن رئاسة المجلس لم تضع هذه القوانين على التصويت".
من جانبه يقول الشاعر كاظم الحجاج في تصريح لـ"المدى" ,إن "النشيد الوطني من أولويات أي دولة قبل أن تمارس عملها في أي بلد في العالم, لكونه شعارا يمثل البلاد".
ويبين ان "البرلمان عرقل العديد من القوانين, كان ابرزها قانون النشيد الوطني الذي لم يقر حيث تعتمد الدولة نشيدا قديما".
توقيت اختيار الأنبار عاصمة للثقافة أمر لا يلائم واقعها
تستند فكرة اختيار محافظة لتكون عاصمة للثقافة العراقية إلى أن الثقافة هي عنصر مهم في حياة المجتمع ومحور من محاور التنمية الشاملة, وتهدف إلى تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافية وتنمية ماتقوم به من دور رئيسي في دعم الإبداع الفكري والثقافي تعميقاً للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز القيم، التفاهم والتآخي، والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية, ولكن البعض أكد ان توقيت اختيار الأنبار عاصمة للثقافة هو أمر لا يلائم واقع المدينة.
يقول المثقف والكاتب إبراهيم الخياط في حديث مع "المدى",إن"الأنبار تستحق إن تكون عاصمة للثقافة لأنها كانت عاصمة الدولة العباسية قبل أن تكون بغداد وهذا الأمر يحسب لها".
ويشير الخياط إلى إن" اختيار الأنبار الآن عاصمة للثقافة في هذه الفترة وهذا الشكل المفاجئ لا يعد إلا عملية نفاق"مبينا أن"الثقافة هي عبارة عن ثقافة الآداب والفنون وغيرها من الثقافات وكلها لا توجد لها بنى تحتية في محافظة الأنبار".
ويضيف: إن"المحافظة الآن محاربة من قبل قوة إرهابية إضافة إلى قوة اجتماعية وإعلامية "، موضحا أن"الأنبار لا تحتاج إلى ترقيعات وإنما تحتاج إلى وقفة عراقية من الجميع".
ويعبر عن أمله في أن"يتم ربط هكذا قرارات مع اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين وروابط ونقابة الصحفيين والمراكز الثقافية وغيرها".
في نفس السياق يقول وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي في حديث مع "المدى",إن"مشروع عواصم الثقافة العراقية نيطت به وزارة الثقافة منذ عام 2008" موضحا انه "بعدما كان العمل لجعل النجف عاصمة للثقافة الإسلامية الذي لم يتم وبعدها بغداد عاصمة للثقافة العربية تم العمل بمشروع عواصم الثقافة من جديد".
ويضيف الأتروشي إن"اختيار الأنبار عاصمة للثقافة العراقية لعام 2014 كان منذ عامين" لافتا إلى أن"اختيارها جاء بناء على طلب من قبل مجلس المحافظة للوزارة بجعلها عاصمة للثقافة".
ويشير إلى أن "اختيار الأنبار عاصمة للثقافة جاء قبل أن تحصل الاختناقات الأمنية الجارية حاليا" مضيفا إن"المحافظة بحاجة إلى فعاليات ثقافية لإعادة الوهج والنشر الثقافي لاسيما أن المحافظة لديها العديد من البيوت الثقافية". ويوضح أن"مشروع العواصم الثقافية سيوزع بشكل متوازن على المحافظات العراقية ،لذلك تم اختيار الأنبار عاصمة للثقافة لعام 2014 وميسان لعام 2015".
ويؤكد أن"الجميع مجمعون على أن البنية الثقافية لهذه المدينة الكبيرة مازالت بخير وهي بحاجة إلى الفعاليات الأدبية والثقافية لهدف النهوض بالنشر الثقافي في المحافظة".
من جهته يقول نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي في حديث مع "المدى",إن"مجلس محافظة الأنبار وصل إليه كتاب اختيار الأنبار عاصمة الثقافة للعراق لعام 2014"، مضيفا إن"الكتاب تضمن اتخاذ الإجراءات والتحضيرات اللازمة لكافه الوفود الثقافية والحكومة المحلية للمحافظة ملتزمة بتنفيذ القرار".
ويلفت العيساوي النظر إلى ان "توقيت اختيار الأنبار عاصمة للثقافة للعام الجاري غير مناسب في ظل ظروف الآونة الأخيرة"،مبينا إن"الحكومة المركزية اتخذت هذا القرار حتى توضح أن صورة محافظة الأنبار جيدة ليس كما تنقلها القنوات الفضائية".
وينوه إلى أن"هذا القرار هو لدفع الروح المعنوية لقوات الجيش والشرطة وحتى أبناء المحافظة على اعتبار أن المعركة في الأنبار أخذت جانبا إعلاميا أكثر من اللازم".
ويبين إن" القصور الرئاسية التي كانت تشغلها وزارة الثقافة والإعلام في محافظة الأنبار خاضعة إلى قيادة عمليات الأنبار إلى هذا الوقت".
قانون تقاعدي موحّد..حلم بات يراود الأدباء والمثقفين
يعاني الأدباء والمثقفون وخصوصا كبار السن منهم من عدم وجود ضمانات صحية ومالية لهم, وهذا ينبع من عدم احتساب قانون تقاعدي موحد من شأنه ان يقدم يد العون لهؤلاء ويدفعهم إلى الإبداع في عملهم.
ويؤكد رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر "أهمية هذا قانون لما يحويه من مزايا ومخصصات كبيرة للشعراء والأدباء".
مشددا على "ضرورة إقرار هذا القانون وغيره من القوانين المهمة لدعم الثقافة, لكون البرلمان بعيدا عن المشروع الثقافي العراقي". وبخصوص عدم احتساب قانون تقاعدي للشعراء والادباء يذكر الشاعر كاظم الحجاج, ان "البرلمان يتبع الخلافات السياسية, ولا يهتم بقضية الرواتب والتقاعد الخاص بالمثقفين",مشيرا إلى ان" أي بلد في العالم يكرم الفنانين والأدباء بشكل مستمر بين حين وآخر". من جهة أخرى يعبر المؤرخ والكاتب رفعت مرهون الصفار في تصريح لـ"المدى" عن "استغرابه مصيرالمنحة التي وزعت للأدباء والصحفيين",مبينا ان "الكاتب الذي يقوم بتأليف كتابه يعاني من عدم وجود دعم له من قبل أي وزارة أو أي جهة رسمية, الأمر الذي يدفعه إلى طبع الكتاب في خارج العراق".
ويضيف الصفار, ان "الثقافة تعاني من عدم وجود أهمية تذكر لها في نظر المسؤولين",داعيا " لجنة الثقافة النيابية إلى الإسراع بإقرار قانون تقاعد للكتاب والأدباء, إضافة إلى تخصيص مبالغ مالية للمثقفين, وتوفير الضمانات الصحية لهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram