TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما وراء اجتثاث مها الدوري

ما وراء اجتثاث مها الدوري

نشر في: 25 إبريل, 2014: 09:01 م

العاقل، محللا سياسيا كان او مواطنا عاديا حريصا على بلده في المقام الأول، لا يستقيم عقله ولا يكتمل حرصه إلا اذا تخطى الأحداث كنتيجة وغاص في العقلية او الذهنية التي أدت الى ذلك الحدث او تقف وراء إنتاجه.
حدث إعادة الطائرة اللبنانية الى من حيث أتت، بأمر ابن هادي العامري، ومن يدري فانه قد كان يمكنه إسقاطها بالصواريخ لو أراد، يخطئ من يحصره بمسألة طائرة طارت ثم حطت. المسألة اكبر من ذلك بكثير. فهؤلاء أولاد الخضراء، وإخوانهم وأخواتهم الخضراوات يرون ان العراق، بكل ما فيه من مؤسسات ومطارات ومدارس وشوارع وانهار، ملكهم. وان كل من فيه من بشر، عبيد لهم. انهم يرون انفسهم متفضلين علينا حتى بقطرة الهواء التي نتنفسها. من يمنع طائرة من الهبوط في مطار دولة، فانه يرى الدولة دولته ودولة أبيه فقط. قلتها وأكررها ان من يفعل هذه الفعلة ولا يجد راداً له من الشعب او الحكومة او من المرجعيات السياسية والدينية فلا تستغربوا ان تجدوه يقطع الطرق على مدارس البنات ليأخذهن الى حيث يريد رغما عن انفهن وانف الحكومة كلها.
هذه المقدمة وما فيها من ألم مقرف خطرت ببالي وانا اسمع بالمفوضية العليا للانتخابات تستبعد بدم بارد المرشحة مها الدوري لأنها أساءت لواحد من أخوة سيدة خضراوية مميزة. الخضراوية حنان الفتلاوي يحق لها ان تشتم مها الدوري وتسميها "بومة". ويحق لها ان تنادي بقتل 7 سُنّة مقابل سبعة من الشيعة. وتنادي بمنع الكرد من دخول بغداد ومن حق التملك فيها. وتعترف علنا مفتخرة بالصورة والصوت بانها ومعها جمعها قد استفادت وقبضت كومشنات، لا تُستبعد. اما التي قالت "يحسين بضمايرنا" فكافرة بالنعمة وانها صارت في عداد المجرمين. هاكم رابطين للخضراوية "الجليلة" تستحق عليهما وسام شرف المواطنة من الدرجة الأولى:
http://www.youtube.com/watch?v=rB6lzimHcw0
http://www.youtube.com/watch?v=2QagJh2IYHA
مها الدوري كانت المرأة العراقية الأولى التي حصدت اعلى الأصوات (31,949صوتا)، ولم يكن لاحد فضل في فوزها غير الشعب، تجتثها من حصلت على(9200) صوتا وفازت بجال الكوتة وجال غيرها.
اجتثاث وحرمان مها الدوري الشيعية من تيار شيعي معروف، يلتقي من حيث الأسباب مع الذهنية ذاتها التي "اجتثت" بها الطائرة اللبنانية وحرمت من دخول المطار. المشكلة هنا ليست باجتثاث أو حرمان مرشحة ذات شعبية استثنائية من أخذ فرصتها في الترشيح، انما هي اعمق من ذلك بكثير. خبروني يا عباد الله كيف سأثق بنتائج تعلنها مفوضية تتحكم بها مقربة من رئيس الوزراء وتعتبر انتقاد أخيها جريمة ترقى لمستوى الإرهاب؟ من يشطب إنساناً بجرة قلم وبأمر امرأة شتّامة لا مؤهلات لها غير أنها من حاشية السلطان، من يمنع هذا القلم من ان يشطب أرقاما ويضيف أخرى على النتائج الانتخابية التي ننتظرها ولنا فيها امل بالحياة بعدما شبعنا موتا ودما وخرابا وخيبة؟ هذا ليس اتهاما بل هكذا صاحب العقل ينبغي ان يقول، والا فلا عقل له.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. رمزي الحيدر

    الله يستر من نتأئج الانتخابات ، لا يمكن إجراء إنتخابات نزيهة في ظل سلطة فاسدة حتى النخاع، المشكلة مَن من الكتل السياسية سوف يعترف بعد النتائج ،بنزاهة الانتخابات وهذا ما سوف يجر البلاد الى حرب أهلية . كان من المفروض الامم المتحدة تشرف على الانتخابات وليس ا

  2. مواطن عراقي

    اخوتي الافاضل نعم، مثلما افاد الاستاذ هاشم ، ان الرفيقة الموقرة اخت عضو الشعبة الموقر والذي استثناه المالكي من عقوبة السرقة وهو في منصب امني كبير حصل عليه لكونه (وكما قال المالكي) : ابننا البار. يعني ابن المالكي البار كان عضو شعبة واخته البارة رفيقة في

  3. حازم فهمي مدلول

    فدوه لعينك ابو أمجد ،معقولة هذا الحجي .يعني لو بقت مها الدوري هل كنت تنتخبها

  4. العراقي

    اولا انت بعيد كل البعد عن الدين وثانيا انت تعرف من هي مها ومن هي الجهة المرتبطة بها وانت تعلم مواقفها هي تفتيت النحالف الشيعي اما انت وغيرك فكما نشرت احدى الصحف البريطانية حول وجود مكتب اسرائيلي في كردستان الذي اوكل المهمة الى فخري زنكنة الذي تعرفه جيدا م

  5. A.Weisi

    كلما طفت مشكله يرجعونها الى أسرائيل أو أميركا, هؤلاء من يفكر هكذالماذا تقفزون بالأتهامات الى أسرائيل أوأميركاو هل انتم أشرف وأعدل منهم, كيف يعامل العربي في دولة أسرائيل؟ مقارنة بكل الدول العربيه أضافة الى الأسلاميه, انتم تعيشون في دوامة الأتهامات الماضيه

  6. عراقي يكره النعيق

    العراقيين يميزون بين الخبيث والطيب ويعرفون معدن الانسان ان كان رديء او أصيل ولا يستطيع احدى خداعهم بالكلام الذي يخلط فيه السم بالعسل ولقد أفرزت العمليه السياسيه أناس متلونون كالحيايا يبدلون جلودهم حسب ما تقتضيه المرحله من مصالح شخصيه واعتقد بان كل كاتب صح

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram