TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اتحاد خارج السرب

اتحاد خارج السرب

نشر في: 26 إبريل, 2014: 09:01 م

يقولون  إن التغيير قادم وبرنامج الإصلاح لن يُبقي معضلة بعد اليوم في طريق النهوض بكرة القدم العراقية، وما خلفته سياسة التخطيط الفوضوي من تراجع تصنيف اللعبة إلى أرقام مؤلمة ما بعد المئة لن تتكرر.
وهكذا تتوالى شعارات المرشحين لانتخابات اتحاد كرة القدم منذ ستة أشهر وهم يغازلون الهيئة العامة بالوعود التي سبق لغيرهم أن أطلقوها في خيالات طموحاتهم واصطدموا بحواجز الواقع المتشظي والسلوك المتفرد لرئيس الاتحاد الذي لا مفرّ من الاعتراف بسقوط كل تلك البرامج الدعائية أمامه أثناء الدورة الانتخابية طالما بقي الاتحاد خارج السرب الأولمبي.
إنها الحقيقة التي لابد أن يضمّد مواجعها الرئيس المقبل لاتحاد كرة القدم (المؤقت والدائمي) لم يعد بالإمكان تحمّل المزيد من التقاطعات بين الاتحاد المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بسياسة اللعبة محلياً وخارجياً وما يترتب عليها من تنسيق المواقف السيادية مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة لكي تكون كلمة العراق واحدة في أي تجمع خليجي أو عربي أو قاري من دون تهميش أي طرف أو اختلاق حجج أمام الرأي العام تقلل من قيمة موقف الاتحاد حتى لو كان حاسماً في القضية إذا لم يستند إلى توافق الوزارة والأولمبية كحد أدنى من التفاهم على المرتكزات الوطنية من دون استبعاد أي مقترح حتى لو كلفنا الانسحاب من الطاولة الخارجية حفاظاً على صلابة القرار الرسمي العراقي.
إن نوازع الشر التي حامت في بيت اتحاد كرة القدم – للأسف - أحرقت ملفات كثيرة ولم تجنح إلى مد يد التسامي فوق الأزمة ، فخلال ثلاث سنوات ارتهنت إرادة الاتحاد بقبضة رجل واحد أوغل كثيراً في التعنت بالمواقف من دون الانفتاح على الآخرين فدفعت كرتنا الثمن مضاعفاً أحياناً بخسارتها (المال والسمعة) وهي نصيحة مجانية لمن يتوّرط بتحمل وزر الحقبة الماضية في الفترة التكميلية حتى عام 2015 أن يترجل من صهوة العناد وينخرط مع التوجه الجمعي إن كان داخل بيت الاتحاد أم خارجه لضمان إنجاح أي مشروع لن يستطيع أي طرف التملص من تداعياته أو رمي أسباب الفشل على الآخرين ، وهذا ما تجلى تحديداً في احتراق ملف تضييف البصرة دورة الخليج لنسختي 21و22.
ومن المفيد التنبيه على تجرّد المرشح للانتخابات المقبلة من ارتباطات ناديوية مهما كان موقعه فيها ، فالتجربة السابقة أثبتت بأدلة لا يشوبها الشك محاباة بعض أعضاء الاتحاد لأنديتهم في مناسبات مختلفة أثارت لغطاً في الوسطين الإعلامي والجماهيري ، لهذا فالاستقلالية في عضوية الاتحاد ستبعد الشبهات عن حاملها وتدفعه لبذل جهودٍ مضاعفة من اجل خدمة جميع الأندية ومداراة حقوقها بالتساوي من دون تفضيل نادٍ على آخر، ولنا في مجالس الاتحادات الخليجية خير دليل على رضوخ المرشح الفائز لوجوب التفرغ الإداري والمعنوي للاتحاد.
أما فنياً وما يرتبط بمسؤولية الاتحاد الجديد في اختيار اللجان المساندة له فأعتقد آن الأوان أن يفهم جميع المعنيين في منظومة اللعبة أن الاتحاد عبارة عن مجلس إدارة صِرف يدير عملية التطوير تنفيذاً لتوصيات اللجان (المفترض أن تتحكم بشؤون التخطيط والتطوير والبناء) لكل ما يتصل بتلك المنظومة لاسيما القاعدة البشرية المتمثلة بالفئات العمرية وسبل رعايتها، والقاعدة المادية ذات العلاقة بالأموال والمنشآت اللتين كثر الحديث عنهما في فترتي الرئيسين حسين سعيد وناجح حمود حيث تعددت منافذ توريد الأموال مقابل تشكي الاتحاد آنذاك من عسر الحال، وكذلك ضعف مراقبة الملاعب وعدم الجدية في كتابة الحقيقة ضمن متابعات لجان التفتيش قبيل انطلاق كل موسم.
نأمل الاستقرار الشامل لاتحاد كرة القدم عقب اختيار مجلس الإدارة ليلتحق بركب الاتحادات المركزية في دورتها الحالية ويسعى إلى الاندماج معها للشروع بعمل جدي نافع لمستقبل اللعبة من خلال تعديل النظام الداخلي للاتحاد ، وخطّ ستراتيجية علمية تنظم مفردات البناء الحديث للمنتخبات الوطنية لتأهيلها في استحقاقاتها المقبلة ،وأبرزها الدورة الآسيوية وأمم آسيا ، مع تقنين شديد للميزانية وتحديد أولويات الصرف حسب روزنامة هذا العام ، ليكون المنجز مساوياً لما خصص من دعم كافٍ ، فلا خير في اتحاد ينفق أكثر مما يحقق!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram