يقولون إن التغيير قادم وبرنامج الإصلاح لن يُبقي معضلة بعد اليوم في طريق النهوض بكرة القدم العراقية، وما خلفته سياسة التخطيط الفوضوي من تراجع تصنيف اللعبة إلى أرقام مؤلمة ما بعد المئة لن تتكرر.
وهكذا تتوالى شعارات المرشحين لانتخابات اتحاد كرة القدم منذ ستة أشهر وهم يغازلون الهيئة العامة بالوعود التي سبق لغيرهم أن أطلقوها في خيالات طموحاتهم واصطدموا بحواجز الواقع المتشظي والسلوك المتفرد لرئيس الاتحاد الذي لا مفرّ من الاعتراف بسقوط كل تلك البرامج الدعائية أمامه أثناء الدورة الانتخابية طالما بقي الاتحاد خارج السرب الأولمبي.
إنها الحقيقة التي لابد أن يضمّد مواجعها الرئيس المقبل لاتحاد كرة القدم (المؤقت والدائمي) لم يعد بالإمكان تحمّل المزيد من التقاطعات بين الاتحاد المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بسياسة اللعبة محلياً وخارجياً وما يترتب عليها من تنسيق المواقف السيادية مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة لكي تكون كلمة العراق واحدة في أي تجمع خليجي أو عربي أو قاري من دون تهميش أي طرف أو اختلاق حجج أمام الرأي العام تقلل من قيمة موقف الاتحاد حتى لو كان حاسماً في القضية إذا لم يستند إلى توافق الوزارة والأولمبية كحد أدنى من التفاهم على المرتكزات الوطنية من دون استبعاد أي مقترح حتى لو كلفنا الانسحاب من الطاولة الخارجية حفاظاً على صلابة القرار الرسمي العراقي.
إن نوازع الشر التي حامت في بيت اتحاد كرة القدم – للأسف - أحرقت ملفات كثيرة ولم تجنح إلى مد يد التسامي فوق الأزمة ، فخلال ثلاث سنوات ارتهنت إرادة الاتحاد بقبضة رجل واحد أوغل كثيراً في التعنت بالمواقف من دون الانفتاح على الآخرين فدفعت كرتنا الثمن مضاعفاً أحياناً بخسارتها (المال والسمعة) وهي نصيحة مجانية لمن يتوّرط بتحمل وزر الحقبة الماضية في الفترة التكميلية حتى عام 2015 أن يترجل من صهوة العناد وينخرط مع التوجه الجمعي إن كان داخل بيت الاتحاد أم خارجه لضمان إنجاح أي مشروع لن يستطيع أي طرف التملص من تداعياته أو رمي أسباب الفشل على الآخرين ، وهذا ما تجلى تحديداً في احتراق ملف تضييف البصرة دورة الخليج لنسختي 21و22.
ومن المفيد التنبيه على تجرّد المرشح للانتخابات المقبلة من ارتباطات ناديوية مهما كان موقعه فيها ، فالتجربة السابقة أثبتت بأدلة لا يشوبها الشك محاباة بعض أعضاء الاتحاد لأنديتهم في مناسبات مختلفة أثارت لغطاً في الوسطين الإعلامي والجماهيري ، لهذا فالاستقلالية في عضوية الاتحاد ستبعد الشبهات عن حاملها وتدفعه لبذل جهودٍ مضاعفة من اجل خدمة جميع الأندية ومداراة حقوقها بالتساوي من دون تفضيل نادٍ على آخر، ولنا في مجالس الاتحادات الخليجية خير دليل على رضوخ المرشح الفائز لوجوب التفرغ الإداري والمعنوي للاتحاد.
أما فنياً وما يرتبط بمسؤولية الاتحاد الجديد في اختيار اللجان المساندة له فأعتقد آن الأوان أن يفهم جميع المعنيين في منظومة اللعبة أن الاتحاد عبارة عن مجلس إدارة صِرف يدير عملية التطوير تنفيذاً لتوصيات اللجان (المفترض أن تتحكم بشؤون التخطيط والتطوير والبناء) لكل ما يتصل بتلك المنظومة لاسيما القاعدة البشرية المتمثلة بالفئات العمرية وسبل رعايتها، والقاعدة المادية ذات العلاقة بالأموال والمنشآت اللتين كثر الحديث عنهما في فترتي الرئيسين حسين سعيد وناجح حمود حيث تعددت منافذ توريد الأموال مقابل تشكي الاتحاد آنذاك من عسر الحال، وكذلك ضعف مراقبة الملاعب وعدم الجدية في كتابة الحقيقة ضمن متابعات لجان التفتيش قبيل انطلاق كل موسم.
نأمل الاستقرار الشامل لاتحاد كرة القدم عقب اختيار مجلس الإدارة ليلتحق بركب الاتحادات المركزية في دورتها الحالية ويسعى إلى الاندماج معها للشروع بعمل جدي نافع لمستقبل اللعبة من خلال تعديل النظام الداخلي للاتحاد ، وخطّ ستراتيجية علمية تنظم مفردات البناء الحديث للمنتخبات الوطنية لتأهيلها في استحقاقاتها المقبلة ،وأبرزها الدورة الآسيوية وأمم آسيا ، مع تقنين شديد للميزانية وتحديد أولويات الصرف حسب روزنامة هذا العام ، ليكون المنجز مساوياً لما خصص من دعم كافٍ ، فلا خير في اتحاد ينفق أكثر مما يحقق!
اتحاد خارج السرب
[post-views]
نشر في: 26 إبريل, 2014: 09:01 م