 بغداد/ ايناس طارقمنذ آلاف السنين يروي دجلة العراقيين بالماء العذب أما الآن لم يعد بمقدور هذا النهر العظيم أروائهم بسبب اختلاط مياهه بمياه المجاري الثقيلة في أحيان كثيرة ما يؤدي الى تلويث شبكة مياه الشرب بشكل غير مسبق حيث تشكو مناطق عدة  من بغد

 بغداد/ ايناس طارق

منذ آلاف السنين يروي دجلة العراقيين بالماء العذب أما الآن لم يعد بمقدور هذا النهر العظيم أروائهم بسبب اختلاط مياهه بمياه المجاري الثقيلة في أحيان كثيرة ما يؤدي الى تلويث شبكة مياه الشرب بشكل غير مسبق حيث تشكو مناطق عدة  من بغداد من شحة وتلوث المياه ومع مجيء فصل الصيف من كل عام يهرع العراقيون الى شراء عبوات المياه المعدنية بشكل كبير وخاصة بعد اعترافات جهات مسؤولة بتلوث نهر دجلة  وعدم القدرة على توفير مياه صالحة للشرب وخاصة أهالي مدينة بغداد الذي يشطر نهر دجلة شطريها الكرخ والرصافة
 (الجريدة ) ارتأت من خلال هذا التحقيق تسليط الضوء على اهم النقاط التي تؤثر بدورها في حياتنا اليومية خصوصا مشكلة شحة وتلوث المياه في مناطق عدة من بغداد وجود نسبة في التلوث في مياه الشرب الحالية ما سبب إصابة العديد من المواطنين في مدينة الصدر بالأمراض الانتقالية مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الفايروس بينما اكد احد أعضاء مجلس مدينة بغداد انه قام بفحص عينة من المياه في احد المختبرات حيث اتضح ان المياه لا تصلح للاستهلاك البشري وهذا دليل على ان نسبة مادة الكلور في المياه ضئيلة جداً . نسبة تلوث مياه الشرب 50% وتضيف السيدة مروة سلطان موظفة في مصرف الرشيد ان القلق ينتابا مع اقتراب فصل الصيف الذي عادة ما يشهد أزمات وانقطاعات في المياه الصالحة للشرب ما يهدد وضع العراقيين الصحي في وقت لا تتمكن فيه معظم العائلات من شراء المياه المعدنية المعبأة بالعبوات لارتفاع سعرها الذي بدأ ينافس أسعار الوقود فيما يتحسر البغداديون على مياه على مياه دجلة التي تمر أمام بيتهم دون ان يتمكنوا من الشرب منها وتشير بعض وسائل الإعلام عن تقديرات أولية الى ان بعض المناطق لا تتوفر لديها سوى كميات قليلة من المياه النقية بينما تقدر نسبة التلوث بالمياه (50%) وهو ما يدفع الملايين من العراقيين الى الاستعداد منذ الآن لشراء عبوات المياه المعدنية التي ينتج بعضها في العراق او يتم استيرادها من الخارج مع جريان دجلة والفرات اهم نهرين في الوطن العربي في داخل الأراضي العراقية دون ان يتمكن الناس من الإفادة منها حيث مازالت المياه في مدينة البصرة جنوباً ملوثة وغير صالحة للشرب مع عدم وجود شبكة مياه نقية كافية لتغطية المدينة كما ان اغلب العوائل لا تملك ماطورات مياه لذا هي تعاني من شحة المياه بشكل (مزرٍ) لان المياه في الأصل قليلة ما تلجأ الى استخدام مياه الآبار التي تم حفرها في البيوت. اما السيد هشام كاسب فيتحدث قائلا : اذا كنا نعاني في انقطاعه الدائم فكيف لعاصمة بلد كالعراق وتقع على نهر دجلة ان تعاني مناطق شاسعة منها من العطش لقد فاجأنا حقا هذا الوضع حيث كنا نحلم قبل سقوط النظام المباد ببلد مزدهر بكل جوانب الحياة فيه اما الآن فنحن عطش لمائه المنقطع صيفاً ان بعد ان تلسعه حرارة الشمس اللاهبة وتحدثت لنا الحاجة ام مجيد عن شحة المياه فقالت : لدينا نهر دجلة والفرات ونعيش شحة في المياه وتلوثهما الا يكفينا دجلة والفرات مضيفة انه لمرات عدة نلاحظ أنواعاً من الديدان تسقط من صنبور الماء عندما انوي ملء قدح ماء او أي شيء آخر وان ابنة ابني الصغيرة قد تسممت وأصيبت بالتهابات في الكلية بسبب تلوث مياه الشرب لذا بدأنا بشراء المياه المعدنية حفاظاً على وسلامتنا وعلى الرغم من ان أسعار هذه المياه المعدنية مرتفعة لكن الصحة اهم من المال ويقول المسؤولون في دائرة الماء والمجاري التابعة لأمانة بغداد : ان محطات تصفية المياه الثقيلة تعاني عجزاً بسبب قلة المواد الاحتياطية للصيانة إضافة الى سوء التصميم والتخطيط السابق الأمر الذي أدى الى تدمير مياه نهر دجلة بسبب التلوث بالإضافة الى دائرة المجاري تعاني من نقص واضح في الآليات والمعدات ولاسيما المتطورة فهناك ما يقرب من 7 مشاريع لإنشاء محطات تصفية للمياه لم يتم تنفيذها أي الآن بسبب السياسات السابقة التي كان النظام السابق يتبعها وعدم وجود تخصيصات مالية لإنجازها