جعلني دولة القانون، في إكثاره من الحديث عن "حكومة الأغلبية" اشك بفهمي لمعناها، كما شككني قبلها بفهمي لمعنى الانتصار. أما يعتبر "دولته" ان خسارتنا لأكثر من 150 الف عراقي خلال حكم ولايتيه على يد الإرهابيين انتصارا على الإرهاب؟ ان لهم قاموسا خاصا لا يفهمه الا الراسخون في الاعيبهم. لنبقى عند لعبة "حكومة الأغلبية".
في بريطانيا التي عشت بها ردحا طويلا اعرف ان الحزب الذي يفوز بنصف مقاعد البرلمان زائد واحد هو الذي يشكل الحكومة ويكون كل وزرائها من الحزب ذاته. فهل يقصد دولة القانون انه سيحصل على 165 مقعدا؟ الجواب قطعا لا. ونتائج الانتخابات البرلمانية السابقة، وكذلك انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة خير شاهد ودليل. اذن المقصود بحكومة الأغلبية انها ستكون حكومة أحباب المالكي حتى وان كان بعضهم من حزب المريخ العربي الاشتراكي. اذن هي ليست "حكومة أغلبية" بالمعنى الشائع في علم السياسة بل أنها ستضم الموالين للحجي وتستبعد من يعارض فشله القديم والجديد في إدارة شؤون الدولة وخاصة في مجال تحقيق الأمن والأمان للشعب والوطن.
المالكي رسم تحالفاته وقررها من الآن. أشهد انه نجح في ذلك.
"بعض" منافسيه يصرحون علنا بانهم لن يقدموا على أي تحالفات قبل النتائج. وفي مقدمتهم المجلس الإسلامي الأعلى الذي رفع في اكثر من مناسبة شعار "لا تحالفات قبل الانتخابات". هل هي رسالة من "المجلس" بان احتمال تحالفه مع المالكي وارد واننا لا نمانع من انتخابه لولاية ثالثة؟ أرى من حقي ان اقرأ الشعار هكذا لأني لم اسمع تصريحا واضحا وصريحا من المجلس يقول بانه ضد بقاء المالكي في ولاية ثالثة. اظن وليس كل الظن اثم، ان الحجي واثق بان المجلس الأعلى سيسانده لأن مساندة التيار الصدري والتحاف الكردستاني له صارت بحكم المستحيل.
هل المالكي يحلم؟ كلا. الرجل سعى ويسعي لتحقيق رحلة "المغالب" من اجل الأغلبية. انه يعلم بأن نصيبه من الأصوات عند السنة معدوم خاصة في المنطقة الغربية. لكن التهجير والغرق وحرائق النهر وحرائق في المراكز الانتخابية وتمكين "داعش" من السيطرة على رقابهم سيضعف مشاركة السنة في الانتخابات حتما. حساب دقيق لترخيص سعر المقعد النيابي الى أدنى سعر ليمنح المطلك ومشعان الجبوري والهايس وأبو ريشة فرصة قوية للفوز وهم حلفاؤه حتى وان تظاهروا بعكس ذلك. السنتهم ضده لكن قلوبهم معه. ما الذي يبتغيه الحجي من وراء ذلك؟ ببساطة أجيب انه يبحث عن 110 مقعد نيابي فقط وليس 165. انه يحتاج لـ"ثلث المقاعد+1" فقط، وليس "نصفها+1".
ليش؟ حتى يتحكم أولا بأمر ترشيح رئيس الجمهورية ويمنع فوزه بالجولة الأولى التي تستوجب الحصول على أغلبية الثلثين. يريدها ان تعبر للجولة الثانية ويفوز رئيس الجمهورية بالأكثرية. وعندها سيدير عينيه نحو 55 مقعدا ليضمن النصف زائد واحد لتشكيل حكومة أغلبية "حبايب المالكي". التوقعات تقول ان المجلس الأعلى قد يحصل على هذا الرقم.
برأي الخاص، اني أشم في أنفاس كل من ينادي بإرجاء تحديد التحالفات الى ما بعد النتائج رائحة "اللي يأخذ أمي يصير عمي". وانه يرمي طوق النجاة لحكومة يشهد أهل الأرض ورب السماء على فسادها وتقاعسها واختبائها في جحر الخضراء تاركة العباد في صحراء لا يحميهم فيها من القتل غير الصدف والأقدار ورحمة الواحد القهار.
من لا يضع طينة المستبد في خده صراحة فانه لن يحشر معه في الآخرة فقط، بل انه شريك له في خراب الدنيا يا أولي الألباب.
جميع التعليقات 5
اأبو سعد
لاتحالف من قبل المجلس والسيد عمار الحكيم مع المالكي وسترى ذلك.
مواطن عراقي
طبعا وواضحة وضوح الشمس، الامر صادر من الجارة القوية بان لاتحالفات قبل الانتخابات و بعدها سيأتي الرجل القوي او سفيرها في بغداد ليسلمهم الورقة. الم يصرح بذلك عن الانتخابات السابقة السيداحمد الجلبي عندما قال ان قاسم سليماني سلمنا وبحضور الطلباني والمالكي وعل
المواطن ينتصر
عزيزي العقابي ... السيد الصدر قالها قبل اربع سنوات .. السياسة لا قلب لها !!وتحالف مع المالكي ومنحه 40 مقعد ... وزعيم كردستان المطلق حلف باغلض الايمان انه ضد المالكي وبتوقيع اربيل منحه الصولجان !!... المجلس الاعلى ناضج سياسيا وقيادته حكيمة ... والمسالة ليس
ابو اثير
سيدي الشاعر المغترب.. كل الجماعة التي كانت على المشهد السياسي زبل في زبل والشعب بحاجة لوجوه جديدة ليست محسوبة على هذه الوجوه والكتل التعبانة وألأمور متروكة للشعب فأذا كان واعيا وذكيا فأنه سيذهب الى الوجوه الجديدة من الليبراليين وألأساتذة وألأكاديميين واال
kreem majdy
(( لا تحالفات قبل الانتخابات )) تعني بكل وضوح رفض المالكي لولاية ثالثة وسياسة المجلس بعيدة كل البعد عن المالكي وهذا ما دعاهم لن يشتركوا في حكومته بأي حقيبة وزارية وهم غاضبون من الضغوطات الايرانية وهذا كان السبب في انشقاق ما يسمى بمنظمة بدر عن المجلس الاعل