نحن المواطنين المتوجهين الى صناديق الانتخابات قد هالنا ما بلغته لغة السياسة عندنا من انحطاط للأخلاقيات العامة وإغراق في النزعات الشخصية الضيقة، وتزييف للوقائع والحقائق ، وحجم الخراب الذي يزحف على مدن العراق كافة، وإذ تقف البلاد اليوم على عتبة استحقاقات انتخابية ننتظر منها أن تدعم مؤسساتنا التشريعية والتنفيذية بوجوه جديدة تعيد الاعتبار إلى هذا البلد.. لكن يبدو أن البعض مُصرعلى ان يعتبر السلطة جزءا من حياته الشخصية لا تنتهي إلا بمغادرته الحياة.
نحن المواطنين الذين يريد الجميع أن تغيب أصواتنا، نحذر من إعادة إنتاج برلمان طائفي يدعم حكومة مستبدة تعيد العراق إلى عصر جمهوريات العسكر وأقبية وسجون المخابرات.
نحن المواطنين كنا نتمنى ان نجد أمامنا حكومة قوية في هدوئها، فقد عانينا طويلاً من عهود سادت فيها قرارات الجور والظلم والتعسف.. كنا نأمل ان تقوم صورة الدولة الحديثة على فكرة تقاسم السلطات والفصل بينها بحيث تمنع ظهور قائد أوحد جديد يتبختر بزيه العسكري، فقد دفع العراقيون جميعا الثمن غاليا من اجل التغيير والديمقراطية.
نحن العراقيين عربا وأكرادا، مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة، شيعة وسُنة نحذر من ألاعيب الحاشية التي تخترع كل يوم عدوا جديدا من اجل إزاحة الجميع.. نحن العراقيين نحلم اليوم بوطن معافى يقوى باجتماع طوائفه ومكوناته.. نحن العراقيين نحلم ببلاد تنهل من اختلافاتنا لتحولها مصدر قوة وتماسك.. بلاد متحررة من أنانيات الطائفية والقبلية والمحسوبية والانتهازية.
نحن العراقيين نحلم ببلاد تكون ملكا للجميع، محصنة بقضاء مستقل ، وبتمثيل برلماني لا يعرف للمحسوبية طريقاً.
نحن العراقيين نحلم بمجتمع آمن لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يتربصون به كل ليلة.. نحن العراقيين نحلم بثقافة ديمقراطية، تنحاز للمواطن لا للطائفة، وتنحاز للبلاد لا للحزب والعشيرة.. نحن العراقيين ندرك جيداً ان البلاد تعيش اليوم في ظل ظروف سيئة تدفعنا جميعا لأن نقول بصوت واحد : لا لسياسات الإقصاء، لا للتفرد بالسلطة، لا للطائفية.
نحن العراقيين ندرك جيدا ان العديد من ساستنا يتاجرون بالدين ويبيعون الأوهام ، من أجل المناصب والغنائم، إنهم مجموعة، تتصور أن سلطتها المطلقة هي علامة حب هذا الشعب، وأنها يمكن أن تقتل من تشاء، حين يرفض تصديق أكاذيبها. سياسيون يصرون على ان يلعبوا دور المنوم المغناطيسي لملايين يريدونهم، يغفون على وسائد الخرافات والأكاذيب والهتافات الطائفية، يريدون شعبًا من المغيبين.. سياسيون يستبيحون الدم، والعيش في سراديب الشعوذة، ليصنعوا شعباً خائفاً ذليلاً. سياسيون لايؤمنون بان الديمقراطية، تعتمد على شرعية مؤقتة، فهم يريدونها سلطة دائمة، خالدة، معمدة بالخراب، ومسنودة بفتاوى مزيفة.
أيها العراقيون أصواتكم أمانة، لأنكم لو أعطيتموها لمن لا يستحقها فإنكم كمن يساعد مستبدا أو فاسدا على تخريب وإفساد البلاد بأكملها.
بعد اربع سنوات عجاف ارتوت فيها ارض العراق بالدم والتضحيات ، عاش الناس سنين من المعاناة والخوف والقلق على مستقبل البلاد.. عاشوا وسط رياح عاتية لم تتوقف من القتل واللصوصية والانتهازية .. فيما البلاد تتكبد كل يوم مشقة البحث عن الأمن والأمان والعيش المحترم .. في كل عام يمضي سيناريو صناعة الأزمات في طريقة ، من أزمة الى أخرى .. في كل عام يجد العراقيون ان ما زرعوه من أصوات في الانتخابات وتضحيات في سبيل استقرار هذا البلد قد قطف ثماره سياسيون بقوة الطائفية والمحسوبية والانتهازية.
اليوم ونحن على موعد مع استحقاق انتخابي جديد، علينا جميعا ان نرفع شعار "لا" ، مرة ومرتين وثلاثا وعشرا، لكل سراق مستقبل العراق وأحلام أبنائه الذين صدرتهم لنا الأحزاب الطائفية ليتحكموا في رقاب العباد.
علينا جميعا ان نقول "لا" بصوت واضح من اجل ان ينزوي بعيدا كل أمراء الطوائف ومشعلو الفتن.
أيها العراقيون : ارفعوا شعار "عراق بلا فساد وطائفية ودم "، ونادوا بصوت واحد بحقكم في حياة كريمة، واصرخوا عاليا :
يا دولة المشعوذين.. ارحلي.
بيان انتخابي.. ارحلي يا دولة المشعوذين
[post-views]
نشر في: 26 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 8
اأبو سعد
أيها العراقيون : ارفعوا شعار عراق بلا فساد وطائفية ودم ، ونادوا بصوت واحد بحقكم في حياة كريمة، واصرخوا عاليا : يا دولة المشعوذين.. ارحلي.....(المعلوم انك لم تستمع لخطاب الشاب السيد عمار الحكيم في بغداد وباقي المحافظات والذي اهتمت به الصحف البرطانيه ودوا
Ali Alsaffar
القلم يزداد سموا بك يا علي وعلي انت واشعلت كواكبا للنور في دروب الادب الثوري الشجاع ؛ وبك وامثالك حتما ستبسط الحرية والعدل والسلام اشعتها التي ستحرق المشعوذين بقايا القائد الضرورة؛ وتنير ارض الرافدين من جديد .واحر امنياتي ان يوفق شعبنا فيحسن الاختيار
خليلو...
حقا دولة مشعوذين ..يا للعار لمن يقود دولة العراق وليست دولة اخرى يستعين بفتاحي الفال لمعرفة مستقبله السياسي والمستقبل لا يصنعه غير الطامح به ولا احد او شيئ سواه يا عيب الشوم والله لقد هزلت
داخل السومري
ان دولة اللاقانون والفساد والانحطاط والمحسوبية والخرافات والدجل واستخدام الخرافات الكثيرة التي الصقوها في الدين ستفوز بالانتخابات كما فاز الاخوان في مصر.وهذه مصر تدفع الثمن غاليا على خطأتها بأنتخاب الاخوان الذين استعملو الدعاية الدينيه بصورة مكثفة كما يفع
عادل الكردي
دولة القانون باقية وتكون اقوى مما عليه الان...قبل ان تتهم كتلة معينة عليك ان تشير الى جميع الكتل المشاركة في الحكومة لا جزء منها!!! فهل ان وزير الخارجية ادت ما عليها لنقل الحقائق في العراق الى جميع الدول؟! بكل تأكيد لا وهل يستطيع رئيس الحكومة محاسبته رغم
مواطن عراقي
الخوف كل الخوف من عودة نفس التحالفات المقيته لنفس القوائم البرلمانية. وانني لدي يقين من ان التحالفات قد بوركت من قبل من يحكمنا من دول وان ما يجري الان هو مجرد انتخابات شكلية لاضفاء الشرعية لما تم اقراره مسبقا. استاذ علي، الدول الحاكمة للعراق بيدها الميزان
kreem majdy
من حق اي مواطن كان سياسي او غير ذلك ان يؤمن بما يشاء حتى وان كانت الشعوذة والخرافة والناري والصنم ليست هذه مشكلتنا واسباب معاناتنا نحن اليوم بأمس الى الصادق الامين النزيه المخلص المحب الى شعبو ووطن لا يوجد دين افضل من دين ولا حزب احسن من حزب فلولا استالين
محمد سعيد العضب
ان استمرار القوي السياسية المتسلطة في الاعتماد عل الانتماءات الطائفية والعشائرية لن ينجم عنه تغيير حقيقي في هيكل وبناء نظام الحكم السائد والذي ارتضته القوي النافذة وبناء علي نصائح قوي الاحتلال ومدارسه الفكرية التي عملت علي اقناع الجميع بان لا