تعيين "دولة رئيس الزوري " سيتم بعد انتهاء عملية الاقتراع ، حيث سيتحرك الحدادون واصحاب البسطيات والعربات والستوتات لجمع الدعايات الانتخابية للمرشحين من شوارع وساحات العاصمة بغداد ، واستخدام صورهم في اغراض اخرى ، بائع السمك في سوق الشرطة الرابعة كتب على ملصق كبير يعود لرئيس قائمة انتخابية مفردة "محجوز" ، لانه قرر استخدام الملصق غطاء لعربته لبيع الزوري المحلي والمستورد ، والمنظر سيثير انتباه وتساؤلات الزبائن عن هوية صاحب الصورة فيخبرهم بائع السمك انه "دولة رئيس الزوري" شغل منصبه بقرار شعبي، بعيدا عن اعتماد التوافقات والدخول في ماراثون تشكيل الحكومة الجديدة ، ومفاوضات توزيع المواقع والمناصب .
الحدادون وقفوا على خط الشروع، واستكملوا استعداداتهم لجمع الدعاية في ساعة الصفرللحصول على اطنان الحديد ، لتوفر لهم امكانية استخدامها في اغراض اخرى ، او خزنها لحين حلول موعد الانتخابات المحلية المقبلة لتباع ثانية لمن ينوي خوض انتخابات مجالس المحافظات، وربما باسعار مرتفعة ، وخدمة الحدادين ستعالج احباط الاف المرشحين اخبرهم ممثلو قوائمهم في المراكز الانتخابية بان عدد اصواتهم مخيبة لامالهم ، ومثل هؤلاء ليس لديهم استعداد لجمع دعاياتهم ، لانشغالهم بمعالجة ازماتهم النفسية ، لذلك سيقرر مصير صورهم الحدادون و"العتاكة ".
بجوار بائع السمك في الشرطة الرابعة صاحب قرار تعيين" دولة رئيس الزوري" سيضع بائع البصل صورة رئيس قائمة مظلة لبضاعته ، ويحصل على منصب وزير" البصل والثوم " اما بائع الاحذية والنعل البلاستيكية فلن يختلف عن زميليه في اختيار صورة احدهم ، ليمنحه منصبا يليق بمقامه و ينسجم مع استحقاقه الانتخابي .
دعاية المرشحات صاحبات الصور المثيرة لاعجاب الشباب، سيتعامل معها اصحاب الستوتات باسلوب حضاري ، باستخدامها في تغطية هياكل عجلاتهم لتمنع سقوط اشعة الشمس على رؤوس الركاب ، وتحفز مشاعرهم على التأمل والاستمتاع بالجمال، وقد تشجعهم صورة معينة على اعتمادها نموذجا في اختيار شريكة العمر المرتقبة ، وبذلك تكون خدمة المرشحات للقواعد الشعبية اكثر وافضل مقارنة بزملائهن المرشحين ، وبذلك تفوقن حتى على دولة رئيس الزوري ، وصاحب المعالي وزير البصل والثوم.
التجوال في اسواق العاصمة بعد انتهاء الانتخابات سيجعل بغداد عبارة عن "زرق ورق" بانتقال الدعايات والصور من مرحلة الترويج للمرشحين الى مرحلة تقديم الخدمة الفعلية للزبائن ، فليس من المستبعد ان تكون صورة المرشح الفلاني لدى بائع فلافل وصورة المرشح الثاني تغطي "بسطية" بائع سجائر ، اما الصورة الثالثة فستكون تحت رحمة بائعي الاغنام في الشوارع العامة ، ولهم حق التصرف بها بالطريقة المناسبة ، والسؤال المطروح ما هو شعور المرشحين حين يشاهدون صورهم في اماكن لا تليق باصحابها ؟ هل يغضبون ام يتقبلون الامر بروح رياضية ، ام يستخدمون نفوذهم ويشنون صولة لتحرير"دولة رئيس الزوري" وصورهم من مستخدميها وتقديمهم للقضاء بتهمة الاساءة للرموزالوطنية .
دولة رئيس" الزوري"
[post-views]
نشر في: 2 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابراهيم
لو كان عدهم ذرة احساس هذا المقال يسوه عمرهم الفائز منهم والخسران عاشت أيدك
خليلو...
يوما ما في عهد القائد الضرورة !! كان طالب جامعي تدفعه الحاجة الى سرقة اللافتات من الشوارع حين يخيم الظلام ويخيط منها ملابس داخلية لنفسه وكان الساسة مثل يومنا هذا شغوفين باسم الشعب والاتجار به لاغراضهم وعندما لبس الفتى مخيطه استقرت كلمة الشعب في اسفل ظهره