بيش أحلفكم يا سادة يا كرام، انتم الذين تقولون بان حل وربط مصائرنا سيصبح بأيديكم بعد النتائج، ان تحترموا عقولنا؟ لا أظنه طلبا تعجيزيا فوالله الذي خلقكم إننا عقلاء. وإن كنا لا نجيد الضحك عليكم كما تضحكون على بسطاء الناس، فذلك لا لضعف فينا بل لأن العراق الذي يبكينا اليوم ونبكيه أنسانا الضحك والفرح معا، كما قلت في احدى قصائدي:
لأن آني عراقي .. انسيت طعم الفرح من سنين
وصرت بأسعد اللحظات أصب ادموع
لقد تركناه لكم، يا سادة، كما تركنا البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره.
أيها السياسي الفرحان بفوزك رغم انك لم تفز بعد، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلاً مسروراً، ظانا أن الدنيا لك قد استوسقت، والأمور اتسقت، أقول لك:مهلا. فعقلي الذي هو ملكي وانا ملكه يفرض علي ان ارد عليك والا فانه سيبرأ مني.
عندما اسمع قائدا سياسيا، اسلامويا كان أم علمانيا مدنيا، يعلن بان حزبه فاز بالمرتبة الأولى فهذا يعني ان كل الأحزاب والكتل ستأتي بعده في تسلسل قائمة الفوز والنجاح. أليس كذلك يا عباد الله أم إنني غلطان؟
تابعت نتائجه على لسان ممثلي كيانه السياسي، وليس غيرهم، في محطات الانتخاب فوجدته في ست محافظات لم يحصل بعد على 10 مقاعد. حتى انها في اهم مدينة شيعية، وهي النجف، جاءت الرابعة، وفي كربلاء حصلت على صوت واحد. مع هذا صبرت حتى ظهر الناطق الرسمي باسم الكتلة ليعلن انها ستحصل على 40 مقعدا في عموم العراق. شلون حسبها؟ لا أدري. مع هذا سأعتمده. أما يعني هذا، حسب صيحة "اننا فزنا بالمرتبة الأولى" ان لا كتلة سيتجاوز عدد مقاعدها الأربعين؟
ولو ظلت على السياسيين وضحكهم على عقولنا هم اشوى، كما يقولون، لكن ان تشترك في ذلك مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني لقياس الرأي تقول عن نفسها بانها مستقلة فهذه أم المصائب.
أكثر من عشرين موقعا اخباريا بعضها كنت احترمه وأثق بمصداقيته نشرالآتي:
"أعلنت شبكة "عين العراق" لمراقبة الانتخابات العراقية، الخميس، أن ائتلاف دولة القانون حصل على المرتبة الاولى والكتل الصدرية بالمرتبة الثانية وائتلاف المواطن ثالثا في استطلاع أجرته لناخبين في عموم المحافظات باستثناء الانبار، مبينة أن الاستطلاع شمل 91% من المشاركين في التصويت العام". انتهى الاقتباس.
الذين شاركوا في الانتخابات 12 مليونا. و91% يعني انهم استطلعوا رأي 11 مليون عراقي خلال عشر ساعات في اكثر التقديرات. عقلي يقول لي: انه لو أتت الأمم المتحدة ومعها حلف الناتو وعاد الجيش الأمريكي الذي كان بالعراق قبل انسحابه فلا يمكنهم استفتاء 11 مليون انسان في يوم واحد.
تذكرت المرحوم الشيخ الوائلي وهو يوبخ بعض الروايات التي كانت تضحك على عقل البسطاء فتدعي ان الإمام العباس لوحده في ساعة قتل اكثر من 120 الفا! سألهم لو كان هذا العدد لدجاجات معلقة فكم من الوقت سيحتاج الانسان لذبحها. لعمري ما الذي كان سيقوله الشيخ لو كان العدد 11 مليونا ؟ الباحث في اقل التقديرات يحتاج الى خمس دقائق ليستوقف مواطنا ليطرح عليه السؤال ثم يدون إجابته.
أتساءل: انت أيها المحرر أما انتبهت؟ أعوقك واسأل رئيس او مدير التحرير. حتى انتم يا زملاءنا لا تحسبون حساب عقول الناس. شجاكم وانتم بقايا أملنا الذي نعيش عليه؟
الى متى يا وطني تظل مكذوبا عليك؟ انا لله.
أدوّر "عالعقل" يا ناس!
[post-views]
نشر في: 3 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
اتعرف ياساذ هاشم الى متى يبقى مكذوبا عليه الى ان يخرج القائد الوطني الذي ليس لديه غير الهوية الوطنية العابرة للطائفية والقومية والدينية ولكن اين ومتى يظهر هذا القائد الله وحده اعلم والظاهر وللاسف ان بغداد اصبحت عاجرا لاتنجب هكذا ابطال