TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الشلاه والقائد الضرورة!

الشلاه والقائد الضرورة!

نشر في: 4 مايو, 2014: 09:01 م

غالباً ما أجد أنا وغيري بالتأكيد، في تصريحات علي الشلاه، النائب عن ائتلاف دولة القانون، ما يُثير الرغبة في القهقهة، بعد الدهشة والاستهجان، ولعلنا جميعاً نتذكر فرحه العارم وهو يبشرنا بأن ابنه الطفل أنفق أربعة ملايين دينار خلال شهر واحد، وهو يعبث بجهازه الخلوي، لكنه في ذلك التصريح الذي يجب أن يكون مُخجلاً لم يبلغنا من الذي سيدفع المبلغ؟ هو شخصياً، أم أنه سيحتسب على مجلس النواب، باعتبار أن السيد ممثل الشعب يصل الليل بالنهار خدمة للعراق، أو على الأقل لمن أوصله إلى موقعه، غير أن تصريحه الأخير لم يكن على شاكلة تصريحاته السابقة، وقد كشف فيه عن توجه أقل ما يقال فيه أنه شديد الخطورة على مستقبل الدولة العراقية.
يقول لا فض فوه، إن بقاء نوري المالكي رئيساً للوزراء أمر ضروري، وهي فكرة تبدو مستوحاة من الأيام التي سادت فيها على ألسنة أشباه المثقفين نغمة القائد الضرورة، باعتبار أن استمرار صدام حسين قائداً، أمر ضروري لاستمرار الحياة وعجلة الإنتاج والإبداع في مختلف الميادين، مع سؤال يتميز بالغباء المطبق ردده البعض آنذاك حول فضيلة ارتداء أبناء الفلاحين للأحذية الكاوتشوكية، بسبب سياسات القائد الضرورة، ما يدعو له الشلاه اليوم يجب أن يلقى الرفض والإدانة، خصوصاً من قادة وكوادر حزب الدعوة قبل أن يتحولوا إلى ديكور، أو مجرد أبواق لتمجيد مختار العصر.
أمر آخر خطير كشف عنه الشلاه، بدعوته لاحترام إرادة العراقيين الذين صوتوا للمالكي بنسب عالية، ما يعني حكماً محاولة الالتفاف على قرار سابق للمحكمة الاتحادية العليا، ينص على أن الائتلاف المتكون بعد ظهور نتائج الانتخابات، ويملك العدد الأكبر من مقاعد المجلس النيابي، هو صاحب الحق بتشكيل الحكومة، وليس النائب الحاصل على أعلى الأصوات، والواضح أن هناك محاولة لوضع تفسيرات جديدة، يتم تفصيلها على مقاس ولاية ثالثة للمالكي، وسيكون طريفاً جداً إن أظهرت نتائج الفرز الرسمية أن شخصا آخر غير المالكي، تمكن من الفوز بأكبر عدد من أصوات الناخبين، عندها سيكون على الشلاه والذين معه البحث عن تفسيرات جديدة، ما أنزل الله بها من سلطان.
ليس غريباً أن يردد الشلاه حرفياً ما يصدر عن المالكي، فالذين يعرفونه يدركون أن ليس لديه ما يقوله، وأن ما يمكن أن يبدعه هو أن يحفظ ويعيد، وهو لذلك يقول إن ائتلاف دولة القانون يسعى إلى حكومة أغلبية تمثل أطرافاً في كل المكونات، من أجل المضي في بناء الدولة، وعدم تكرار ما حصل في الدورة البرلمانية الحالية، ويقفز على حقيقة ستظل ماثلة في أذهان العراقيين، بأنه شخصياً كان عضواً في البرلمان المنتهية ولايته، وساهم قدر جهده في تعطيل مشاريع القوانين، التي لم تنل رضى السيد المالكي، وأنه كان واحداً من الذين "ميّعوا" العمل البرلماني وأفرغوه من مضمونه، حين اعتبروا البرلمان مجرد تابع لرئيس السلطة التنفيذية وليس رقيباً عليه.
سيكون مثيراً للأسى إن كان في البرلمان الجديد العديد من أمثال علي الشلاه، لأن ذلك يعني أن رئيس الوزراء القادم بغض النظر من يكون، سيكون قادراً على تهميش السلطة التشريعية، وإفراغ الحياة السياسية لمدة أربع سنوات من أي معنى إيجابي، وليس هناك شك بأن التصريحات الصادرة عن بعض أعضاء ائتلاف دولة القانون، وهي تدعو إلى التهدئة والعودة إلى التحالف الوطني، تذهب في هذا الاتجاه، وهو قطعاً ليس في مصلحة العراقيين، ولا الدولة العراقية المحتاجة فعلاً لغير هذا النمط من النواب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram