TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرئيس.. مرأة

الرئيس.. مرأة

نشر في: 5 مايو, 2014: 09:01 م

ناشطون مدنيون اعربوا عن أملهم في ان تعيد القوائم الانتخابية الكبيرة النظر بمواقفها بخصوص منح المرأة استحقاقها السياسي ، وبما ينسجم مع ما تمثله النساء في العراق من نسبة تجاوزت 56% من السكان، فضلا عن مشاركتها الواسعة في الانتخابات ، الناشطون من كلا الجنسين اتفقوا على حق المرأة في الحصول على احد مناصب الرئاسات الثلاث مجلس الوزراء ، والجمهورية والبرلمان، لتحقيق سابقة لم يعرفها العراق ودول المنطقة ، وهكذا تمنيات وطموحات مشروعة يكفلها الدستور ، غالبا ما تصطدم بعراقيل وعقبات ومطبات ، لان القوى السياسية متصدرة المشهد جعلت النساء دائما في المقاعد الخلفية خارج دائرة الضوء ، والدليل على ذلك ان الحكومة الحالية لا تضم سوى امرأة واحدة في كابينة وزارية رجالية بامتياز ، فيما شهدت الدورات السابقة مشاركة اكثر من امرأة في التشكيلة الوزارية ، وبفضل الهيمنة الذكورية تراجع التمثيل وكاد يكون منعدما، وفرضت المحاصصة سطوتها على النخب السياسية ، فانشغلت بتقاسم المناصب والمواقع ،ومفاوضاتها جرت في غرف مغلقة منعت النساء من دخولها ، على الرغم من مزاعم وادعاءات اصحاب الصوت المرتفع بان النساء يشكلن اكثر من نصف المجتمع ، وحرصهم على تحقيق العدالة والمساواة ، فكان هذا" المطب" حجر عثرة بدد آمال الناشطين في ان يكون رئيس الجمهورية او مجلس الوزراء او البرلمان امرأة ، لاسيما ان الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي شغلت وزارة البلديات ، في العام 1959 ، فكانت اول امرأة تتولى منصبا وزاريا عربيا وعراقيا ، بمعنى ان العراق يمتلك من الخبرات والكفاءات لدى النساء مما يجعل فرص حصولهن على المواقع والمناصب في الدولة امرا متاحا في حال توفر الرغبة لدى القوى السياسية صاحبة دعوات التغيير ، وتصحيح اخطاء السنوات الماضية المريرة .
عوامل سياسية واخرى دينية "مطبات" وضعتها قوى دينية امام مشاركة المرأة في ادارة البلاد ، في وقت تحركت بقوة على النساء للحصول على اصواتهن لصالح قوائمها الانتخابية ، وتناست وصاياها وإرشاداتها بمنع الاختلاط في المدارس الابتدائية ، وتحريم سفر الزوجة من دون محرم ، وفرض الحظر على النشاطات الفنية والاجتماعية ، والغاء مظاهر الحياة المدنية في العديد من المدن العراقية ، وهذه الإجراءات تضاف اليها تشريعات تنتهك الحريات الشخصية ، وتخالف الدستور ، صدرت من جهات وتنظيمات تعاملت مع المرأة بوصفها "كوتا " ومجرد عدد يضاف الى كتل نيابية غير مستعدة إطلاقا للتنازل عن "حقها الذكوري " لاعتناقها أفكار القرون الوسطى.
المعجزة وحدها ستحقق حلم الراغبين في تولي المرأة مناصب الرئاسات الثلاث في الدولة العراقية خصوصا ان بعض القوائم طرحت مرشحها لمنصب رئيس مجلس الوزراء ،وأجرت اتصالات ولقاءات مع الحلفاء والشركاء والدخول في مباحثات لتشكيل الحكومة المقبلة ، ومن المتوقع ان تكون المفاوضات في غرف مغلقة وتقتصر على القادة السياسيين ورؤساء القوائم الكبيرة فقط ولا يحق للنساء المشاركة بالتفاوض الا بصحبة المحرم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram