مكتبة غير رسمية، تستخدم الكتب التراثية القديمة لتذكير الجيل الجديد من الشباب بعدم حاجتهم الى التفكير بالهجرة للتخلص من المضايقات اليومية الصغيرة. ويقول صاحب المكتبة "المخزومي-26" انه واصدقاءه يحاولون إعادة بغداد الى ذلك الماضي الأفضل ، ويستطرد : كنا
مكتبة غير رسمية، تستخدم الكتب التراثية القديمة لتذكير الجيل الجديد من الشباب بعدم حاجتهم الى التفكير بالهجرة للتخلص من المضايقات اليومية الصغيرة.
ويقول صاحب المكتبة "المخزومي-26" انه واصدقاءه يحاولون إعادة بغداد الى ذلك الماضي الأفضل ، ويستطرد : كنا افضل في بغداد في أعوام الثلاثينات والاربعينات والخمسينات واكثر تقدما وقد عرفنا ذلك من خلال الكتب.
وفي غرفة بالطابق الثاني لمقهى الاطرقجي والتي حولها المخزومي الى مكتبة عامة تحوي نحو 8000 كتاب من اجل تشجيع الشباب على القراءة، بعيدا عن العالم الخارجي.
التفجيرات اليومية غدت مألوفة وهي تعرقل الحياة اليومية في بغداد والتي باتت شبه عسكرية فهناك ازدحام المرور وغلق عدد من الشوارع وتواجد الكثير من نقاط التفتيش. وهذا الأمر يعرقل حياة المواطنين حيث يستغرق المجيء والذهاب لتمضية الأعمال، وقتا طويلا.
وفي الوقت الذي يقرأ فيه المخزومي بواسطة الآي باد، يسأله الاخرون عن ذلك الأمر، فيجيب انه سيعلمهم كل شيء.
لقد اختلف الأمر في العراق عما كان عليه في السابق، حيث بدأت الكتابة، مع اختراع الأرقام والأحرف، وبغداد شهيرة بسوق الكتب فيها، ولكن الاجراءات الأمنية المتشددة تمنع الكثيرين من الذهاب لشراء الكتب او ارتياد المكتبات العامة.
وشارع المتنبي الشهير في بغداد، حافل بالكتب التي تتكدس في أيام الجمع، وهذا الشارع تعرض للتخريب قبل سبعة أعوام، اثر تعرضه للتفجيرات.
ويحضر الجمهور في ايام الجمع الى شارع المتنبي للاستماع الى الشعر والقراءات الأدبية، التي تقام فيه، ومع ذلك فان باعة الكتب يشكون من ان الجيل الجديد لم يعد يهتم كثيرا للقراءة.
ويقول المخزومي انه ورث حب القراءة من والدته وايضا والده الذي توفى عام 2001 وترك خلفه الكثير من الكتب التي أصبحت له الآن.ويعمل المخزومي في وزارة الثقافة وهو يمول مشروعا خاصا به: مقهى عصري جميل في مول المنصور الجديد، مركز للتسوق في بغداد ولكن الإقبال كان ضعيفا على شراء الكتاب في المول. ولذلك نقل معظم الكتب العربية، والانكليزية، الى الطابق الثاني في مقهى الاطرقجي خاصة وان الأجواء هناك أشبه بمقاهي بغداد القديمة.
ويقول عبد الرزاق الاطرقجي، "لدينا في بغداد نحو 1600 منزل تراثي تعود الى القرن الـ18 ولكنها بدون صيانة فلا احد يهتم بالتراث."
وقد افتتح مقهاه قبل ستة اشهر، واختار نوافذ من طراز قديم وكذلك الأبواب والأرائك . وفي الطابق الثاني حيث المرايا، نجد نساء ورجال بملابس أنيقة، يتذكرون بغداد القديمة، ويصغون الى محاضرة عن الشعر.
ويقول المخزومي والاطرقجي، ان اصبح الأدب جزءا من الحياة اليومية، فان الجيل الشاب قد يتمكن من إعادة بناء البلاد.
ومكتبة المخزومي بدأت بمجموعة كان يمتلكها وايضا عشرات الكتب التي استطاع الحصول عليها من جامعة كمنويلث- فرجينيا حيث ذهب المخزومي الى هناك قبل عامين، ضمن برنامج التبادل الامريكي وتضم تلك المجموعة كتبا متنوعة عن التاريخ والسياسة والروايات.
واضاف ايضا انه حصل على العديد من الكتب من معرض بغداد الدولي للكتاب ولكنه رفض اغلبها لكونها دينية ويقول: ان المجتمع الذي ينبغي بناؤه علماني وليبرالي حيث القوانين الديمقراطية والمرء قادر على قول كل ما يريده. ونحن هنا نريد الحصول على كافة الكتب لتشجيع الشباب على القراءة.
ومعظم اصدقاء المخزومي قد هاجروا الى الغرب وهو ايضا كان يمتلك الدافع للهجرة عام 2005 حين تم اختطاف شقيقه الاكبر، ودفعت العائلة جزءا من المبلغ المطلوب منها فديه ولكنهم ومنذ ذلك الحين لم يسمعوا عن شقيقه شيئا ولكنه يقول، انه لم يفقد الأمل حتى اليوم.
واضافة الى المكتبة فقد شكل المخزومي مجموعة من المتطوعين لتنظيف الأماكن التاريخية وإرشاد الشباب العراقي لزيارة المتاحف.
ويقول المخزومي ان الشباب ضجرون من حالة البلاد، ولكن هذه الفعاليات الثقافية تربطهم بالعراق، وتمنحهم سببا للبقاء.
وشارع المتنبي شهير بمكتباته، وقد أعيد تشييده مجددا اثر انفجار سيارة فيه عام 2007 ويعتبر اليوم اكبر سوق للكتاب في العراق.
عن: الغارديان
التصوير: احمد الربيعي