اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ومازلنا نتأمل "شراكة" علي الموسوي

ومازلنا نتأمل "شراكة" علي الموسوي

نشر في: 6 مايو, 2014: 09:01 م

انتهى "العرس الديمقراطي" وبدأت أسئلة المقربين من رئيس مجلس الوزراء، السؤال الأساسي فيها: هل سيشكل المالكي حكومة اغلبية ، ام انه سيحتفظ بشعار حكومة شراكة وطنية ؟ وهو سؤال من مجموعة أسئلة مضحكة يحاول أصحابها سحب الواقع إلى مناطق الضباب.. لا الوضوح ،  لأنها مثلا تضع شخصية المالكي حصرا في مواجهة بناء نظام سياسي حديث، هذه المواجهة.. المهم فيها الإصرار على وضع المالكي على كرسي رئاسة الوزراء، وقطع الطريق امام بناء حكومة فاعلة.. ليصبح "العرس الانتخابي" في النهاية مجرد اصلاح او ترميم لديكور قديم، فيما العراق يحتاج الآن إلى مؤسسات قوية ، لا بطل منقذ.. يحتاج إلى إرادة بناء وتغيير وشراكة من القوى السياسية والاجتماعية التي لها مصلحة في الاستقرار والتنمية ، لا في ترميم القديم ودفع البلاد إلى هاوية لا إفاقة منها.
فليس المهم هل ستشكل حكومة اغلبية ام حكومة شراكة،  المهم هو الفريق الذي سيدير البلاد في الايام العصيبة القادمة ؟
ارجوا ألا يقول البعض إننا ضد العرس الديمقراطي، وفشلنا في توجيه الناخب ولهذا نحن نحقد على من حصدوا أعلى الاصوات ، ودعوني اسأل: أي صنف من أصناف الديموقراطية تتحدثون عنه ، وفي أي ديموقراطية لا يُطرد نائب قام بتوزيع اراضي الدولة على المواطنين باعتبارها منحة من رئيس الوزراء ستعاد اذا لم يتم انتخابه ؟ وكيف سمح لمرشحين أن يستخدموا المال العام في حملاتهم ؟ اي نوع من أنواع الديمقراطية التي تفتح خزائن الدولة امام الأقارب والأصحاب والمعارف من اجل ان يحصلوا على كرسي في البرلمان ، في أي ديموقراطية يكون النقاش حول حصة طائفة ما، والبحث عن مسببات تقصي الطوائف الأخرى؟
ماذا يريد البعض أن يقول حين يخرج على الناس مصرا على إن "الاقرب لائتلاف دولة القانون هو التحالف الوطني ، لانه قريبا من فكرنا واتجاهنا السياسي"، مثلما يصر النائب علي العلاق، الى ماذا يسعى علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء الذي أخبرنا امس صباحا بان "حوارات ومشاورات تجري حالياً حول ترتيبات تشكيل الشراكة"، ثم خرج علينا في المساء ليبشرنا من ان السيد المالكي " بدأ اتصالات لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية " .
لا يا سادة ياكرام .. إن الأمر لا يمكن أن يسير على هذا النحو أبداً، لأن مظالم الناس اكبر من أي منصب، واهم من أي مسؤول أياً كانت الجماهير التي انتخبته – لأنها حتما انتخبته لا لشخصه وإنما للمشروع السياسي الذي قدمه – واليوم تخلى الجميع عن مشاريعهم، تخلوا عن تشكيل حكومة كفاءات مقابل حكومة محاصصة، وغضوا الطرف عن عصابات الجريمة المنظمة، بل أن البعض استخدمها لتحقيق مآرب خاصة، الناس انتخبت سياسيين وعدوا بتأسيس دولة المواطنة لكنهم اليوم يعانون من دولة المسؤولين وأقاربهم. لا يتصور السيد المستشار أن الناس ستأخذ بالبكاء والنواح على الشراكة الوطنية التي تفصل على مقاس دولة القانون، هل يتصور أننا ستخرج في تظاهرة للمطالبة بان يحافظ المالكي على وعده ويشكل حكومة أغلبية من أجل نعيش اربع سنوات عجاف جديدة؟
ماذا تنتظر الناس من دولة لا تبرع إلا في تضخيم رموز الحكم.. في نفختهم الكاذبة.. هذه دولة ماتت بشيخوختها، وأصغر "ثرثار" فيها ميت، وكل ما فيها لن يقدم لنا سوى الموت، هذه هي الخلاصة أيها السيد المستشار.
التغيير قام في العراق من أجل بناء دولة جديدة، إلا ان القائمين على الحكم لا يعرفون إلا هذه الدولة التي انتهت صلاحيتها.. يتعلقون بها، ويتصورون أنهم يستطيعون بخفة أن ينقلوا المفتاح من " قائد ضرورة" إلى " قائد مؤمن" و يتخيلون أن الشعب مجرد جمهور ينتظر " ثرثرات " سياسيه الساذجة، لينام بعدها مطمئنا راضيا بالمقسوم.
ايها العراقيون إما أن تصرون على صنع دولة جديدة تعبر بنا من مقبرة الماضي التي يريد لنا البعض العيش فيها ، إلى بر الحياة.. وإما سندفن مع هذه الدولة الميتة إلى الأبد.. لا حل وسطاً.. حكومات المحاصصة الطائفية والاقارب والاصحاب أكلتها "الارضة" ، ولم تعد صالحة للاستخدام الآمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    نعم ياسيد علي ستبقى في مقبر ة الماضي مادام اعضاء التحالف اللاوطني مصرا على بقاء التحالف على ماهو وخصوصا ما يصرح به اعضاء كتلة المواطن فلا تغيير ولادولة كفاءات ولاتكنوقراط ولا دولة مؤسسات

  2. خليلو...

    اظننا سندفن ولكن الى حين ثم نبعث كالعنقاءوذلك حين يرحل من سبب لنا خيباتنا اسمع هذه الحكاية: جاء في الاساطير : اذا مات الملك في بلاد سرنديب( سيلان) وضع على عجلة قريبة من الارض مستلقيا على قفاه يسحب شعر راسه التراب من الارض وامراة بيدها مكنسة تحث تراب الار

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram