الأشقاء المصريون عندما يقول احدهم بـ "المشمش" يختزل وجهة نظره في التعبير عن صعوبة تحقيق المزاعم والادعاءات وخاصة الصادرة من المسؤولين ، ويقابله القول العراقي الشائع" اقبض حسابك من دبش".
المصريون لهم معاناتهم وهمومهم ، بعد ان شهدت بلادهم أحداث عنف وتفجير مفخخات ، ودولتهم بقواتها المسلحة تمتلك القدرة على بسط الأمن ، وعلى الرغم من ذلك يصر الأشقاء على ترديد مفردتهم المفضلة ربما لحث المؤسسة الأمنية على تنفيذ واجباتها بكل دقة تزامنا مع بدء الحملة الدعائية لانتخاب رئيس الجمهورية .
قبل الانتخابات التشريعية سمع العراقيون تصريحات مسؤولين وقادة الجيش أشارت الى تنفيذ عملية عسكرية بعد التصويت العام لملاحقة الجماعات المسلحة الإرهابية وتطهير الفلوجة والانبار من فلولهم ، ونقل شريط اخبار الفضائيات انباء تفيد بمصرع عشرات الإرهابيين ، والقبض على اخرين سواء من العراقيين ام حاملي جنسيات عربية واخرى أفغانية وشيشانية وباكستانية .
شريط اخبار الفضائيات على مدار الساعة ينقل عن قادة عسكريين ومسؤوليين أمنيين تصريحاتهم المتفائلة بان الأوضاع الأمنية في غضون الايام القليلة ، ستشهد تحسنا ملحوظا باعتماد خطط جديدة وأسلحة ومعدات حديثة ، من شانها ان تعزز القدرات القتالية للجيش والشرطة ، ولن تبقى سوى الرفسة الأخيرة لثور الإرهاب ، وبعده سيحل السلام والأمان في ربوع الوطن ، اما على الصعيد السياسي ، وبعد اعلان نتائج الانتخابات ، ويأخذ كل طرف "استحقاقه الجماهيري" سيدخل الفائزون الكبار في مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة ، يراها المتفائلون من الساسة بانها لن تحتاج الى سقف زمني طويل ، وبإمكان حسمها بقبول فكرة الأغلبية السياسية ، اما المتشائمون، فيقدرون لها سنة كاملة او اكثر لتشكيلها لوجود خلافات وملفات شائكة معقدة ، خلفت ازمات سياسية ، واضطرابا امنيا في مدن العراق الغربية والسؤال الاهم المطروح في ظل هذه الظروف وتداعياتها ، هل من خطوات جدية لتجاوز الأزمة ؟ او في اقل تقدير هل توجد إمكانية لبلورة اتفاق موحد يكون قاعدة لتحقيق استحقاقات المرحلة المقبلة ؟
المشهد العراقي صاحب العلامة الفارقة المتمثلة بالاضطراب على المستويات كافة ، يشهد في على الدوام تصريحات لمسؤولين تؤكد ان تدهور الملف الامني يعود الى الخلاف السياسي ،فيفسر المسؤول الماء بعد الجهد بالماء ، وفي اغلب الأحيان يتهم دولا خارجية بالوقوف وراء دعم وتشجيع المجاميع الارهابية وتلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان ، ويتناسى الاشارة الى سوء ادارة الملف الأمني ، وتشخيص مواطن الخلل في الجهد الاستخباري ، واستنادا الى معادلة بسط الأمن بإنهاء الخلاف السياسي ، تبرز حقيقة واحدة يدركها جميع العراقيين، بان امنهم هو الاستحقاق الاهم ، ومشاركتهم الواسعة في الانتخابات أعطت رسالة واضحة لجميع السياسيين بان يضعوا المصلحة الوطنية في صدارة قائمة الاستحقاقات ، فهل وصلت الرسالة للجميع ، يبدو انها وصلت الى طرف واحد فدفعت احد الأعضاء المخضرمين في مجلس النواب الى التصريح بان تشكيل الحكومة سيكون خلال ايام قليلة بعد اعلان النتائج " بالمشمش واقبض حسابك من دبش".
مشمش دبش
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
كاطع جواد
التداعيات الأمنية و منذ اعتصامات أهالي الأنبار أخذت منحى سياسي أمني اي ان المشكلة الأمنية تأتي بعد المشكلة السياسية ، لكن للأسف الشديد تغافلت السلطة عن المشكلة السياسية وذهبت للمشكلة الأمنية و هذا ما عقد الوضع الأمني و دفعه نحو الاسؤ ، لا احد ينكر ان هن