منذ سقوط الصنم وانهيار النظام الديكتاتوري عام 2003 حتى الساعة ظهرت مفاهيم وسادت قيم وحلَّ إرباك وتقدم أشخاص وغُيـِّب آخرون وهذا ما شهدناه ولمسناه في كل القطاعات والمفاصل الحياتية وكان قطاعنا الرياضي متميزاً بهذه الفوضى والانقسام والظهور الغريب للبعض والغياب الأغرب للكفاءات المتميزة والعناوين الخيرة والخبرات الوطنية المتواجدة في داخل الوطن وخارجه!
قبل أيام التقيت أحد شخصياتنا الرياضية التي غادرت الوطن اضطراراً أيام سطوة عدي على الرياضة ويومها استقر في اليمن وقدم عملاً رائعاً وحقق للأشقاء اليمانيين انجازات كبيرة في مقدمتها وضع الأساس العلمي لبناء رياضة اليمن والتخطيط ليمن رياضي سعيد ! ولكن ما أن تغيّر الحال وسقط الصنم حتى وجد هذا الأكاديمي الكبير والعالم الرياضي المخلص نفسه أمام مسؤولية وطنية تتطلب العودة الى أحضان وطنه وتقديم عصارة خبراته التي جناها خلال سنوات عمره الطوال في ميدان الرياضة لاعباً ومدرباً وحكماً وإداريا وأكاديميا متميزاً وبارزاً ، إلا إن هذا الإنسان الكبير بعلمه وعقله وخبرته وإبداعه واجه الكثير من المعرقلات والمحبطات والحواجز في طريق عمله ولكن بطرق ذكية وأساليب (ثعلبية) وتجاوزات رسمها البعض ونفذها البعض الآخر للانتقاص والتقليل من هيبة وقدسية العلم والعلماء.
لقد قال لي يوماً أحد رياضيي اليمن : هل يصح أن تفتشوا على مَن يخطط لبناء رياضتكم وعندكم الدكتور صبري بنانة ؟ انه عالم كبير عمل عندنا في اليمن ووضع الأسس الصحيحة والاختبارات العلمية والمقاسات الخاصة (غير المستوردة) لبناء رياضة اليمن، فلماذا لا تستفيدوا منه وتنهلوا من علمه ومعارفه ؟ هل لديكم مَن هو أكثر علماً من بنانة ؟ إن كان هذا فألف ألف مبارك فالميدالية الأولمبية قادمة لا محالة ! ثم واصل الحكاية : إن الدكتور صبري بنانة أخفق بالفوز بعضوية المكتب التنفيذي في الانتخابات الأخيرة ( يبدو لعدم كفاءته ) !
وقد توجه قادة الاولمبية لإعادة النظر بمشروع صبري بنانة ( البطل الاولمبي ) وحصلت عملية مناقشة للدكتور بنانة من قبل بعض اعضاء المكتب التنفيذي ممن لم يطلعوا او يتعرفوا على مشروعه المكتوب والمقدم الى الدورة السابقة الذي يحتوي على كل التفاصيل والتوضيحات التي يبدو ان بعض الاخوة في التنفيذي الجديد لم يطلعوا عليها علماً أن قيادة الاولمبية الجديدة هي ذاتها السابقة ( الرئيس والنائب الأول والأمين العام ) والتي دعمت هذا المشروع ( البطل الاولمبي ) الذي يشرف عليه الدكتور بنانة وزادت ميزانيته من 500 مليون دينار إلى مليار دينار اعترافاً بالنجاح والجهد المبذول .
أحبتي في قيادة الرياضة العراقية نريد منكم موقفاً وطنياً يخدم الوطن ورياضته ويبتعد عن المصالح الشخصية والدوافع الذاتية وحتى لا يتكرر إقصاء الكفاءات والخبرات والنوعيات الأكاديمية الناضجة مثلما حصل في انتخابات الاتحادات المركزية والمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية وحتى لا تضيع كفاءات جديدة ونخسر علماء كباراً في القطاع الرياضي ندعوكم بالاهتمام باللجان الفنية والاختصاصية والرعاية للأكاديمية الاولمبية التي قدمت أفكاراً وحلولاً للكثير من المشاكل الرياضية ندعوكم لان تضعوا العقول الرياضية العراقية في المكان الذي تستحقه وألا يظل الحل والعقد بيـد مَن لا يمتلك القدرة والقابلية الحقيقية على إدارة الرياضة بالشكل المطلوب، ولنــا عودة.
حتى لا يتكرر الإقصاء
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2014: 09:01 م