في زمن التشظي والتعارض والتضاد والكيد وكيل التهم ، في زمن الكواتم والمفخخات ، من يتجرأ ويجاهر بالدعوة التي اطلقها أحد الحكماء: ( الدين لله ، والوطن للجميع).
من يغامر ويطالب بإدراجها مادة قانونية ملزمة ، تتصدر حيثيات القوانين الوضعية، وتعاقب من يسئ استعمالها ، او يخرق قدسيتها كمرتكب جريمة يعاقب عليها القانون بالحد الأقصى من العقاب .
العالم العربي الإسلامي — والعراق خصوصا — عرضة للتفكك ، والتفكك اول علائم الانهيار .
لا عاصم ديني تنويري تثقيفي يتصدى للحملات التي تتعاظم باسم الدين والدين منها براء .
أساس الصراع : إحياء تسميات ومسميات موشومة في الذاكرة . تكفيها هزة بسيطة ، لتغادر رقادها وتستيقظ كأعنف ما تكون .
ما معنى ان نتنازع حد الاقتتال ، مرة باسم الدين والمعتقد، فهذا مسلم وذاك مسيحي او صابئي ، وتارة بحمل لواء الطائفة ، - شيعي ام سني ، وثالثة بحجة القومية ،عربي ، كردي ، مستعرب ، فيلي..
لا نستثني بقية الاديان من التشظي ، لكنها لم تبلغ ما بلغه الإسلام من عدد الفرق والنحل والطوائف…. الإسلام الذي كان واحدا زمن النبي محمد ( ص) انشطر : فهذا مالكي ، وذا حنبلي . وذاك إمامي اثني عشري ، وآخر حنفي، وآخر شافعي... إلخ
وكأن هذا لم يكف (ي) ، فالشيعي العربي ليس كالشيعي الفارسي ، ليس كالشيعي الباكستاني ، ليس كالشيعي اليمني ، ليس كالشيعي في مصر او دول افريقيا او الخليج.
والسني العلوي غير السني الهاشمي غير الفاطمي غير الحنفي ، غيره في السعودية …..
وكأن هذا لا يكفي ، فعرب العراق غير عرب الشام ، غير عرب الأحواز ، غير عرب اليمن ، والقائمة تطووووول …….
لم تتعملق الدول الكبرى وتبلغ المراتب المتقدمة ، إلا بعد ان فصلت الدين عن الدولة .تركت الحرية لمن يريد الذهاب للكنيسة، ان يذهب للكنيسة . ولمن يريد الذهاب للخمارة ، ليذهب إليها.
الدين لله : فما بيني وبين ربي ، هو الذي بين ربي وبيني.. وكل نفس بما كسبت رهينة.
والوطن للجميع: هل يمكن لهذا المفهوم ان يسود بعيدا عن الدين والمذهب والعرق والطائفة والقومية؟
هذا هو جوهر السؤال؟
المتاهة إلى متى ؟
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2014: 09:01 م