اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رحلات السليمان السحرية

رحلات السليمان السحرية

نشر في: 7 مايو, 2014: 09:01 م

أدعوكم لقراءة الخبر المنشور قبل يومين في صحيفة الحياة اللندنية ، وتأملوا في السبق الصحفي الذي نقله إلينا النائب المقرب "جداً" عباس البياتي من "ان ائتلاف المالكي يؤيد ويساند مبادرة عمان".. ودققوا جيداً في هذه اللحظة "التاريخية" التي بشرتنا فيها مواقع مقربة من القائد العام للقوات المسلحة من أن هناك وساطة للتقريب بين نوري المالكي وعلي حاتم السليمان، وقبل هذا أتمنى عليكم إعادة مشاهدة اشرطة "حديث الأربعاء" لرئيس مجلس الوزراء والتي قال فيها من أن لا تراجع عن قضية تحرير الأنبار والفلوجة من المسلحين.
لا اعتراض عندي مطلقا على مناقشة ازمة الانبار وحلها بالطرق السلمية، وفي هذا المكان كتبت ان مفتاح الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد بيد رئيس مجلس الوزراء وحده، لأنه ببساطة هو الذي وضع الجميع في هذا المأزق، حين أصر على عدم الإنصات للأصوات المعتدلة سواء في الأنبار أو الموصل أو صلاح الدين، فهذا العناد هو الذي فتح الباب أمام المتطرفين لكي يصبحوا جزءاً من المشهد الذي يتصدر الفضائيات الآن.
اليوم نحن على موعد جديد من النائب عباس البياتي الذي اشتقنا لسماع صوته، حيث اكد لنا خبرا تناقلته معظم وكالات الانباء جاء فيه "ان مفاوضات عمان نجحت في إبرام "اتفاق كبير" بين "ممثلين" عن محافظة الأنبار، وممثلين عن رئيس مجلس الوزراء، وأبرز بنود هذا الاتفاق، هي : - وقف القتال في جميع مناطق الأنبار فورا.. - انسحاب الجيش الى معسكراته المعروفة، وتسليم إدارة الشؤون الأمنية لجهاز الشرطة المحلية..- وقف الملاحقات القانونية بحق جميع المسلحين في المحافظة، - تغيير الإدارة المحلية الحالية للمدينة.. - الاتفاق يتضمن أيضا دفع مبالغ كبيرة لبعض الأطراف.
ودعوني أسال سؤالاً بريئاً: هل يريدون منا أن ننسى.. وأن نمحي من الذاكرة، أن ائتلاف دولة القانون خرج علينا قبل عام ببيان اتهم فيه حاتم السليمان ومعه العديد من عشائر الانبار بأنهم يقودون مجاميع "إرهابية" وان لديهم أدلة مثبتة في هذا الصدد وهي أقراص مدمجة، تثبت تورط علي حاتم السليمان شخصياً بهذا الموضوع .
هل يريدون منا ان ننسى، أن المالكي خرج علينا صبيحة يوم من الأيام، ليقول بالحرف الواحد إن "بلداناً خارجية تصرف الأموال وتعقد اجتماعات وتحركات وتنفق ساعات من الوقت من أجل دفع العشائر الى معركة مع الحكومة" .
هل يريدون منا ان ننسى، أن ائتلاف دولة القانون ظل يردد خلال أشهر طويلة أسطوانة، أن "عشائر الانبار تفتح البابَ لتدخلِ الدول في الشؤون العراقية، وان حاتم السليمان يسعى إلى السيطرة على المحافظة من خلال مجاميع ارهابية ".
وسمعنا أيضا بكامل وعينا السيد المالكي في خطاب علني يتهم مجموعة من السياسيين، بأنهم يسعون إلى إشاعة الإرهاب وتقسيم البلاد، وخرج علينا جمع من الناطقين باسم رئاسة الوزراء والداخلية والدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة والقضاء، كل منهم يحمل ملفاً قال لنا إنه يحتوي على مذكرات إلقاء قبض بحق حاتم السليمان وشخصيات أخرى من الأنبار، وحاول المالكي أن يقلد أوباما في مشهد مقتل بن لادن، فجمع أركان قيادته ليتابع معهم تفاصيل الإنزال الجوي على بيت حاتم السليمان، الذي انتهت فصوله بأن عادت المقاتلات تندب حظها، لأن السليمان لم يكن في البيت!
فهل يريدون منا أن ننسى، وأن نصدقهم وهم يهرّفون بالقانون والعدالة.
في حدود معلوماتي المتواضعة أن المالكي ظل يذكرنا بانه يملك ملفاً عن "جرائم تتصل بسياسيين ونواب"، لكنه يحرص على استمرار العملية السياسية ولا يريد لها الفشل، ودعوني أسأل سؤالاً بريئاً: إذا كانت الملفات موجودة وأن هؤلاء الساسة قاتلون ومجرمون وسرّاق حسب خطاب المالكي، فهل دماء العراقيين وأموالهم رخيصة للدرجة التي تدفع رئيس مجلس وزرائهم ، إلى الطبطبة على أكتاف أصحاب هذه الملفات الملغمة؟!
والان هل سنكتشف ولو متأخراً أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟ هل نصدق أن مؤتمراً سيعقد بين المالكي والسليمان سيزيل آثار الحريق، وسيعيد البسمة إلى وجهيهما وهما يعلنان برنامج الاحتفال بالمصالحة التاريخية، وما الصورة الجديدة التي ستوزع فيها الابتسامات، وما المخطط الجديد الذي سيخرج من أروقة الساسة، الذي يضعنا في أتون أزمة جديدة؟ ومتى وأين سيكون الحريق القادم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. رمزي الحيدر

    لا يوجد شعب في كل الكرة الأرضية يقبل بهذه المهازل إلا الشعب العراقي !. لماذا هذا الخراب والدماء لمدة عام ومن ثمة يقبل المالكي بما طالبته جماهير الرمادي . نحن بالفعل شعب خرافي.

  2. أبو همس الأسدي

    الأستاذ علب المحترم ...كل ما تفضلت به بالتأكيد لايمكن أن يمحى من الذاكرة العراقية !! ولكن هناك ما أغفلته بهذا الخصوص ؟ والمتعلق بكون المالكي هو ولي دم العراقيين وبضمنهم العشرات أو المئات أو الآلاف من جنودنا البواسل الذين استشهدوا في الأنبار أو الذين أحرق

  3. ابو اثير

    سيدي الكريم... أعتاد المالكي طوال فترة أستلامه السلطة على العمل على تفتيت الكتل والتحالفات وأخيرا العشائر وشيوخها وخاصة في المنطقة الغربية حيث يقرب هذا الشيخ ويبعد ذاك الشيخ حسبا لمصالحه السلطوية التفردية فالكل يتذكر كيف أن المالكي قد سحب الحماية المخصصة

  4. ابو سجاد

    المختار لايسخر منك ولامن جميع المثقفين ولكن سخريته من الملايين التي جددت له الولاية وهذه الاعداد هي التي ارتضت باراقة دمائها ونهب ثرواتها واذلالهافدعه يفعل بهم مايفعل كونهم ارتظوا مافعل بهم المختار وماسيفعل بالمستقبل اذا ماكانت هناك خيانة من الاطراف المشا

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram