ترجمة: شيماء جويد فرحان حثت احدى المؤسسات الأكاديمية الكبرى الحكومات الأوروبية على إعادة النظر في إمدادات النفط العالمية بسبب نظرا "لتسييس" الأرقام التي قدمتها وكالة الطاقة الدولية. وقد قامت جامعة ابسالا في السويد حاليا بنشر تقييم ينتقد وبشدة التقرير السنوي لمراقبة الطاقة العالمية
والصادر عن وكالة الطاقة الدولية IEA الذي يوضح إن بعض الفرضيات في التقرير أخطأت إلى حد كبير في تقدير مقياس شحة النفط المستقبلية. هذا ويزعم جيل آليكليت وهو أستاذ علم الفيزياء في جامعة آبسالا والمؤلف المساعد لتقرير جديد بعنوان "ذروة العهد النفطي", انه من المحتمل أن يصل إنتاج النفط إلى 75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030 بعكس التقدير "الخيالي" الذي استخدمته الوكالة في تقرير رقابة الطاقة العالمية لعام 2009 والذي نشرته مؤخرا, ويبلغ تقديرها للإنتاج 105 ملايين برميل، وقد قام الأكاديمي آليكليت الذي يدير وحدة الطاقة العالمية في الجامعة بوصف التقرير الصادر عن الـ IEA كونه "وثيقة سياسية" وضعت لصالح الدول الاستهلاكية ذات الاهتمام الكبير بالأسعار المنخفضة. وأوضح ذلك التقرير الذي وضعه آليكليت وغيره ومن بينهم سايمون سنودين من جامعة ليفربول : " نجد ان تقرير رقابة الإنتاج الذي وضعته الـ IEA مثيرا للمتاعب بناءً على التجربة التي خضناها تاريخيا وأنماط الإنتاج التي شهدناها. وتتوقع الـ IEA أن يتم استخراج النفط بسرعة هائلة غير مسبوقة من دون تقديم أي تبرير لهذا الافتراض". وثمة جانب معين مثير للقلق يتعلق بنسب الإنتاج المرتفعة في المستقبل باستخراج النفط من مصادر "غير مألوفة" مثل رمال القطران كما وذكر تقرير جامعة ابسالا الافتقار إلى المعلومات المتعلقة بالأرقام التي وردت في تقرير مراقبة الإنتاج لعام 2008 تلك الأرقام المكررة إلى حد كبير في التقرير الصادر مؤخرا "لذا يتوجب علينا أن نعتبر وضع الإنتاج الذي وصفته وكالة الطاقة الدولية كونه مريبا حتى يتم تفسيره بشكل أكثر وضوحا" هذا ما أضافه التقرير السويدي الذي سيتم نشره في صحيفة سياسة الطاقة. وجاءت استكشافات تقرير جامعة ابسالا بعد مرور أيام على ما نشرته صحيفة الغارديان بخصوص تعبير أصحاب الشأن في وكالة الطاقة الدولية عن تخوفهم الكبير حيال الطريقة التي تم بها جمع وتفسير الإحصائيات المتعلقة بالطاقة من قبل المنظمة التي مقرها باريس. كما وتساءل ذوو الاطلاع إذا ما كان تأثير الولايات المتحدة والتخوف من حالة "الرعب" التي تسود سوق الأسهم هو ما يشجع وكالة الطاقة الدولية على الاستهانة باحتمالية شحة النفط المستقبلية. وقال آلكيليت الذي تم تمويل تقريره الأخير من قبل وكالة الطاقة السويدية العائدة للدولة: انه سبق له وان شهد مخاوف داخلية مشابهة حيال الـ IEA، وأضاف: "لقد قامت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي OECD بمنحي مهمة كتابة التقرير وهو يدور بشأن الذروة النفطية والستراتيجيات الناشئة للدول المصدرة والمستوردة للنفط، وقد كان هذا احد التقارير التي تمت مناقشتها في اجتماع عقد في قاعة مؤتمرات وكالة الطاقة الدولية في باريس. وعن حلول تلك الفرصة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 أجريت حوارات خاصة مع مسؤولي الوكالة الذين قدموا لي اعترافاتهم ومنحتهم وعدا أن لا اذكر أسماءهم وتلك الاعترافات نشرت الآن في صحيفة الغارديان. وسبق لي أن سمعت الاعترافات ذاتها من مسؤول آخر من النرويج وقد تحدث عن الضغط الذي كانت تمارسه الولايات المتحدة في الوقت الذي كان يعمل خلاله في الوكالة". وقد نفت الوكالة تلك التصريحات التي تبين التحليلات التي قدمتها كانت بتأثير سياسي ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، كما وذكرت انه تمت مراجعة الوثيقة السنوية من قبل 200 خبير مستقلين ومختلفين. ولطالما كانت وكالة الطاقة الدولية تحاول إيجاد طرق لجعل تقديراتها أكثر صلابة إذ قالت المتحدثة الرسمية: "يسعدنا أن نرى مبادرات لتحسين نوعية البيانات المتعلقة بنسب احتياطي النفط وشحته، ونعتقد أن تقرير رقابة الطاقة العالمية لعام 2008 قد فتح بوابة مهمة نحو الحصول على المزيد من بيانات ميدانية وشفافية وسنرحب كثيرا بتلك الجهود للمساعدة على تعزيز الشفافية في القطاع النفطي". وفي الوقت ذاته قام ستيف سوريل بتأليف تقرير بخصوص إمدادات النفط صدر مؤخرا عن مركز بحوث الطاقة في المملكة المتحدة, وحذر هذا التقرير من رضا الحكومة البريطانية عن هذه المسألة، وقال سوريل: إن تقرير جامعة ابسالا كان "إسهاما نافعا" في الجدل بشأن "الذروة النفطية"، أي الآونة التي نصل خلالها إلى المستويات القصوى من الإنتاج الخام وعندها سيحصل انحسار نهائي. ويضيف سوريل: "اتخذت الوكالة بعض الخطوات الناجعة خلال الأعوام الأخيرة لتوفير معلومات أكثر بشأن كيفية توصلها إلى استنتاجات معينة ويعد ذلك أمراً مرحباً به، إلا إن سيناريوهات [العرض والطلب على النفط] الخاصة بها قد تغيرت أيضا وبشكل جذري ويستلزم ذلك توضيحا أكثر، وما زلنا بحاجة إلى الحصول على البيانات التي تدعم تلك الفرضيات". هذا واستدر
وكالة الطاقة الدولية تخطأ فـي تقدير فترة نفاد النفط
نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 03:24 م