اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فوز عبعوب وعقوبة بيرلسكوني

فوز عبعوب وعقوبة بيرلسكوني

نشر في: 9 مايو, 2014: 09:01 م

أقرأ في الأخبار وحوادث الشعوب ان رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكونى،  بدأ امس  أول أيام عقوبة "الخدمة الاجتماعية". وذكرت الأنباء أن بيرلسكوني سيبدأ العمل في أحد دور الرعاية ، حيث يقضى أربع ساعات أسبوعيا في خدمة المسنين الذين يعانون اضطرابات عقلية..يأتي ذلك على خلفية الحكم الذى صدر العام الماضي بسجنه بتهمة  التهرب الضريبي ، إلا أنه لم يسجن نظرا لأن النظام القضائي الإيطالي يراعى عدم سجن من يتخطى السبعين عاما .
وأقرأ في الأخبار أيضا ان المحكمة  الدستورية في تايلندا تقيل رئيسة الوزراء ،  وأتمنى ان لا يذهب بكم الخيال بعيدا  ، فتظنون ان رئيسة الوزراء  سرقت مليار دولار من أموال الحصة التموينية  ، أو أنها شريكة في صفقة  استيراد  أسلحة فاسدة أو زوّرت شهادة المتوسطة  لتحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية ، لكن حين تعرفون سبب إقالتها ستتأكدون حتما من ان هذه السيدة ارتكب جرماً اشد وأبشع ، فقد تدخلت  في قرار نقل احد القادة الأمنيين .
تقدم لنا أخبار وحكايات الشعوب المدى الذي يمكن ان يصل إليه الفعل البشري، حين تتظافر الجهود والنيات الصادقة في بناء وتطور الأوطان.
بالأمس قال لي صديق  ان نعيم عبعوب  صاحب حكاية الصخرة الشهيرة ومؤسس  نظرية الزرق ورق  حصل على  تسعين الف صوت  في الانتخابات  ، وان نائبة موازنة القتل الطائفي كتبت في صفحتها على الفيسبوك العبارة التالية : "  وصل عدد اصواتي اكثر بقليل من ثمانين الف صوت " فيما احتفلت  النائبة التي تقلبت من العراقية الى  البيضاء ثم الحرة وأخيرا دولة القانون " عالية نصيف " بفوزها الساحق على منافسيها .  
هذه صورة المنتصرين في عراق 2014  جميعهم يرفعون أصابعهم بإشارة النصر ،  فيما الذين هزموا الظلم والتخلف والاستبداد ، لم يكونوا يرفعون أصابعهم في وجوه خصومهم ، لم يشتموا أحداً ولم يسخّفوا معارضيهم ،ولم يكونوا قادة معارك  ، بل رجال بناء ومصالحات  .. في دول القانون  والمؤسسات استعاد الناس حرياتهم كأفراد وبشر. وخرجوا من الظلمة  إلى الحياة، ومن الزعيم الأوحد  إلى الرئيس المواطن .
انتهى عصر الوجوه المنتفخة والحاقدة ، فيما نحن لانزال نعيش في ظل مسؤول  يتمنى أن يستيقظ ذات يوم ليجد خصمه  قد اختفى من الوجود وأصابه زلزال مدمر .
اقرأ حكاية السيدة رئيسة وزراء تايلند  وانظر  إلى وجوه عشرات  الرجال  من الذين خذلوا  العراق  ،  ونهبوا ثرواته  وشردوا أبناءه  في طرقات الغربة، ونشروا ثقافة  الطائفية والجهل  وقطع الرؤوس وكواتم الصوت .
يكتب غوستاف لوبون  في كتابه روح الجماهير : " تتركز قوة الحاكم المخادع على  المخيلة الشعبية ، فهو يسعى الى ان يجر الجماهير وراءه  بالتأثير على عواطفهم  ، ويصف لوبون أساليب أصحاب السلطة الذين يستخدمون التلاعب بمشاعر الناس للهيمنة على مصائرهم  بانها حواة مهرة ،  وان ابرز وسيلة لفضحهم هي إسقاط أقنعتهم "
تتوالد وتتكاثر الوجوه الفاشلة في المناخات الملوّثة بوباء الطائفية والاستبداد . راجعوا معي  حكايات الديكامريون التي رواها لنا الإيطالي بوكاشيو ، كيف تُخدع الناس بخطابات وشعارات أكثر فتكا  بالبلاد من وباء الطاعون .
لم يبقَ حلم في أقصى مدن العراق ، إلاّ ونهب  وخرّب . لم يبق بيت إلا وزرعت فيه بذرة الطائفية  .. لم يبقَ ترمّل  أو تهجير اوقتل على الهوية  ،  إلا نُشر ورسخ. لماذا ؟ لأن السياسي العراقي يريد أن يبني مجده  على أن يخالف لا أن يصالح . يريد البقاء ، لأنه قوي لا، لأنه عادل ومتسامح وكفوء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو احمد

    لايمكن ابدا ان نقارن بين ايطاليا وتجربتها الديمقراطيه وبين العراق بغض النظر عن ان بيرلسكوني رجل مافيا يااخي مازلنا في بداية الطريق وامامنا الكثير من الوقت حتى نستطيع قراءة كتابتك وانا متاكد انك جالس في البيت ولاتعلم ماذا يجري لم يتفجر احد اقربائك (الله ي

  2. احمد

    ان الشعب العراقي لا يستحق افضل من الحجاج او صدام او المالكي ، مع احترامي للقليل القليل من الواعين

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram