بكين/ وكالات أكدت الصين عزمها الحفاظ على معدلات وارداتها الحالية من النفط الإيراني من دون تغيير إثر قرارها رفع حجم الواردات من النفط السعودي بنحو 12 في المئة، وفق ما نقلت تقارير إيرانية. وأورد الموقع الإلكتروني لقناة "برس تي في" تأكيدات وانغ تيانبو، رئيس "سينوبك كورب" Sinopec Corp،
الصينية بالإبقاء على معدل الاستيراد الراهن من النفط الإيراني عند قرابة 400 ألف برميل نفط يومياً. وجاءت التأكيدات تلو إعلان الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط، زيادة وارداتها النفطية من السعودية بنحو 12 في المئة إلى ما لا يقل عن مليون برميل في اليوم. وتعد الصين ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني، وخصصت حكومة بكين استثمارات بقيمة مليارات الدولارات لاستثمارها في قطاع النفط والغاز الإيراني على مدى السنوات المقبلة. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، زودت السعودية الصين بـ740 ألف برميل نفط في اليوم، لتعد أكبر مصدر للطاقة للمارد الآسيوي، تلتها إيران بـ540 ألف برميل يوميا. وتأتي التطورات عقب تقرير نشر الشهر الماضي أورد أن الإدارة الأمريكية تشجع دول الخليج على رفع صادراتها النفطية إلى الصين في سياق مسعى لتقليل اعتماد التنين الآسيوي على النفط الإيراني وبالتالي تليين موقف حكومة بكين تجاه فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد الجمهورية الإسلامية. وبدأت الستراتيجية الأمريكية تأتي أكلها، بإعلان الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، زيادة حجم صادراتها من النفط إلى الصين، على مدى الأشهر الستة المقبلة، إلى ما بين 150 ألف إلى 200 ألف برميل يومياً، عن المعدل الراهن، ويبلغ 50 ألف برميل يومياً. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر إماراتي بارز قوله: "إن أبو ظبي تخطط لزيادة إضافية هائلة "خلال السنوات الثلاثة المقبلة." وأورد المصدر ذاته عن مصادر مطلعة أن السعودية تبدو مستعدة لتعويض الصين عن أي تراجع في احتياجاتها من الطاقة في سياق جهود دولية لمعاقبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتنظر المملكة في كيفية الموازنة بين مشترياتها الضخمة من الصين من أسلحة ومنتجات استهلاكية واستخدامها كسلاح ضغط لإجبار بكين عن النأي بنفسها عن طهران. ويشكك دبلوماسيون ومحللون شرق أوسطيون في فرص نجاح الولايات المتحدة والدول العربية، على المدى البعيد، في اختراق هذا التحالف وكسر اعتماد الصين على الطاقة الإيرانية. ويتساءل المحللون بشأن كيفية رفع الإمارات والسعودية، العضوين بالأوبك، صادراتهما من النفط للصين، في الوقت الذي تحدد فيه المنظمة حصص إنتاج محددة للأعضاء، وما قد ينجم عن الخطوة من إغراق السوق بفائض من النفط. وترى واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في الصين كلاعب بالغ الأهمية في أي جهود دولية لممارسة ضغوط اقتصادية على إيران بشأن برنامجها النووي. ومن المتوقع ارتفاع استهلاك الصين من النفط إلى معدلاتها الحالية عند 540 ألف برميل في اليوم إلى نحو 20 مليون برميل يومياً بحلول 2030. وعلى صعيد متصل، تشير التكهنات إلى انخفاض متوقع في أسعار النفط إلى 60 دولاراً هذا الأسبوع والأسبوع الذي يليه نظراً لضعف الطلب في الدول النامية وتضخم المخزون العالمي من المادة الحيوية.
المارد الصيني لن يخفّض وارداته من النفط
نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 03:37 م