عجيب غريب أمور بعض أعضاء الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم في دورتيها السابقة أو الحالية تراهم مغرمين في السباحة ضد التيار حتى في أدق مراحل اللعبة خطورة كالتي نبه إليها الاتحاد الدولي لكرة القدم في رسالته التحذيرية الأخيرة بضرورة إجراء الانتخابات في الموعد المحدد 31 أيار الحالي، وإذا بأولئك الذين أشرنا إليهم يواصلون نهج المعارضة وإيهام الإعلام بمعلومات لا صحة لها وتمرير آراء قابلة للتأويل لإثارة الارتباك والفوضى وتشتيت الأفكار بحثاً عن مسوغات جديدة تحول دون إقامة الانتخابات!
صراحة ، إنها المرة الأولى التي يمنح (فيفا) ديكتاتوريته أجازة قصيرة وهو يدرس ملف عصيان كتلة معروفة في اتحاد كرة القدم عن تنفيذ توجيهاته بإنهاء ملف الانتخابات في 20 نيسان الماضي بعدما تنصلت من موعد سابق في 18 كانون الثاني ، وبالفعل كان (فيفا) رحيماً بالكرة العراقية عندما (وسّع باله) كما يقال وأعطى فرصة أخيرة مشروطة بتعليق فوري لجميع أنشطتها لفترة طويلة من الزمن في حال عرقل البعض مساعي الهيئة العامة باختيار مجلس إدارة جديدة تمتد شرعيته عاماً فقط .
ترى ما المطلوب الآن تجاه إحساس الاتحادين الدولي والآسيوي بالثقة والاطمئنان لردة الفعل العراقي لما جاء في فحوى رسالة الفرصة الأخيرة ؟ لابد من استثمار الأيام المقبلة في تنشيط أطر التعاون بين أعضاء الهيئة العامة وترسيخ قاعدة تفاهمات مشتركة تنبذ الطعون والاتهامات والحساسيات والتعصبات العمياء ، كما لابد من إنهاء حملات التطبيل الفاضحة لهذا المرشح وذاك فلم يعد مُشاهِد الفضائيات وقارىء الصحف يحتمل المزيد من جرعات الاشمئزاز لتصرفات آدميين يستهويهم تقليد تهريج (الدمى) في سيرك انتخابات اتحاد كرة القدم لواحدة من أكثر الدورات التحضيرية جدلية لانتخاب مجلس يُعد بحكم وقته القصير مؤقتاً لإجلاء ترسبات قرار (كاس) وتنقية النفوس وتهدئتها وتنظيف بيت الاتحاد من شرنقة (النظام الداخلي) العنكبوتية.
إن معالم كتلتي الترشيح لانتخابات 31 أيار واضحة للعيان، شخوصاً وسلوكيات على صعيدي التاريخ والمواقف ودور كل مرشح في الواقع الكروي الذي بلغه من فوضى وانقسام وسوء تخطيط لثلاث سنوات مضت ، علاوة على انخراط بعضهم في تآلفات تفتقد النيات الطيبة للأسف حيث لم يزل يمارسون عملية التسقيط لفلان من جهة والتطبيل لعلان من جهة أخرى بعيداً عن مصلحة اللعبة ومسؤولية الانتخابات المقبلة التي يجب أن تغيّر الصورة القاتمة عن بلدنا وتخرج أزمته من خنادق ضرب المصالح إلى ساحات العمل الجمعي الجاد لإنهاض مفاصل الكرة واستعادة دورنا العربي والقاري بأسرع وقت.
نطالب رئيس اتحاد كرة القدم المنحل ناجح حمود أن يمارس مسؤوليته الوطنية بتعزيز الأمن الشخصي للممثل الدولي وذلك ببذل جهود كبيرة مع الاتحاد الآسيوي لإقناعه على ضرورة تسمية مراقب مشرف على الانتخابات وتوفير الضمانات الكاملة للحيلولة دون إفشال مهمته كالتي انسحب منها د. شامل كامل قبل 48 ساعة من إقامة الانتخابات، مثلما سيعزز الطلب العراقي بتواجد مراقب دولي ثقة الجميع بعدم حصول أية خروقات وممارسات غير شرعية أثناء المؤتمر الانتخابي لتتمكن الهيئة العامة من أداء الاستحقاق الديمقراطي بحرية تامة وبلا ضغوط ، ونأمل أن يأخذ اتحاد كرة القدم إشارتنا هذه على محمل الجد فلا قيمة للانتخابات ما لم يشهدها ممثل دولي يدوّن في تقريره الحقيقة لتكون ابلغ رد على عبارة وردت في خطاب (فيفا) لا تليق أن توجه حتى إلى بلدان متخلفة ثقافياً ولا تحظى بتاريخ أصيل ومجتمع يكتنز بأهل العلم والسلوك الحضاري! "نود أن نعبّر عن قلقنا الشديد ورفضنا لهذه التصرفات التي قام بها أعضاء اتحادكم والتي نجدها غير مقبولة بتاتاً".
واأسفاه لمن أعمته مغريات المناصب ليرتكب تلك المثالب!
لا تطبيل ولا تأجيل
[post-views]
نشر في: 10 مايو, 2014: 09:01 م