TOP

جريدة المدى > عام > عبد الواحد محمد..الترجمة هي إعادة كتابة بمهارة جديدة ورؤى مفتوحة

عبد الواحد محمد..الترجمة هي إعادة كتابة بمهارة جديدة ورؤى مفتوحة

نشر في: 12 مايو, 2014: 09:01 م

زهيرالجبوري عندما نقف لقراءة النص الإبداعي المطل على الثقافات العالمية الأخرى ، فإن ذلك يفتح لنا منافذ الترجمة والتعرف على خصائصها الفنية ، وحين نغور قليلا للتعرف على هذا الفن الدقيق ، يجب علينا ان نقترب من أصحاب الشأن ممن لهم الخبرة والدراية الكافية

زهيرالجبوري
عندما نقف لقراءة النص الإبداعي المطل على الثقافات العالمية الأخرى ، فإن ذلك يفتح لنا منافذ الترجمة والتعرف على خصائصها الفنية ، وحين نغور قليلا للتعرف على هذا الفن الدقيق ، يجب علينا ان نقترب من أصحاب الشأن ممن لهم الخبرة والدراية الكافية في ذلك ، ولعل الاستاذ الدكتور عبد الواحد محمد واحد من أهم الأسماء العراقية التي مارست فن الترجمة منذ عقود ، فمنذ سبعينات القرن الماضي استطاع ان يقدم مطبوعات ثقافية في الفن والأدب ، ثم اختص بالجانب الأدبي بشكل راكز ، ولحد يومنا هذا ، كما عمل في الجانب الاكاديمي في جامعة بغداد / قسم اللغة الانكليزية ودرّس العديد من الأسماء المهمة في الساحة العراقية ، او الأسماء التي مارست فن الترجمة ، ولأن الحديث معه يفتح لنا متعة التعرف عن اشتغاله في الترجمة ، استوقفناه في جلسة حوارية :
* ثمّة هوة بين النص الأصلي والنص المترجم ، اشار اليها (غادامير ) معبرا عن مهارة المترجم في ردمها ، الى اي مدى يمكن ان نقدم نصا بأسلوبية عالية من وجهت نظرك ..؟
ـ في النقد الترجمي هناك من يقرأ ولم يعرف اللّغة الأخرى ، فيعطي رأياً انطباعياً ، جلّ اعتماده يكون على النص العربي .. في موضوع النقد الترجمي لابد من ناقد يطلع على النص المصدر ، وبعد ان يفحصه ويتعرف عليه ، يعود مرة ثانية ويبدأ بتدقيق كل كلمة عربية او كل جملة عربية من جذورها وأصولها ،ويلاحظ ان تصرف المترجم في بعض الأحيان يحدث هُوّات عديدة ، يكون حكمه النقدي على النص خاضعاً لدراسة النص الأصلي ، وهي مسألة ضرورية ، لأن فيها حساسية كبيرة  ، حينها يكون النص المترجم إما في غاية الدقة والمهارة والانضباط ، وإما عكس ذلك ، هنا تكون حكمة المترجم وقدرته على ردم الهوة التي اشار اليها الفيلسوف غادامير..
* هل هناك اكتشافات يستطيع المترجم ابتكارها بين لغته الأم واللّغة الأخرى ، بمعنى وجود رؤى ابتكارية جديدة فيه..؟
ـ الترجمة إعادة كتابة ، بمعنى انك تكتب نصاً جديداً اذا كنت متطرفاً جداً في عملية الكتابة بين الطرفين ، وأعني الأصل وغيره .. الآن تبرر بأن النص الاصلي هو ايضاً اعادة نص كتابي ، وهي عملية تناص وإعادة جمل كتابية قد قيلت ، فيها من الدقة والتعبير المهاري مالم يوجد عند آخر يمارس الاختصاص نفسه ، فاللّغة النحوية ومهارة الاشتغال البلاغي حين يتمتع بهما المترجم يصبح بشكل او بآخر خالقا لنص كبير ، بل ويكون في غاية من الصياغة والبناء..
* عفواً دكتور ، هل يوجد عندنا ذلك في البلد..؟
ـ بكل تأكيد ، فقد اطلعت على العديد من البحوث والكتب والمقالات المترجمة وقارنت بين المصدر الأصلي والمترجم ، فوجدت ما يفرح ، وهذا دليل قاطع على ان الذهنية العراقية ليست ادائية في إقامة عملها الوظيفي في هذا المجال فحسب ، انما لديها ابتكارات في غاية من الروعة ، لذلك اقول نعم ، وقد استمتعت كثيراً بترجماتٍ لأسماء سبق ان أشرفت على تدريسها ، هم الآن فتحوا كشوفات في الترجمة..
* هناك نص ادبي نقرأ تفاصيله من خلال الترجمة ، الى اي مدى يمكن ان تكون فيه كشوفات لغوية مقاربة من حيث بناءاتها ..؟
ـ سأتحدث معك عن الشعر في الأدب وأقول : ان الشعر العربي يقف على تفعيلات ، هذه التفعيلات معروفة لدى أغلب من يكتب الشعر او يقرأه ، وايضاً في الشعر الانكليزي هناك تفعيلات موجودة ، مع وجود نصوص نثرية غنية بلغتها ، كما أتذكر ان هناك شاعرا روسيا استطاع ان يقف على مقاربة بين الأدب الروسي والأدب العربي ، والشاعر عندما يقف عند قافية يعود ليبني عليها ، فالمعنى هو السمة المقاربة لك ما تقصده انت ، المهم لدينا ان نعي وظيفة الشعر وغايته الاسمى من خلال المعنى ، وبعدها نناقش الأشكال الفنية ، ككل هناك لغة عند الآخر من اي جنس عالمي له خصائصه ولغته ومخيلته ، ولنا نحن العرب مثيل لذلك .
* هل واجهت ذات يوم مشكلة في فن الترجمة..؟
ـ هذا سؤال يبدو للوهلة الاولى سلساً ، لكنه جوهري ، وأشكرك عليه ، نعم حصلت مرات عديدة لكنها قليلة ، حيث واجهت بعض الكلمات التي لا أصل لها في اللّغة العربية ، غير انها منتمية الى اللّغة الانكليزية والفرنسية ، وهذه الكلمات تعطي مفارقات جوهرية دقيقة جدا ، حينها فتحت قواميس للغاتٍ اخرى مناظرة لها حتى وجدتها وتمكنت منها ، فبالرغم من الجهد والمشقة الاّ اني شعرت بمهمتي الحذرة وخطورة ما أقوم به من وظيفة ثقافية بحتة ، وأعني بثقافية انك حين تبحث عن شيء ، تتطلع على تفاصيل مرافقة اخرى ، هي مفيدة جداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram