في عام 1986 بدأ تشاك هال، في اختراع نظام التجسيم ، ليكون بذرة الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي الطباعة التي تعتمد على بناء أجزاء المنتج المطلوب طباعته عن طريق إضافة الطبقات الدقيقة فوق بعضها البعض حتى يتم تشكيل المنتج في صورته النهائية، و
في عام 1986 بدأ تشاك هال، في اختراع نظام التجسيم ، ليكون بذرة الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي الطباعة التي تعتمد على بناء أجزاء المنتج المطلوب طباعته عن طريق إضافة الطبقات الدقيقة فوق بعضها البعض حتى يتم تشكيل المنتج في صورته النهائية، وذلك بالتأكيد بعد رسمه على الكمبيوتر بصيغة الـ 3D أو ما يُسمى بالرسوم ثلاثية الأبعاد عن طريق برنامج الكاد CAD، وتتم الطباعة باستخدام مواد مختلفة، ويُحدد عدد هذه المواد طبقا لنوع الطابعة وقوتها وتطورها، ويمكن أن تطبع الطابعة ثلاثية الأبعاد لمجسَّم باستخدام مادتين الأولى تكون لطباعة الجسم، والثانية تكون مادة هشة لطباعة الأجزاء الفارغة فى المجسَّم يتم من ذلك تنظيفها منه بعد إتمام عملية الطباعة.
تختلف تكنولوجيا وعمل الطابعات ثلاثية الأبعاد، ولكن يبدو أن لا أحد يفكر في كيف أن هذه الطابعات من المتوقع أن تقوم بثورة كلية ليست أقل من الثورة الرقمية التكنولوجية التي ظهرت بظهور أول كمبيوتر ومن ثم الموبايل وحتى الحاسبات اللوحية. وبرغم أن تكلفة الطباعة ثلاثية الأبعاد الباهظة جعلت هذه الطابعات متوفرة لدى فئة قليلة من الناس خاصة المطورين، إلا أنه يبدو أنه خلال العشر سنوات المقبلة، ستتحول حياتنا لطابعة كبيرة تتمثل في طباعة معظم المنتجات التي نستخدمها بشكل يومي من خلال طابعات مختلفة الوظيفة يتم طرحها لعامة الناس وبأسعار معقولة.
ثورة طبية.. أطراف صناعية
وزراعة أعضاء أكثـر
كما تعودنا، فالتكنولوجيا ملهمة للطب، فبعد ظهور التطبيقات الطبية، ووجود وسائل تساعد المرضى المختلفين على متابعة حالاتهم الصحية باستمرار مع تقنيات تتبع ضربات القلب وغيرها، لم تكن التكنولوجيا بعيدة هذه المرة عن الطب، حيث تمكنت الطباعة ثلاثية الأبعاد من توفير أطراف صناعية مطبوعة لهؤلاء الذين فقدوا أيديهم أو أرجلهم في حوادث، لتصبح الأطراف الصناعية تطبيقا مثاليا للطباعة ثلاثية الأبعاد، مع تحديد حجمها ومساحتها بدقة ومن ثم طباعتها لتلائم جسم المصاب، حيث تمكنوا من خلق مادة تشبه العظام التي يمكن استخدامها لإنشاء سقالات مخصصة لتحفيز نمو الأنسجة وتكوين العظام مرة أخرى، وهو ما يكون نتيجة أولى لتقديم دواء لعلاج هشاشة العظام. لم يكن هذا الإعجاز الطبي التكنولوجي وحده، بل تمكن علماء من طباعة بعض الأسنان وزراعتها في فــم المريض. أما الحادثة الأعظم والأشهر في التاريخ الطبي التكنولوجي هي زراعة الفك السفلى في فم مريضة تبلغ من العمر 83 عاما، حيث شهد عام 2012 طباعة فك صناعي من مسحوق التيتانيوم عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد، لزرعه في فـم المريضة.تم تصنيع الفم من قبل لاير وايس البلجيكي الذي تمكن في العام ذاته من تصنيع قطع معدنية للإنسان.وقال الطبيب جول بوكينز الذي أجرى العملية: إن هذه التقنية تعرض أسلوب علاج جديداً هو الأول فى العالم، حيث تم استبدال الفك السفلى بأكمله بآخر مطبوع، مشيرا إلى أنه بعد فترة وجيزة من استيقاظ المريضة من التخدير تمكنت من نطق بعض الكلمات، وبعد مرور يوم واحد كانت قادرة على الكلام والبلع بشكل طبيعي مرة أخرى.
ولفت الطبيب إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد قد تقلل من تكاليف العلاج الطبي، إضافة إلى إنقاذ العديد من المرضى بإجراء عمليات سريعة لشفاء أقصر.
وداعاً للسيارة التقليدية.. ومرحباً بالسيارة المطبوعة
هل تخيلت أنه بإمكانك شراء سيارة مطبوعة وليست مصنوعة ومركبة؟! في أوائل القرن العشرين، تمكن هينري فورد من إدخال أول خط إنتاج لصناعة السيارات، الآن وبعد قرن من الزمان تقريبا تم إنتاج سيارة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو ما يمكن أن نسميه بالثورة الطباعية. تم طباعة هيكل السيارة التي تسمى Urbee، بشكل كامل لأول مرة، حيث طبع الهيكل كله من دون تركيب ولحام، وشمل نوافذ الزجاج أيضا، كما تم طباعة السيارة من الألف إلى الياء بما يناسب مبادئ الحفاظ على البيئة، خاصة مع توفير الآلات والأدوات الملوثة للبيئة، وتوفير الجهد البشري المطلوب لإنتاج سيارة هكذا.
اختصار الوقت في عمليات البناء
عندما بدأت ثورة الطباعة ثلاثية الأبعاد لم يكن سوى مسألة وقت فقط حتى نصل لبناء مبانٍ ثلاثية الأبعاد، فالطابعات بدأت بصناعة أشياء صغيرة مثل لعب الأطفال، قطع الشطرنج الصغيرة، وحتى السيارات، لكن الجديد عندما تمكن المخترع أنريكو ديني من ابتكار نظام بناء المباني الآلية !
تستخدم تلك الطباعة مزيجاً من المواد المجمعة سواء كانت سائلة أو صلبة من رمال وغيرها، وتتمكن الطابعة التي يُطلق عليها D-Shape من بناء مبنى كامل من طابقين كاملين مع الدرج، والنوافذ والأبواب والأعمدة، والجدران والأرضيات والقباب والتجاويف فقط باستخدام الرمال والرخام، والتي تؤدي في النهاية إلى نتائج البناء العادية نفسها، بل تفوق متانتها وقوتها تلك المباني الخرسانية التقليدية.ويقول المخترع أنريكو ديني «الطابعة ثلاثية الأبعاد تستغرق ربع الوقت الذي تستغرقه الآلات والمعدات التقليدية في بناء المبنى نفسه»، متمنيا أن يأتي الوقت الذي تتحول فيه كل أساليب البناء إلى البناء باستخدام الطابعات لتوفير الوقت والمجهود المبذول في البناء، إضافة إلى تقليل مخاطر البناء والحوادث الناتجة عن الإنشاءات، مشيرا إلى أن هذا بالتأكيد سيحدث في السنوات القليلة المقبلة.
ترجمة المدى