هو.. شاب من مناطق حزام بغداد ..وهي فتاة من مدينة الصدر ..قادت علاقة عمل تجاري بين أهليهما الى تتويج ذلك بخطبة الفتاة للشاب وموافقة الطرفين دون ادنى تفكير بانه سني ..وهي شيعية ..وبسرعة البرق وبمساعدة وسيلة تواصل الشباب (الهاتف المحمول ) تم التعارف بينهما ونشأت قصة حب لم يعد ينقصها الا إتمام الزواج ..
فجأة ، تحولت منطقة الشاب الى ساحة معركة باندلاع أزمة الأنبار.. ودار قتال متواصل بين المسلحين وقوات الجيش فاستشهد أفراد من منطقة الشاب وأصيب آخرون ونزح اغلب الأهالي فاضطرت أسرته الى النزوح الى ناحية النصر والسلام.. غادر الشاب حجرة عرسه التي اتم تأثيثها واستقرت أسرته في منزل صغير كان مهجورا ومفتقدا لكل الخدمات فعمدوا الى ترميمه وتصليح الأعطال فيه ....
صار موقف اهل الشاب مخجلا حين استمرت أزمة الأنبار فطلبوا مهلة من اهل الفتاة لإتمام الزواج في ظروف افضل لكن اهل الفتاة قدروا ظروفهم واصروا على تزويج الخطيبين فتخلت ابنتهم عن اجمل أحلامها بإقامة حفل زفاف كبير كما وعدها خطيبها محدثا إياها عن (رقصة الجوبي ) التي تحول أعراس منطقتهم الى كرنفالات فرح جميلة وتم زفافها الى المنزل الصغير المتواضع دون أثاث حجرة النوم الذي تركه الشاب في منطقتهم الساخنة ..
بعد مرور أسبوع ، وفد بعض المهنئين من أقارب العريس لتهنئة العريسين فتم طردهم من قبل قوات الجيش في ناحية النصر والسلام ومنعوهم من الدخول لوجود مداهمات واعتقالات فيها كما علموا فيما بعد حين اتصل بهم العريس ليخبرهم بأن الحرس اعتقلوا شقيقه الذي خرج لاستقبال الضيوف ولن يقتنعوا طبعا بأنه ليس إرهابيا الا بعد ان يذوق صنوف التعذيب والإهانات كما يحدث في الاعتقالات العشوائية التي اعتادت عليها تلك المناطق.. أما أقارب العروس فتنازلوا عن حضور طقوس (السبعة) التي لم تتم بسبب المداهمات واحتفظوا بهداياهم بانتظار زيارة ابنتهم لهم ليقدموها لها ..
لم تمض أيام حتى داهمت المياه بعض مناطق حزام بغداد وكانت حصة ناحية النصر والسلام كبيرة لدرجة غرق منازل سكانها ونزوحهم .. وهكذا نزحت أسرة العريس من جديد الى منطقة أخرى اكثر أمنا من مناطق حزام بغداد واستقروا في منزل احد معارفهم دون ان يحملوا معهم أي أثاث عدا ملابسهم ..بعد أيام ، تمركزت قوات الجيش قربهم واقترب القتال منهم فاضطر اهل العريس الى النزوح من جديد الى العاصمة هذه المرة واستغلال كل ما تبقى لهم من مال في استئجار منزل صغير متهالك خال من الأثاث الذي لم يسمح لهم الجيش بإخراجه من منطقتهم الساخنة ..
وجرت الانتخابات... وكان الأهالي يتصورون انها ستحمل معها تغييرا ينهي ازمتهم ويعيدهم الى مناطقهم لكن نتائج الانتخابات مازالت بعيدة فهناك طبخات تتم في الخفاء وستنضج على نار هادئة ولا يعرف بعد كيف ستكون نكهة الطبخة وأنواع المواد المستخدمة في إعدادها.. وحتى يتم ذلك.. تنشغل عائلة العريس بالبحث عن منزل آخر تسكنه بعد ان ابلغهم صاحب المنزل المتهالك بانه باعه لنازح آخر (دفيان) ..
من جهتها.. تواصل العروس اقناع نفسها وعريسها وأهلها بانها مستمتعة بهذه الرحلات (البطوطية) التي كسرت رتابة حياتها بينما يهفو قلبها الى اغفاءة هانئة في حجرة نوم عرسها وتحت سقف آمن!!
قصة عريسين...
[post-views]
نشر في: 12 مايو, 2014: 09:01 م