الكثير من أعضاء مجلس النواب الحالي وبينهم قياديون في أحزاب وقوى وتيارات مشاركة في الحكومة لم يسعفهم الحظ " الأغبر "في الاحتفاظ بمقاعدهم ، وبإعلان النتائج رسميا لن تصل أقدامهم الى عتبة باب البرلمان الجديد ، شخصيات من فئة "القامات الكبيرة " صاحبة الحضور في المشهد السياسي على مدى ثماني سنوات عمر الدورتين التشريعيتين السابقتين ، ستنشغل بتلقي التعازي ، وعبارات ترطيب الخواطر" والمهم المشاركة وليس الفوز " من الرفاق والزملاء والأصدقاء، اما على الصعيد الشخصي فستكون بانتظار الفاشل بالتنافس الانتخابي "ملحمة عائلية" تسرد فصولها الزوجة الأولى بتوبيخ شديد اللهجة، موجه الى الرجل لفشله في تجديد ولايته في المجلس النيابي ، على الرغم من ان دعايته وصلت الى دول الجوار ، وام العيال حصلت على نبوءات تبشر بالخير من العرافات المتخصصات بقراءة الغيب مقابل مبالغ مالية قابلة للزيادة في يوم إعلان البشارة.
خيبة المرشح ستجعل زوجته الأولى تحمل أعباء معاناة "الشماتة" من الأقارب والمعارف ،وقد تكون قادرة على تحمل أقاويلهم وتعليقاتهم مع مرور الزمن ، لكنها ستكون عاجزة عن إحباط مخطط ضرتها بالانتقال الى منزل اخر خارج المنطقة الخضراء ، ولم تنفعها مسبحة 101" في حصول الزوج على منصب حكومي كبير، تقديرا لجهوده وخدمته الجهادية السابقة ، وتنتهي "الملحمة العائلية" بمشهد أخير يجسد حالة "صخام الوجه" ، وتحمل مرارة الخسارة .
من حق المرشح صاحب "جادر تأبين عمره البرلماني" ان يرتدي السواد ويعلن الحداد ، ويخاطب العباد من قواعده الشعبية بتوجيه عبارات اللوم والعتب ، لانهم لم يمنحوه أصواتهم، فانتهى به المطاف الى ان يكون حكما في حلبة مصارعة يومية بين الزوجة الأولى وضرتها ، وهذا المصير التعس احبط حلمه الوطني الكبير بخدمة شعبه "من المهد الى اللحد " وفقدانه منزله في المنطقة المحصنة ، فضلا عن امتيازاته ، وما يحصل عليه من عمولات عندما كان يستخدم نفوذه وتأثيره في حصول الشركات على عقود تنفيذ مشاريع استثمارية ، مقابل مبالغ مالية ضخمة بالعملة الصعبة ترسل الى حسابه في احد بنوك دول الجوار ، وبلا شك فان فاقد هذا المجد سيكون مرشحا لاستقبال أزمات وانتكاسات نفسية وصحية ، قد تدفعه للسفر الى الخارج للراحة والاستجمام ، وسيواجه مشكلة اختيار الزوجة الأولى ام الثانية لمرافقته في رحلته ، ولاسيما انه لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب لحسم "معركة ام المصايب" ووقف الحرب الدائرة بين زوجتيه .
يحتاج "المرشح المنكوب" الى تعاطف وسائل الإعلام مع محنته ، ينسجم مع قواعد اللعبة الديمقراطية، فهو يعتقد بان نشر عدد ما حصده من أصوات لا تتجاوز العشرات يعد من وجهة نظره محاولة تشهير واستهانة بجهوده طيلة السنوات الماضية ، عندما كان يطل عبر شاشة فضائية حزبه ليلقي على المشاهدين دروسا في الديمقراطية وأساليب إخماد نيران "معركة ام المصايب " وتوطيد السلم بين الحبايب .
زفة مرشح ( 2-2)
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2014: 09:01 م