بكل فخر واعتزاز قرأ السيد نوري المالكي على أسماع زملائه من قادة التحالف أثناء اجتماع لهم تقريراً عن الوضع الأمني.. الاجتماع، بحسب ما جاء في بيان للتحالف، كان مكرساً لمناقشة قضايا عدة منها التجربة الانتخابية (انتخابات مجلس النواب الاخيرة الجارية منذ اسبوعين)، والنظام الداخلي للتحالف الذي شكلت لجنة لمراجعته وإدخال تطويرات عليه بما يتلاءم والمرحلة المقبلة. ولابدّ ان كلمة "الميداني" تحيل الى مجريات المعارك الدائرة منذ اشهر في محافظة الانبار، وبخاصة في مدينة الفلوجة ومحيطها.
السيد المالكي كما يعرف القاصي والداني هو رئيس حكومة جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة لهذه الجمهورية. والسؤال الآن: لماذا يخصّ السيد المالكي تحالفه (بعد حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون على الأرجح) بهذا التقرير الأمني الميداني؟.. مرة أخرى السيد المالكي هو رئيس حكومة العراق والقائد العام للقوات المسلحة فيه، وحكومة العراق ليست حكومة حزب الدعوة ودولة القانون والتحالف الوطني وحدهم ولا القوات المسلحة التي هو قائدها العام قوات حزب الدعوة ودولة القانون والتحالف الوطني .. انهما حكومة وقوات الشعب العراقي بكل قومياته واديانه وطوائفه واحزابه وائتلافاته، والوضع الامني في الانبار وغيرها يهم كل هؤلاء الناس ويؤثر في حياتهم كلهم ايضاً.
ليس التحالف الوطني نظيراً أو بديلاً او خليفة للقيادتين القطرية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وليس السيد المالكي نظيراً و بديلاً أو خليفة لصدام حسين لكي يخصّ السيد المالكي التحالف الوطني وحده باسرار الوضع الامني الميداني كما كان يفعل صدام في عهد النظام السابق.
قبل التحالف الوطني كان الأولى بالسيد المالكي ان يطلع مجلس النواب على الوضع الامني الميداني، فهذه من واجبات رئيس الحكومة اللازم اداءها تجاه البرلمان. نعرف ان السيد المالكي سيقول، كما اعتاد ان يقول، ان مجلس النواب فيه مؤيدون للارهاب أو مرتبطون بالإرهابيين، وان كشف الاسرار الأمنية في البرلمان يعني تقديمها في طبق من ذهب الى الإرهابيين. هذا كلام مردود، فمجلس النواب هذا هو الذي ولّى السيد المالكي رئاسة الحكومة ، والنواب المؤيدون للإرهاب أو المرتبطون بالإرهابيين هم من نصبّوا السيد المالكي رئيسا للحكومة، والطعن في البرلمان وأعضائه طعن في شرعية حكومة السيد المالكي الثانية وفي شرعية المالكي رئيساً لهذه الحكومة.
مَنْ يقول ان الوطنية حكر على التحالف الوطني دون غيره من قوى البلاد لكي يقرر السيد المالكي الانكشاف عليه أمنياً دون الآخرين؟ .. مَنْ وبأية حجة ومسوغ؟.. نريد أن نعرف لأن من حقنا أن نعرف.
لماذا المالكي وتحالفه يحتكران الوطنية؟
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2014: 09:01 م