هل نحن شعب ناكر للجميل ، بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا نفبرك فيديو للنائب "المجاهد" محمود الحسن، ونخطط في الخفاء لوضع سيناريو يظهر فيه النائب "المسكين" وسط مجموعة من المواطنين ومعه اشخاص يحملون رزم أوراق يقال انها سندات تمليك أراضٍ زراعية ، ووصلت بنا الوقاحة حد ان نقلد صوت النائب "الوديع" وهو يقول: "انا كلفني رئيس الوزراء وقال لي تأخذ السندات وتوزعها بيدك وتكمل معاملاتها، ولكن انا ايضا عندي شرط معكم، راح يجي يوم 30/4 ونتحاسب ونشوف وفيتوا بالعهد لو ما وفيتوا"، ولاننا شعب حسود وحقود فاننا ننكر على النائب الحسن الانجازات العظيمة التي قدمها خلال جلوسه على كرسي البرلمان، وصرفنا جهدنا في تقليب دفاتره، فيما الرجل يقدم في كل يوم انجازا يجعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة.
ولهذا علينا ان نصدق النائب عن ائتلاف دولة القانون علي العلاق وهو يشكّك بالفيديو لان الأمر حسب قوله "مضلل لان هناك حملة تسقيط كبيرة جدا ودعايات مضللة"...
مضحك ومسلي ولذيذ، هذا الإصرار على التهتهة والتأتأة من جانب النائب العلاق وهو يحاول أن يخرج لنا فيلما عن الضحية محمود الحسن.
في كل مرة اشاهد السيد العلاق من على شاشة التلفزيون وهو يجاهد بكل الأشكال والآليات المتوفرة لديه للدفاع عن اخطاء وخطايا الحكومة اتساءل ماذا يفعل الرجل في الحياة السياسية العراقية ؟ ومازلت أتذكر محاولته المستميتة في الدفاع عن وزير التجارة السابق فلاح السوداني بكل ما أوتي من بلاغة، لا لشيء الا لكونه ينتمي الى نفس الحزب ، ولهذا لم تفاجئني تصريحات العلاق هذه المرة، فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن ائتلاف دولة القانون، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحسدون الائتلاف، لانه يضم عددا من ابرز خبراء السياسة والاقتصاد والعلوم .
من يقرأ تصريح علي العلاق، يحتاج الى قدرة هائلة كي يتمالك اعصابه قبل أن يموت من الضحك، فالعلاق وهو يكذب فيديو محمود الحسن، نسي او تناسى ان مفوضية الانتخابات أثبتت صحة الفيديو وتساهلت مع النائب، وبدلا من ان تقصيه غرمته مبلغا من المال سيدفع حتما من خزانة الدولة. والغريب أن الذين يصلون الليل بالنهار بحثا وتحليلا عن فيديو محمود الحسن وينتهون إلى أنه لا يمثل خطرا على النظام السياسي، هم أنفسهم الذين حاولوا إظهار العين الحمراء لنواب اخرين وسنوا الرماح وشهروا السيوف استعدادا للانقضاض على صباح الساعدي خطؤه الوحيد في نظر السيد العلاق ومن لف لفه، إنه رفع شعارات تطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين وتقديم الخدمات للناس.
وفي الوقت الذي يدافع به علي العلاق عن "البطل" محمود الحسن كانت بلاد مثل بريطانيا يقرر مجلس نوابها منع أحد أعضاء مجلس اللوردات من دخول مبنى البرلمان، بعد إدانته بمطالبات مالية من دون أن يقوم بأي عمل في مجلس اللوردات. ووفقاً لصحيفة "الإندبيندنت" البريطانية فإن النائب هانينغفيلد لم يتحدث إطلاقاً في أي جلسة من جلسات مجلس اللوردات أو لجانه المختلفة، ولم يسأل أي سؤال في الجلسات.
وبحسب القوانين البريطانية فإن المجلس لا يدفع رواتب لأعضائه ولكنه يقدم لهم الحق في المطالبة بتعويض عن الحضور للمجلس قدرها 330 جنيهاً عن كل مرة.
في بلاد الكفار نجد رئيس الوزراء يتلقى الصفعات والشتائم لانه قصر باداء واجبه الوظيفي، وفي بلاد "المؤمن" الشيخ علي العلاق لا احد يسأل اين ذهبت مئات المليارات وبيوت الصفيح ماتزال تنتشر في ارجاء العاصمة؟
هذا ما حدث في بلاد "الكفار بريطانيا" وهكذا هي صحوة الضمير، اما في بلاد الاحزاب الدينية والعشائر والطوائف .. فقد شاهدنا كيف يتحول "قاض دمج" الى نائب. وكيف تبلدت ضمائر السياسيين .. ووجدنا صانعي الأزمات والخراب والمصائب يتحولون الى ابطال "قوميين".
فيلم " الضحية " باخراج " علي العلاق "
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
رمزي الحيدر
الى متى نعيش في هذا البؤس والانحطاط .؟.
ابو اثير
هذه هي شخصيات الدولة والحكومة والحزب الحاكم فماذايمكن أن تتوقع من هؤلاء الطارئين على البلاد والعباد من خير أنهم كحجارة الطهارة وحدة تشبه ألأخرى وهنيئا للتحالف الوطني الذي أفرز للحياة السياسية مثل هيج شخصيات ويعود ألآن بتكرار نفس التجربة والوجوه الكريهة ول
وديع شاكر
الى ابو اثير والحيدر ... البؤس الانحطاط وغيرها من الصفات في شخصيات الدولة والحكومة معروفة بس بربكم شلون هذوله يفوزون بالانتخابات عينك عينك ؟ ما أدري شكول... خاف يزعلو العراقيين ....احنا شوادي ؟