احتفي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في كربلاء بفيلم (سائرون) للمخرج الشاب حسين حافظ لعيبي . وشهد الاحتفاء عرض الفيلم ومداخلات نقدية عديدة.في بداية الأمسية قال مقدمها الشاعر سلام البناي: ان الاحتفاء اليوم يتمثل بعدة أمور أهمها أننا نحتفي بأصغر مخرج في
احتفي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في كربلاء بفيلم (سائرون) للمخرج الشاب حسين حافظ لعيبي . وشهد الاحتفاء عرض الفيلم ومداخلات نقدية عديدة.
في بداية الأمسية قال مقدمها الشاعر سلام البناي: ان الاحتفاء اليوم يتمثل بعدة أمور أهمها أننا نحتفي بأصغر مخرج في العالم وهو الفنان حسين حافظ لعيبي ونحتفي بعرض فيلم انتج بجهود ذاتية وهو يتحدث عن زيارة الأربعين والتحديات التي واجهتها من خلال استهدافها من قبل الإرهابيين كما يتحدث عن اللحمة الوطنية بين العراقيين ومن كافة الطوائف والقوميات وقد حصل الفيلم على عدة جوائز محلية ودولية.
فيما أشار الفنان حافظ لعيبي الى انه يريد ان يكون مطيعا للثقافة العراقية والإنسان العراقي والعراق...وأضاف "ان فيلم (سائرون) يحكي عما يتعرض له الزوار خلال مسيرتهم لزيارة الإمام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع) وما يتعرضون له منذ سقوط النظام عام 2003..وأشار الى ان الفكرة كانت تبلورت بعد ان تعرض الزوار الى احد التفجيرات الإرهابية الجبانة ولذا كتبت قصة الفيلم والسيناريو.مشيرا الى ان المؤسف في الأمر ان وزارة الثقافة لم تعمل على إنتاج الفيلم وحتى أنها اتفقت معنا على شراء الفيلم وإدراجه ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية إلا أنها تراجعت عن شرائه."
وأضاف "ان فيلم سائرون حصل على عدة جوائز محلية ودولية أهمهما (أفضل فيلم واقعي في النرويج) ورغم هذا فان الفيلم لم يتلق أي دعم مادي من قبل أية جهة حكومية أو برلمانية في العراق" . وانتقد الفنان حافظ لعيبي عدم وجود أية جهة عراقية مختصة برعاية المواهب الشابة ودعمها لتنمية قدراتها وتوظيف عطائها بالمكان المناسب.
ثم تحدث مخرج الفيلم قائلا انه "ابتدأ حياته كممثل في عدد من المشاهد التمثيلية وتعلم من والده ومن مخرجين آخرين الحركة الفيلمية من خلال قراءة العديد من السيناريوهات..,وأشار الى انه واجه العديد من المشاكل في إخراج الفيلم لان لا رصيد ماديا ولا جهة إنتاجية له ، وحتى الذين شاركوا في الفيلم لم يأخذوا أجورهم إيمانا منهم بقضية الفيلم لذا أنتجته على حسابي الخاص." مطالبا بتأمين الدعم اللازم لإنتاج فيلم يسلط الضوء على المقابر الجماعية في العراق وضحايا النظام السابق..متمنيا دخوله في موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، كأصغر مخرج وكاتب وممثل في العالم .
وشهد الفيلم الذي عرض على قاعة الاتحاد العديد من المداخلات التي بدأها الأديب علي لفته سعيد بقوله.."ان الفيلم لا يجب ان نراه على انه موجه الى طائفة معينة بل الى العالم لكي تختلف النظرة النقدية عليه"..وأضاف ان الفيلم حمل العديد من المضامين المهمة وهي أن الإرهاب يسير عكس اتجاه حركة العالم من خلال الحركة المعاكسة للإرهابيين الاثنين وهما يحاولان تفجير نفسيهما وسط الزوار وأيضا من خلال قيام احدهما بطحن ( كعكة ) براحة يده احتاجا على تقديمها من احد المواكب وهو ما يعني انتقامه من الطحين وهو اصل الغذاء وكذلك قيام الانتحاري الآخر برمي الماء الموزع ايضا للزوار ليعطي دلالة على انه حتى ضد الماء الذي منه كل شيء حي..وأكد ان الفيلم يحمل رسائل عديدة بدأها المخرج او كاتب السيناريو بإطلاق الأذان بطرق مختلفة ومقامات مختلفة لا تعطي جانبا انحيازيا لمذهب معين بل كان جامعا للعراقيين كما هي الشخصيات التي أرادت السفر الى كربلاء فهم الشيعي والكردي والسنّي والمسيحي.
في حين رأى المخرج الفنان علي الشيباني ان في الفيلم ثمة بناء صوريا وهي مجموعة اتهامات استطاع المحرج الشاب ان يوفر لها الثيمة البصرية ولذلك ان نرى الفيلم سار بخطين : الأول هو المادة التسجيلية المرافقة لحركة الزوار ، والثاني هو المادة المصنوعة لأجزاء الفيلم السينمائي واستطاع المخرج ان يمزج بدراية محترف المادتين بمادة واحدة وهو ما يعني ان للفيلم قيمة عليا وجهدا كبيرا بذل في إنتاجه.
أما ممثل الأمم المتحدة في كربلاء علي كمونة فقال.."ان مما يثير المشاهدة هو ان المخرج جعل وجوه الإرهابيين حسنة وطبيعية وتحمل من الجمال والوسامة الشيء الكثير وهذا ما يحسب لصالح الفيلم لأننا تعودنا ان نرى وجوه العدو كوجوه قبيحة ومشوهة..وأشار ان هذه حسنة مهمة لكي تنبه المواطنين على ان الإرهاب لا يمكن معرفته من خلال وجود علامات دالة بل من خلال التصرف والحوار والأفعال"..وأفاد كمونة الى ان الفيلم يقوم على رؤية جديدة لها أبعاد دينية اكثر منها أبعاد مذهبية خاصة وانه جمع في الفيلم جميع أطياف الشعب العراقي حتى وجدنا يافطة في الفيلم لموكب للصابئة المندائيين وهو اذاً فيلم يحاكي العقل العراقي بان الحسين هو للإنسانية جمعاء وليس لمذهب معين.
الدكتور محمد عبد فيحان كانت له مداخلة قال فيها..ان فكرة الفيلم جريئة رغم انها ليست جديدة ولكن صناعتها جديدة..واضاف ان المخرج قدم رؤيته للعالم في كيفية التعامل مع شخصية خالدة لها مكانة عالية وان الحسين ليس رمزا لفئة محددة بل هو رمز انساني.
وتحدث نائب المحافظ الثاني علي الميالي عن أهمية الثقافة في صنع الحياة وعن دور السينما في توثيق القضية الحسينية وإيصالها إلى ابعد مكان في العالم موجها الدعوة للفنان الضيف لعرض الفيلم بمناسبات أخرى ، كما أشاد الميالي في نوعية الأماسي التي يختارها الاتحاد ودوره في تقديم الثقافة مؤكدا أن اتحاد أدباء كربلاء يستحق مكانا أفضل من المكان الحالي وأعرب عن استعداد الحكومة المحلية لدعم الاتحاد والسعي لإيجاد مقر بديل مناسب يليق بالأدباء أو إضافة المستلزمات اللازمة للمقر الحالي من أجل ممارسة نشاطاتهم الثقافية.
في حين قال الشاعر عمار المسعودي انه منذ بدء الخليقة كان العمل على تفتيت الصورة من اجل إبهار العالم بأشياء جديدة..وأضاف ان الفيلم يعني بكل حيثيات الأشياء التي نراها ولا نراها ولا نميزها لأنها امر واقع في حين انها تحمل غايات والهداف أخرى وعد المسعودي ،وهو رئيس اتحاد الادباء في كربلاء، ان النشاط الثقافي تابع للسياسي على مر الأزمان لضيق المجالات أمام الثقافي في ان يتحرك فيلجا الى السلطة وهنا لا بد ان توفر السلطة العون لكي يتحرك الثقافي لبناء البلد.
أما الشاعر حسين الدايني فقد انتقد بعض المشاهد المكررة في الفيلم وعدها تؤدي الى الإخلال في عملية التلقي وانه لم ينجح في إيصال صورة ان الزوار وصلوا الى كربلاء بل ظل في محيط موكب واحد.
وانتقد الإعلامي حمد السلامي المخرج و كاتب السيناريو عدم منح المشاهد فرصة لمعرفة خلفيات الآخرين ولماذا يستهدفون الزوار ومن هي الجهات التي تقف معهم.
فيما دعا الشاعر احمد حسون الى ان تتبنى كربلاء مشروع إعادة إنتاج الفيلم او إنتاج أفلام أخرى لأنها المحافظة المعنية بإطلاق الرؤية والثقافة والرؤى وكل ما يتعلق بثورة الإمام الحسين التي جرت على ارض كربلاء.